الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الإمارات تتصدر المشهد العالمي بالمبادرات.. الرياضة خط المناعة الأول

الإمارات تتصدر المشهد العالمي بالمبادرات.. الرياضة خط المناعة الأول
8 يونيو 2020 00:44

 رضا سليم (دبي) 

 في زمن كورونا.. اختلفت المفاهيم واختلت المعادلات، وفي غياب العلاج والبحث عن عقار يقضي على «كوفيد- 19»، اتجه سكان الكرة الأرضية إلى الرياضة، حيث قفزت إلى الواجهة باعتبارها العلاج الأمثل لمواجهة الفيروس، وباتت الحصن الذي يدافع عن الجسم، وخط الدفاع الأول والرئيسي لتقوية جهاز المناعة لدى الإنسان، بعدما تزايدت نصائح الأطباء وخبراء الصحة بضرورة اللجوء إلى الرياضة من أجل تقوية الجهاز المناعي وحمايتهم من الفيروسات. 
 وتحفز الرياضة جهاز المناعة على إنتاج المزيد من كرات الدم البيضاء، لطرد السموم من الجسم، والعمل على تحسين عملية تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم، ولا سيما الأعضاء المكونة للمنظومة المناعية، مثل الطحال والغدد الليمفاوية، وبالتالي تقل فرص الإصابة بالفيروس. 
 وتعد ممارسة الرياضة الأسلوب الأمثل لتقوية جهاز المناعة لدى الإنسان في مواجهة أي فيروسات أو أوبئة، وتؤدي التمارين إلى تغير الخلايا المناعية، حيث يمكن أن يزيد عدد بعض الخلايا المناعية في مجرى الدم بشكل كبير حتى 10 مرات، خاصة الخلايا الطبيعية التي تكافح العدوى. 
 وتشير الأرقام والإحصائيات العالمية، التي رصدتها منظمة الصحة العالمية، إلى أن 60% من سكان العالم لا يمارسون النشاط البدني بالقدر الكافي، والخمول البدني من العوامل المرتبطة بالأمراض الشائعة التي أودت بحياة أكثر من 35 مليون نسمة في عام 2005، ولا يمارس أكثر من نصف البالغين، في البلدان المتقدمة، النشاط البدني بقدر كافٍ، كما أن 23% من البالغين، و81% من المراهقين في سن المدارس، غير نشطين بالقدر الكافي. 
 ورسمت منظمة الصحة العالمية في خطتها تخفيض قلة النشاط البدني بنسبة 10% بحلول 2025، بعدما أكدت في دراستها أن أكثر من 80% من طلاب المدارس حول العالم لا يمارسون الساعة المطلوبة من الرياضة يومياً. 
 وتتصدر الإمارات المشهد العالمي بالمبادرات وبما تقدمه من خدماتها مجانية لكل المقيمين على أرضها الذين يتجاوزون 200 جنسية، كما أنها تعتبر واجهة مثالية لممارسة الرياضة في كل الألعاب والأنشطة، نظراً لما تتمتع به الدولة من مضامير للجري والدراجات وحدائق عامة، التي تمثل العديد من الوسائل الترفيهية الرياضية، وتخصيص أماكن للمشي، وهناك حدائق خاصة للسيدات، بالإضافة إلى الشواطئ التي تمثل الملجأ للكثير من المواطنين والمقيمين، ليس فقط للسباحة، بل لممارسة رياضة الجري على الشواطئ، وتقترب نسبة ممارسة الرياضة في دبي، على سبيل المثال، من 45% من السكان، وهي نسبة عالية.
 ولعل ما تقدمه الإمارات للرياضة والرياضيين والمقيمين على أرضها، وراء عدم مغادرة عدد من نجوم العالم في الألعاب المختلفة للإمارات، والاستمرار فيها منذ بدء الحظر، باعتبارها المكان المفضل لهم، بجانب توفير جميع وسائل التدريبات. 
 ومع السماح بالخروج وممارسة الحياة الطبيعية من خلال الإجراءات الاحترازية، تحولت الأماكن المخصصة للرياضة إلى مقصد للجميع، من أجل رفع معدل المناعة الذي يحمي الجسم ويجعله أكثر قدرة على مواجهة الفيروس. 
 وتتصدر رياضة المشي قائمة الرياضات ومعها أيضاً الدراجات، حيث لجأ عدد كبير من مختلف الأعمار والجنسيات لممارسة المشي باعتباره يساعد على تنشيط العضلات والأعصاب وتنشيط الأعضاء الداخلية كافة، وتعتبر من أفضل المحفزات المناعية للجسم. 
 وخلال فترة الحظر لم تتوقف الرياضة بإقامة البطولات والأنشطة الافتراضية التي نظمتها المؤسسات والأندية والمجالس الرياضية، والتي كانت مفتوحة أمام الجمهور للمشاركة المجانية، وهي مبادرات وضعت الإمارات في الصدارة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نقل الممارسون للرياضة من جميع الجنسيات صوراً وفيديوهات، وهي رسالة إلى العالم بأن الإمارات وطن الإنسانية بكل ما تقدمه من خدمات جليلة على كافة المستويات، وليس الرياضي فقط. 
 ولا تهدأ الأنشطة المجتمعية الرياضية على مدار العام في الدولة، ووصلت مسارات الدراجات الهوائية بدبي إلى حوالي 500 كيلومتر، بما فيها المضامير التي يتم تنفيذها حالياً بطول 234 كيلومتراً وتنتهي بحلول 2021، وفي الحدائق العامة التابعة لها تضم 56 مضماراً لممارسة رياضة الجري والمشي، وهذه المضامير صممت بطريقة تساعد المستخدمين على المشي لمسافات طويلة، بالإضافة إلى 10 مضامير في الحدائق لهواة ركوب الدراجات الهوائية، مع أماكن ألعاب اللياقة التي تتوزع في كل الحدائق العامة. 
 وسجلت الحدائق والمتنزهات العامة في أبوظبي رقماً قياسياً في استقطاب الزوار الذين وصل عددهم إلى 2.1 مليون زائر عام 2018، وهو العدد الذي تضاعف في العام الماضي، بجانب كورنيش أبوظبي، حيث يمكنك الركض على مسار بطول 5 كيلومترات، وهناك مضمار الوثبة للدراجات الهوائية، ومساراته تبدأ من 8 كم و16 و20 و22 وتصل لغاية 30 كيلومتراً، والكثير من المضامير والمسارات في كل إمارات الدولة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©