الجمعة 3 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

استراتيجية أبوظبي السياحية 2030.. مرحلة جديدة من النمو المستدام

استراتيجية أبوظبي السياحية 2030.. مرحلة جديدة من النمو المستدام
22 ابريل 2024 01:44

رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد مسؤولون وخبراء في القطاع السياحي، أن أبوظبي تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف استراتيجيتها للعام 2030 بعد تحقيق نتائج إيجابية العام الماضي ومؤشرات نمو ملحوظ للعام الجاري من خلال جاهزية البنية التحتية، من مطار عالمي وفنادق متنوعة، فضلاً عن الاستثمارات المستدامة في المشاريع السياحية والترفيهية والثقافية، والتي جعلت أبوظبي محط أنظار العالم.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن تلك الاستراتيجية تعد بمثابة خريطة طريق لكل الجهات من القطاعين العام والخاص للتعاون والعمل على تعزيز مساهمة هذا القطاع الحيوي بالاقتصاد الوطني وتحقيق التنوع الاقتصادي المنشود.
وتشكل الاستراتيجية السياحية الجديدة للإمارة 2030، بداية حقبة جديدة من التوسع والتطور الاستراتيجي، ودفع عجلة التنمية الشاملة، وتهدف إلى زيادة أعداد الزوار من حوالي 24 مليون زائر في عام 2023 إلى ما يُقارب 39.3 مليون زائر بحلول عام 2030 (زوار الليلة الواحدة وزوار اليوم الواحد)، بنمو سنوي يبلغ 7%، إضافة إلى رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات من حوالي 49 مليار درهم في عام 2023 إلى 90 مليار درهم سنوياً بحلول عام 2030، ترسيخاً لمكانة الإمارة كواحدة من أسرع الوجهات العالمية نمواً في حركة النشاط السياحي.
وتُسهم الاستراتيجية السياحية في توفير نحو 178 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030 مع تطوير البنية التحتية السياحية بأكملها لتحقيق هذا الهدف، إلى جانب مضاعفة أعداد الزوار الدوليين الذين يقضون ليلة واحدة من 3.8 مليون في عام 2023 إلى 7.2 مليون زائر في عام 2030، وزيادة الغرف الفندقية المتاحة من 34 ألف غرفة في عام 2023 إلى 52 ألف غرفة بحلول عام 2030، وتعزيز بيوت العطلات لتنويع خيارات الإقامة للزوار.

رؤية ثاقبة
وأكد محمد عبدالله الزعابي، الرئيس التنفيذي لـ«ميرال»، أن استراتيجية السياحة 2030 تمثل رؤية ثاقبة وطموحة لقطاع حيوي ومهم يسهم في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للدولة ويحقق التنوع الاقتصادي المنشود.
 وأضاف أن الأهداف الاستراتيجية التي تم وضعها تؤكد على أن القطاع السياحي في أبوظبي يسير في الطريق الصحيح من حيث نمو عدد السياح والاستثمارات المستدامة في المشاريع السياحية والترفيهية والثقافية والتي جعلت أبوظبي محط أنظار العالم.
وقال الزعابي: نحرص في ميرال على التميز في تطوير مشاريعنا وفي جهودنا السياحية الترويجية لجعل تجربة السياح فريدة ولا تنسى.
وأضاف: لدينا مشاريع توسعية قائمة قيد الإنشاء حالياً مثل هاري بوتر في وارنر براذرز أبوظبي، ومشروع تيم لاب فينومينا أبوظبي في جزيرة السعديات، وتوسعة ياس ووتروورلد، والمرافق الشاطئية قيد الإنشاء في ياس باي ووترفرونت، ما يؤكد أننا لن نتوقف عن ابتكار مشاريع جديدة تخدم القطاع السياحي وبالتالي تدعم اقتصاد أبوظبي.
وقال: نتوقع نمواً سياحياً مستداماً للعام الجاري والسنوات المقبلة حيث حققنا نتائج استثنائية العام الماضي في عدد السياح وزوار المدن الترفيهية،إضافة إلى الإشغال الفندقي لاسيما في الموسم الصيفي الذي شهد طلباً سياحياً لم نر له مثيلاً من قبل.

نمو مستدام
وفي ذات السياق، أكد ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة روتانا للفنادق، أن استراتيجية السياحة 2030 التي تم الإعلان عنها تؤكد أن القطاع السياحي بأبوظبي على الطريق الصحيح للنمو والتطوير وتعكس رؤية طموحة ومتميزة من القيادة الرشيدة في تحقيق نمو مستدام للقطاع، وتعد بمثابة خريطة طريق لكل الجهات من القطاعين العام والخاص للتعاون والعمل على تعزيز مساهمة هذا القطاع الحيوي بالاقتصاد الوطني.
وقال النويس، إن القطاع السياحي في أبوظبي شهد خلال السنوات الماضية نقلة نوعية ومدروسة من خلال الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في إنشاء مشاريع سياحية وترفيهية وثقافية وتقديم خدمات نوعية لا مثيل لها في العالم.
وأضاف: القطاع شهد مؤشرات إيجابية ونمواً ملحوظاً العام الماضي حيث سجلنا كمجموعة فندقية نمواً في الإشغال الفندقي والطلب السياحي العام الماضي ونتوقع استمرار ذلك العام الجاري والسنوات القليلة المقبلة مع افتتاح مشاريع وتوسعات سياحية جديدة واستقطاب فعاليات عالمية.
وأكد النويس أنه بحلول العام 2030 سيتم تحقيق الأهداف الموضوعة ضمن الاستراتيجية، منها زيادة مساهمة القطاع بالناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات ليكون هذا القطاع الحيوي جزءاً رئيسياً من المنظومة الاقتصادية لأبوظبي ويعزز من مكانة أبوظبي على الخارطة السياحية العالمية ويجعلها محط أنظار العالم بتميزها ووجهاتها الفريدة.

البنية التحتية
ومن جانبه، قال علاء العلي، الرئيس التنفيذي لـ«نيرفانا» للسفر والسياحة، إن الاستراتيجية تتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة في تنويع مصادر الدخل في 2030.
وأضاف أن قطاع السياحة والسفر بأبوظبي جاهز بالكامل لتحقيق ذلك من خلال البنية التحتية المتميزة من مشاريع ترفيهية عالمية مثل عالم وارنر براذرز أبوظبي وعالم فيراري أبوظبي والمشاريع الثقافية من متحف اللوفر أبوظبي وتلك قيد الإنشاء، مثل متحف جوجنهايم أبوظبي ومشاريع جزر السعديات وياس وغيرها، فضلاً عن الفعاليات والأحداث العالمية التي تستضيفها الإمارة.
وبحسب بيانات دائرة الثقافة والسياحة، تم العام الماضي تنظيم أكثر من 2400 فعالية في الإمارة، منها معارض ومؤتمرات بنمو 44% مقارنة بالعام 2022، حيث استقطبت تلك الفعاليات أكثر من 960 ألف مشارك.
وقال العلي: تتميز أبوظبي أيضاً ببنيتها التحتية لقطاع الفنادق، حيث يتميز بجودة عالية في الخدمات والتجارب المقدمة للزوار.
وشدد العلي على أهمية المبنى الجديد لمطار زايد الدولي الذي يعزز ويدعم النشاط السياحي من خلال زيادة أعداد المسافرين القادمين لأبوظبي وشركات الطيران.

وجهة عالمية
بدوره، قال جان بول دانتيل مدير عام قصر السراب منتجع الصحراء بإدارة أنانتارا: تظهر رؤية أبوظبي لاستراتيجية السياحة 2030 نهجاً مستقبلياً يهدف إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، مما يعكس التزامها بالنمو المستدام والحفاظ على التراث الثقافي والتنوّع الاقتصادي.  وأضاف: تتميز أبوظبي بتراثها الثقافي الغني وبنيتها التحتية عالمية المستوى، ما يجعلها وجهة رائدة تستقطب مجموعة واسعة من المسافرين والسياح، سواء بغرض الترفيه أو العمل.
وبين دانتيل: يواصل أداء الوجهات السياحية نمواً مستمراً على أساس سنوي، ونرى انعكاس هذه الأرقام على أداء المنتجعات من خلال النمو الجيد في معدلات الإشغال، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بالوجهات والمنطقة ككل. وحول منطقة الظفرة والخطط ضمن الاستراتيجية لتطويرها وإقامة المشاريع فيها، قال دانتيل: نظراً للجمال الطبيعي والأهمية الثقافية لصحراء ليوا، تتزايد إمكانات النمو في السنوات القادمة بفضل الاستثمار الكبير في إقامة الفعاليات والمهرجانات في منطقة الظفرة. وأكد: نركز على أهمية تنفيذ خطط التنمية المستقبلية لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة واحترام التراث والتركيز على التقاليد المحلية، مما يسمح للمنطقة بالازدهار كوجهة رئيسية للسياحة.
26 مبادرة رئيسة لتحقيق أهداف الاستراتيجية
تمّ تحديد 26 مبادرة رئيسة ضمن أربع ركائز استراتيجية تسهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية، هي، العروض والحملات، والترويج والتسويق، والبنية التحتية والتنقل، والتأشيرات والتراخيص والأنظمة. 
وتشكّل هذه الركائز أساس نهج أبوظبي الشامل لتحقيق أهداف الإمارة الطَّموح في القطاع السياحي، وتعزيز نموه المستدام. وستُطلق هذه المبادرات في إطار الرؤية الجماعية لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، ودائرة البلديات والنقل، وشركة أبوظبي للمطارات، وغيرها من الجهات الرئيسة المعنية في القطاعين الحكومي والخاص، والتي تلعب دوراً محورياً في تحقيق رؤية أبوظبي السياحية.
وتهدف الركيزة الأولى «العروض والحملات» إلى تعزيز تجربة الضيوف بشكل عام من خلال الكشف عن مواقع ثقافية إضافية وحدائق ترفيهية وعروض بيع بالتجزئة وسلسلة فنادق جديدة، وتوسيع أجندة فعاليات الإمارة، لتشمل على مدار العام حفلات موسيقية ومهرجانات وفعاليات مناسبة للعائلات، إلى جانب تنويع تجارب عروض الطعام، لتتضمن خيارات إضافية وممتعة، بما في ذلك إدخال مدارس الطهي وبرامج التدريب.
وستعمل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي أيضاً على مضاعفة جهودها في مجال الترويج والتسويق، وتوسيع نطاق انتشارها الدولي من11 إلى 26 سوقاً ذات إمكانيات نموّ عالية، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية العالمية مع وسائل الإعلام والعلامات التجارية المعروفة، للتعاون في المجالات البارزة، ما يسهم في إنشاء محتوى جاذب ومخصّص للسوق عبر مختلف وسائل الاتصال.
أما ركيزة البنية التحتية والتنقل في الاستراتيجية، فتهدف إلى زيادة عدد الغرف الفندقية المتاحة عبر مختلف الفئات، ويشمل ذلك الخيارات العادية والفاخرة، والمخيمات الفاخرة، وإقامات المزارع. وتعتزم الإمارة تحسين الطرق والنقل العام والبنية التحتية، وتسهيل السفر باستخدامها، وتعزيز تدفق الزوار من خلال زيادة سعة مقاعد الطيران في شركات الطيران المحلية والدولية. وستسهم الاستراتيجية أيضاً في تعزيز تجربة الزوّار والعمليات التجارية السياحية بشكل كبير من خلال تبسيط إجراءات التأشيرات والتراخيص والأنظمة. وستسهم المنصات والعمليات المحسّنة في تقليل المدة الزمنية لجميع الطلبات والتصاريح، لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية وجذب المزيد من الاستثمار.
24 مليون زائر
شهد قطاع السياحة في أبوظبي خلال 2023، قفزة نوعية، حيث استقبلت الإمارة حوالي 24 مليون زائر، وأدى ارتفاع عدد نزلاء الفنادق بنسبة 27%، وزيادة عدد الزوار الدوليين بنسبة 54% إلى تعزيز الاقتصاد والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات، بنحو 49 مليار درهم. وكان للزوار من الأسواق الدولية الرئيسة، مثل الهند وروسيا والمملكة المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية، دور محوري في عام 2023، إلى جانب الزوّار الذين استقطبتهم أجندة الإمارة الحيوية النشيطة التي تضم أكثر من 150 فعالية، والشواطئ النقية والمناظر الطبيعية الخلابة، إضافة إلى مواقع الإمارة الثقافية وصروحها المميزة، مثل قصر الحصن وقصر الوطن وجامع الشيخ زايد الكبير، التي استقطبت أكثر من 8.7 مليون زائر. وشهدت العروض المقدمة في المتاحف والمهرجانات الثقافية والمعارض الفنية حضوراً كبيراً في متحف اللوفر أبوظبي ومعرض منار أبوظبي للفن العام، ما يؤكد جاذبية الإمارة المتنوعة. وشهدت أعداد الزوار زيادة كبيرة بفضل الزيادة في فعاليات الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض بنسبة 44%، والتي استقطبت 960 ألف مشارك في 2.477 فعالية لاستكشاف المعالم السياحية وخيارات تناول الطعام في أبوظبي، ما أدى إلى ارتفاع إيرادات قطاع الأغذية والمشروبات بنسبة 21%.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©