الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأبيض».. مرحلة حرجة تحتاج إلى قرارات حاسمة

المنتخب عانى من الأخطاء في المباراة الودية أمام البحرين (الاتحاد)
21 نوفمبر 2020 00:25

منير رحومة (دبي) 

منذ انتهاء المباراة الودية لمنتخبنا الأول مع البحرين، يعيش الشارع الرياضي حالة من القلق وعدم الارتياح، بسبب الصورة المهزوزة والأداء المتواضع الذي ظهر بهما «الأبيض»، مما أوجد حالة من عدم التفاؤل لدى الجماهير، قبل أشهر قليلة من استئناف المرحلة الحاسمة من تصفيات مونديال 2022، وكأس آسيا 2023. وطرحت الخسارة بثلاثية أمام البحرين العديد من علامات الاستفهام، عن العمل الذي يقوم به الجهاز الفني الجديد بقيادة بينتو، ومدى قدرته على إنقاذ «الأبيض»، وتحقيق الأهداف التي تم التعاقد معه من أجلها، كما زادت الأخبار المتداولة من داخل كواليس المنتخب، حول العلاقة بين المدرب واللاعبين، وأسلوب العمل، في رفع درجة القلق، وطرح خيار التغيير، الأمر الذي أوجد حالة من الضبابية بخصوص مستقبل «الأبيض»، خاصة أمام قصر الفترة  التي تفصلنا عن موعد مباريات التصفيات.

أجمع عدد من المدربين المواطنين، على أن منتخبنا يعيش مرحلة صعبة، تتسم بـ«الضبابية»، وتحتاج إلى قرارات حاسمة، تهدف إلى ترتيب الأمور الفنية في الجهاز الفني، وتثبت الاختيارات، وتجعل الطريق واضحاً وجلياً من الآن، وقدموا بعض الحلول لدعم «الأبيض» في المرحلة المقبلة، أملاً في تعديل الصورة، واستعادة المستوى، وتحقيق الأهداف المرجوة لكرة الإمارات. 

الخلل واضح
قال علي إبراهيم مدرب منتخبات المراحل السنية سابقاً، إن «الأبيض» في ورطة حقيقية، في هذه المرحلة، بعد الصورة التي ظهر بها في التجربة الأخيرة أمام «الأحمر»، وتواضع الأداء والمستوى، بالإضافة إلى حالة التشكيك في الجهاز الفني.
وطالب بضرورة حسم لجنة المنتخبات باتحاد الكرة، موقفها من مصير الجهاز الفني لـ«الأبيض» من الآن، إما بتجديد الثقة أو التغيير، حتى لا تبقى الصورة «غامضة»، وبلا رؤية واضحة للفترة القليلة المتبقية عن خوض الجولات الحاسمة من تصفيات كأس العالم. 
وشدد علي إبراهيم على أن الخلل واضح في أداء المنتخب على مستوى ضعف المنظومة الدفاعية، والتي شبهها بـ «الكارثية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود مؤشرات إيجابية في الوسط والهجوم تبعث على التفاؤل. وقال: الجانب الدفاعي لم يشهد أي تحسن مع بينتو، وأن الأخطاء كانت كارثية وتسبب في الظهور المهزوز أمام البحرين. ويرى أن الجهاز الفني مطالب بتغيير طريقة اللعب، ومنح الفرصة للعب بمهاجمين، خاصة في ظل وجود رأسي حربة خطيرين، هما تيجالي وعلي مبخوت، كما يجب أيضاً تعديل المنظومة الدفاعية، لأننا سنواجه منافسين سريعين، ويجيدون استغلال الأخطاء والمساحات. 

الاستقرار الفني مطلب 
ويرى حسن علي لاعب المنتخب سابقاً، أن الوضع الذي يعيشه «الأبيض» في هذه المرحلة «سلبي»، ويدعو إلى القلق، ولكن لا يمكن علاجه بتغيير الجهاز الفني، لأن هذه الخطوة ستكون مغامرة كبيرة وغير محسوبة العواقب.
وأشار إلى أن الجهاز الفني الجديد، لا يزال في بداية مشواره، ويحتاج إلى فترة من أجل الوقوف على الأخطاء وتصحيحها، وتوصيل فكره الفني إلى اللاعبين، وشدد على أن لاعبينا ليسوا محترفين بالكامل، حتى نقارنهم بغيرهم في الدول المحترفة ويطبقون أفكار أي مدرب بسرعة. 
وأضاف أن منتخبنا عبر تاريخه القديم، منح الفترة الكافية للأجهزة الفنية، من أجل تحقيق نتائج إيجابية، حيث أشار إلى أن كارلوس ألبرتو وزاجالو ومهجراني خاضوا معسكرات طويلة، وفترات إعداد مختلفة، ولعبوا العديد من التجارب، قبل أن يحققوا النتائج المطلوبة، وبالتالي فإن الحكم على عمل بينتو حالياً يعد ظلماً وتحاملاً على مدرب، له اسم وتاريخ كروي.
ويرى حسن علي أن المنتخب أظهر ضعفاً في المنظومة الدفاعية، ويجب العمل على تصحيحها، مقابل وجود بعض الأمور الإيجابية الأخرى التي تحتاج إلى تدعيم، مشيراً إلى أنه ضد تغيير الجهاز الفني حالياً، وضد تعيين مدرب مواطن في هذه المرحلة بالذات.

التضحية والتحرك السريع
وصف الدكتور عبدالله مسفر مدرب المنتخبات الوطنية سابقاً، أن «الأبيض» يعيش في دوامة، بسبب حالة عدم الاستقرار الفني التي يعاني منها منذ مواسم طويلة، مشيراً إلى كل مدرب يتولى قيادة المنتخب يُطلب منه بناء فريق جديد، في الوقت الذي نملك فيه منتخباً قائماً بنجومه، وقادرا على بلوغ الأهداف المطلوبة. 
وانتقد الدكتور مسفر حالة عدم الاستقرار الفني في قائمة المنتخب التي تصل إلى حوالي 50 لاعباً في سنة واحدة، مما يؤثر بشكل سلبي على الأداء والمستوى، ويُظهر «الأبيض» بصورة متذبذبة وبلا هوية حقيقية، مؤكداً أن منتخبنا يعيش في هذه المرحلة «ورطة» حقيقية، سواء بالنسبة للجهاز الفني الحالي، أو للمدرب الجديد في حال اتخاذ قرار، بالبحث عن آخر، مشيراً إلى أن برنامج الإعداد لا يساعد على التجهيز الجيد والاستعداد للمرحلة المقبلة من التصفيات، مطالباً بضرورة التضحية ببعض الجولات من المسابقات المحلية، من أجل منح الفرصة للمنتخب حتى يستعد جيداً، ويصل إلى أعلى درجات الجاهزية، ويحقق أهدافه بالتأهل ومواصلة مشوار التصفيات.
وقال الدكتور مسفر إن لجنة المنتخبات مطالبة بالتحرك السريع وحسم الملفات الفنية، لأن وضوح الرؤية ضرورة للمنتخب في المرحلة المقبلة.

قرارات حاسمة 
وأكد المدرب عيد باروت أن منتخبنا يمر بمرحلة «حرجة» بعد معسكره الأخير، وظهور بعض المشاكل الفنية التي أصابت الجماهير بالقلق، وبالتالي أمام لجنة المنتخبات باتحاد الكرة «حلين» لا ثالث لهما، إما دعم المدرب بينتو وتجديد الثقة فيه، واختيار الاستقرار الفني في المرحلة المقبلة، مع السعي لعلاج الأخطاء، وتوفير الأجواء الإيجابية، أو بإنهاء العلاقة مع المدرب الحالي، واختيار مدرب جديد يعرف اللاعبين والأجواء، ويملك القدرة على قيادة المنتخب، في هذه المرحلة الحرجة. وأشار إلى أن القرار الحاسم مهم جداً الآن، لأنه يمنح المنتخب الوقت، ويجعل التركيز منصباً على العمل فقط، بدلاً من انتظار الدورة الدولية الودية المقبلة، واتخاذ قرارات متأخرة. 
وشدد عيد باروت أيضاً على أن برنامج المنتخب بحاجة إلى تعديل في الفترة المقبلة، بسبب حاجة «الأبيض» إلى المزيد من الوقت للإعداد والتجهيز، وبالتالي يجب تأخير بعض الجولات من الدوري، حتى يتم إقامة معسكرات طويلة، وخوض مباريات ودية، ترفع من جاهزية اللاعبين، وتدعم الانسجام الفني. وختم باروت حديثه بالتأكيد على أن منتخبنا يضم نخبة من اللاعبين المتميزين القادرين على تقديم أفضل العروض، بشرط توفير الأجواء المواتية لهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©