عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
أتم الهداف الأرجنتيني السابق، جابرييل باتيستوتا، عامه الـ52، في هدوء شديد بعيداً عن صخب أجواء كرة القدم، التي وصفها في تصريحات سابقة له، بأنه لم يكن يحبها على الإطلاق، رغم توهجه الكبير كأحد أفضل الهدافين عبر التاريخ، خلال حقبة تسعينيات القرن الماضي، وقال إنه كان أشبه بالموظف، الذي يؤدي عملاً، لم يحبه أو يستمتع به أبداً، لكنه اجتهد وأبدع فيه، وربما كانت إصاباته القاسية سبباً في هذا الشعور، الذي دفعه لإبداء رغبته في «قطع ساقه»، بسبب الألم الشديد الذي عانى منه في «كاحل» قدمه اليسرى، وأدى لاعتزاله، بعدما تأثر مستواه خلال سنواته الأخيرة.
باتيستوتا الذي ابتعد عن مجال الكرة في السنوات التي أعقبت اعتزاله، واهتمامه بلعبة الملوك، البولو، بجانب أنشطته التجارية والاستثمارية، لم يفاجئ عشاقه بذلك أبداً، لأنه خلال مسيرته الكروية، رفض عروض انتقال من الفرق الأوروبية الكبرى، مثل ميلان وريال مدريد، وحتى مانشستر يونايتد، الذي صرّح مدربه الأسطوري، السير أليكس فيرجسون، بأنه حاول الحصول على خدمات «باتيجول»، من دون فائدة، بسبب رغبة الأخير في الحياة الهادئة، بعيداً عن الضغوط والمنافسة على البطولات، ووجد «راقص التانجو الأنيق» ضالته في مدينة فلورنسا الإيطالية، مدافعاً عن ألوان فيورنتينا، الذي قضى بين جدرانه أفضل فتراته الكروية، عبر 9 سنوات، صار خلالها أسطورة «الفيولا»، خاصة عقب رفضه التخلي عن الفريق في محنة الهبوط إلى الدرجة الأدنى، وهو ما كوفئ عليه بوضع تمثال له في فلورنسا.
ورغم عدم حصوله على بطولات بارزة على صعيد الأندية، كان «باتيجول» هدافاً فريداً مع منتخب الأرجنتين، وظل محتفظاً بصدارة الهدافين برصيد 54 هدفاً، حتى تجاوزه ميسي عام 2016، وحقق أفضل إنجازاته بالفوز بلقبي «كوبا أميركا» 1991 و1993، حاصداً لقب الهداف في المرة الأولى، بجانب تسجيله هدفي الفوز على حساب المكسيك في النسخة الثانية.
