الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شاهد رياضة: قصة مدينة!

شاهد رياضة: قصة مدينة!
27 نوفمبر 2020 01:35

عمرو عبيد (القاهرة) 

باستثناء الفوز بلقبين في كأس إيطاليا، في بداية الستينيات ومنتصف السبعينيات من القرن الماضي، لم يكن لفريق نابولي إنجازات كبرى على صعيد بطولة «سيري آ»، سوى كونه وصيفاً مرتين، بعد ميلان في 1968 ثم يوفنتوس عام 1975، لكن انتقال الأسطوري الراحل مارادونا، جعل تاريخ «السماوي» ينقسم إلى حقبتين، فترة ما قبل دييجو، وسنوات الأرجنتيني الذهبية.
مارادونا ذهب إلى الجنوب الإيطالي، بعد موسم محبط له ولفريقه الجديد، أجبر وقتها على الرحيل من صفوف برشلونة، في وقت عانى خلاله نابولي من شبح الهبوط إلى الدرجة الأدنى في الدوري الإيطالي، ولم يدخر «جلي آزوري» جهداً أو مالاً، لجلب الصفقة التاريخية، بعدما اقتحم صراع التعاقد مع أسطورة «التانجو»، ليحصل عليه بمقابل قياسي آنذاك، بلغ 12 مليون يورو.

ورغم معاناة المدينة، على المستوى الإداري والمالي ونقص الموارد الأساسية، حسب ظروف تلك الفترة الزمنية، لكن الصحافة المحلية وصفت مارادونا بـ«المنقذ»، واعتبرته بطلاً شعبياً، يكفي وجوده ولعبه مع الفريق، لكى ينسى مواطنو نابولي مشقات الحياة، وبالفعل هذا ما كان يوم وصوله، حيث احتشد الآلاف في طرقات المدينة، يلاحقونه أينما ذهب، حتى تم تقديمه رسمياً، لاعباً في صفوف «السماوي»، يوم 5 يوليو 1984، تحت أنظار ووسط فرحة عارمة لـ75 ألف مشجع، داخل ملعب سان باولو.
يومها، داعب مارادونا الكرة مثلما اعتاد أن يفعل دائماً، وبدا سعيداً واثقاً، ليعد إدارة نابولي بوضع الفريق فوق قمة الكرة الإيطالية، وصحيح أن الأمر احتاج بعض الوقت، واجه خلالها انتقادات حادة من الصحف الإيطالية، إلا أن دعم الجماهير وثقتها في «المنقذ»، قاده للتوهج بعد عامين فقط، ليهدي الفريق لقبه التاريخي الأول في «الكالشيو»، قبل أن يضيف إليه الكأس المحلية، ثم صنع «المعجزة» في موسم 1988/‏‏1989، بالحصول على اللقب الأوروبي الوحيد في تاريخ نابولي، كأس يويفا، ولهذا لا يبدو غريباً أن تبقى صور مارادونا فوق جدران المنازل وفي الطرقات وكل مكان في نابولي، لأنه حتى بعد رحيله، يمثل وحده، قصة مدينة!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©