الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الملك».. واثق الخطى «فوق القمة»

الشارقة يتربع على قمة الدوري بالفوز في 5 جولات متتالية (الاتحاد)
10 نوفمبر 2020 01:27

عمرو عبيد (القاهرة)

حصد الشارقة «العلامة الكاملة»، بعد الفوز في 5 مباريات متتالية، منذ انطلاق نسخة دورينا الحالية، ليتصدر جدول الترتيب، ويعلن جاهزيته للدفاع عن لقبه، الذي لا يزال يحمله منذ عامين، والأهم أن 3 مواجهات ضمن «خماسيته» الناجحة، جاءت أمام فرق مرشحة للمنافسة على اللقب، والفوز فيها بفارق هدف واحد دائماً، كافياً لتجاوز العقبات المبكرة، بالانتصار 2-1 على الوحدة والعين، وبهدف نظيف أمام الجزيرة، ولم يأت هذا التفوق الواضح من فراغ، بل يُعد امتداداً لحالة الاستقرار والثبات التي يعيشها «الملك» فنياً، محافظاً على تكتيك واستراتيجية، لا يعرفان التغيير أو التأثر بالظروف المحيطة، وتلك سمة الأبطال.
القوة الهجومية التي يظهرها «الملك» هذا الموسم، متصدراً قائمة الأقوى، بمعدل تسجيل 2.8 هدف في كل مباراة، تأتي استكمالاً للحالة التي قدمها في موسم التتويج، 2018 - 2019، ولم تختلف كثيراً عن النسخة الملغية، لأن التوازن بين الجبهات الهجومية، يعكس النجاح والمرونة التكتيكية، وخلال الموسم الجاري، استخدم الشارقة عمقه الهجومي في إحراز 43% من الأهداف، مقابل 57% عبر الطرفين، مع تكافؤ معدلات التسجيل بين العمق والطرف الأيمن، في حين بلغت النسبتان خلال نسخة 2019-2020، 44.7% و55.3% على الترتيب، بفارق نسبي لا يُذكر، مع تقارب المعدل وقتها بين الجبهة اليسرى وقلب الهجوم، بينما تشير إحصائيات البطل في الموسم قبل الماضي، إلى أنه استغل عمقه بنسبة 45.6%، مقابل 54.4% للطرفين، اللذين لم يظهرا بالقوة نفسها التي يقدمها «الملك» حالياً، وكلها أرقام فنية توضح ثبات الفكرة العامة في الأداء، وتطور آليات التنفيذ وتنوعها.
النقطة المحورية الثانية، وربما الأهم، تتعلق باستراتيجية اللعب، التي لم تتغير أبداً خلال تلك السنوات، لأن المدرب اللامع، العنبري، يدرك أن امتلاك الكرة وسيلة، وليست غاية، ولهذا لم يتغير متوسط نسبة الاستحواذ كثيراً منذ موسم 2018 - 2019، الذي بلغ وقتها 46%، مقابل 47% في النسخة الملغية، و48.4% في الموسم الجاري، مع الالتزام بتقديم أداء متوازن، ثابت دفاعياً، يمارس الضغط بنجاح، ويتحول بسرعة البرق وأقل عدد من التمريرات، إلى هجوم مخيف، والمثير أن هذا الأمر يساير الوضع العالمي الحالي، حيث يحتل ليستر سيتي قمة «البريميرليج»، مكتفياً بمتوسط استحواذ يبلغ 50.4%، وضعه في المرتبة 12 بين باقي الفرق، لكن «الثعالب» عرف من أين «تؤكل الكتف»، مثلما فعل قبل 5 سنوات، وفي «الليجا»، يتصدر ريال سوسييداد بعيداً عن القوى التقليدية الإسبانية، لكنه يأتي ثامناً في مسألة الاستحواذ، بـ 53.6%، وإذا كانت نسبة ميلان الإيطالي لم تصل 55%، بعد اليوفي والإنتر وساسولو، فإنه لا يزال محافظاً على صدارة «الكالشيو».
ومن الضروري أن يتمتع المنافس الشرس على قمة الدوري، بوجود حلول فنية متنوعة، وهو ما يقدمه «الملك» بالفعل، بعدما زار شباك منافسيه بنسبة 64.3% عبر الألعاب المتحركة، بينما مثلت أهدافه من الركلات الثابتة 35.7%، بمعدلات متوازنة رائعة تسير مع الركب العالمي أيضاً، وبفارق مقبول عما ظهر عليه في العامين الماضيين، مستمراً في التطور والتغيير المحسوب، حيث بلغت نسبة أهداف «الحركة» 73% في الموسم الماضي، مقابل 27% للثابتة، التي كانت توازي 30% في موسم التتويج، مقابل 70% للهجمات المتحركة.
أما التطور الأبرز في أداء الشارقة، الذي صنع الفارق الكبير، فيتعلق بالتكتيك الدفاعي، الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث الصلابة بعد «العميد»، بمعدل استقبال 0.8 هدف كل مباراة، مقارنة بتراجعه في عام 2019، بـ1.21، مقابل 1.15 في 2018، واستطاع «الملك» إغلاق ثغراته على الطرفين، التي كلفته اهتزاز شباكه في الموسم الملغي بنسبة كبيرة جداً، بلغت 74%، وكذلك التطور في التعامل مع الكرات العرضية، التي ضربت دفاعاته بنسبة 48% آنذاك، وإيقاف الخطورة الفائقة التي سببتها له الركلات الركنية، ويظهر الشارقة حالياً بوجه مغاير تماماً حتى الآن فيما يتعلق بتلك الأمور.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©