السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رئيس طاقة الغاز في «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» لـ «الاتحاد»: الإمارات نموذج عالمي لإنتاج كهرباء أكثر موثوقية واستدامة

توربينات محطة الحمرية تخفض انبعاثات تعادل استهلاك مليون سيارة (من المصدر)
10 مارس 2024 01:20

حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أصبحت الإمارات نموذجاً في إنتاج طاقة كهربائية أكثر موثوقية واستدامة وبتكلفة معقولة، بحسب جوزيف أنيس، الرئيس والمدير التنفيذي لوحدة طاقة الغاز في شركة «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وأكد أنيس لـ«الاتحاد» أن الدولة تمكنت من تسريع وتيرة تحول الطاقة في القطاعات مثل، النفط والغاز والمصاهر، مشيراً إلى أن الإمارات شهدت العديد من قصص النجاح في توليد الطاقة الأكثر كفاءة، وبالتالي انخفاض كثافة الكربون، والطاقة الأكثر مرونة، وبما يساعد على دخول الطاقة المتجددة، من خلال توفير الكهرباء ذات الحمل الأساسي لضمان استقرار الشبكة
وكشف أنيس، أن «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» تعتزم في عام 2024 مواصلة العمل مع الشركات الرائدة في القطاعات التي يصعب عادة إزالة الكربون منها، من أجل زيادة خفض الانبعاثات الكربونية من عملياتها. 
وأشاد بتجربة دولة الإمارات في إحداث زخم كبير للتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في مجالات مثل الهيدروجين، والتقاط وتخزين الكربون، ورقمنة الشبكة وتنظيمها، مشدداً على أنه للمضي قدماً، يسهم ترسيخ السياسات الواضحة، وتعزيز البيئة التنظيمية المستقرة بدور بالغ الأهمية لتشجيع الشركات على الاستثمار في الحلول التي يمكن أن تدعم مسيرة الوصول إلى الحياد المناخي.

وذكر أنيس، أن شركة «جنرال إلكتريك هيتاشي للطاقة النووية» وقعت مذكرة تفاهم في ديسمبر الماضي مع مؤسسة «الإمارات للطاقة النووية»، بهدف استكشاف فرص الاستثمار في تطوير تكنولوجيا المفاعلات المعيارية المصغرة، بهدف تعزيز مكانة دولة الإمارات الريادية في مجال الابتكار، وتطوير تقنيات الطاقة النووية على مستوى العالم.
وتأتي مذكرة التفاهم في إطار «البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية» الذي أطلقته مؤسسة «الإمارات للطاقة النووية» مؤخراً بهدف تسريع وتعزيز نهج دولة الإمارات الخاص بتطوير واستخدام أحدث تقنيات الطاقة النووية وزيادة عوائدها، من خلال إنتاج الهيدروجين والبخار والحرارة، إلى جانب تعزيز الفرص المتاحة لجميع مستهلكي الطاقة النظيفة لكسب العوائد نتيجة استخدام هذه الطاقة.
ووفقاً لـ أنيس، فإن تحديث الأساطيل الحالية لتكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وبالتالي خفض الانبعاثات يعد جزءاً مهماً من مسيرة تحول الطاقة، وفي 2023 تم تنفيذ تحديثات مهمة على التوربينات الغازية في إحدى شركات الألمنيوم الرائدة في دولة الإمارات بهدف زيادة كفاءة وموثوقية الوحدات الحالية، مشيداً بالعمل الذي تم إنجازه في مركز الخدمة في جبل علي بدبي، والذي يوفر حلول الصيانة والاختبار المتقدمة للمولدات وتوربينات الغاز من مختلف أنحاء العالم، حيث تمت صيانة ما يصل إلى 130 وحدة في عام 2023، نصفها تقريباً لعملاء خارج الشرق الأوسط، بما في ذلك أوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية والجنوبية.
وقال أنيس، إنه في دولة الإمارات نظمت «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» مؤتمراً يركز على تسريع وتيرة تحول الطاقة من خلال التحول الرقمي، وحضر المناسبة أكثر من 100 متخصص في مجال الطاقة من جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا، موضحاً أن رقمنة العمليات بالنسبة لشركات الطاقة، يمكن أن تؤدي إلى تحسين الجودة والسلامة والأداء، فضلاً عن خفض الانبعاثات.
الأكثر كفاءة
وحول تشغيل محطة توليد الكهرباء بالغاز الأكثر كفاءة من نوعها في الشرق الأوسط وإفريقيا، أفاد أنيس، بأن شركة «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» المدرجة في بورصة نيويورك، بدأت بالتعاون مع الشركاء والجهات المعنية في الشارقة، العمل في محطة الحمرية المستقلة لتوليد الطاقة الكهربائية، وهي محطة توليد الكهرباء بالغاز الأكثر كفاءة من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا. 
وأكد أن الشركة العالمية تعمل في دولة الإمارات وفق استراتيجية الحكومة الخاصة بتحول الطاقة، والتي تعتمد على مصادر وحلول الوقود المختلفة للتحول إلى إنتاج كهرباء منخفضة الكثافة الكربونية، وتمكين دخول مصادر الطاقة المتجددة بشكل أكبر، مشيراً إلى أنه من خلال توفير مستوى كفاءة أعلى بكثير، مقارنة بتقنيات توليد الطاقة التي تم الاعتماد عليها سابقاً، من المتوقع أن تساعد التوربينات الثلاثة من طراز 9HA.01 من «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» على تقليل الانبعاثات الكربونية، بمعدل يصل إلى 4 ملايين طن سنوياً، مقارنة بتوليد نفس الكمية من الكهرباء باستخدام التقنيات التقليدية، وهو ما يعادل الانبعاثات الصادرة عن مليون سيارة تسير في طرقات دولة الإمارات. 
فرصة فريدة
ورداً على سؤال عن أهمية مشاركة الشركة في مؤتمر كوب 29، قال أنيس، إن مؤتمر الأطراف COP28 الذي استضافته دولة الإمارات كان فرصة فريدة لمختلف الجهات والأطراف المعنية للالتقاء ومناقشة اللوائح والقوانين التنظيمية، واستكشاف سبل التعاون في مجالات العمل المناخي وتحديد الأهداف لذلك. 
وقال إن رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 قادت العديد من المبادرات، بما في ذلك الدعوات لزيادة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، والطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050 - وهي برامج مهمة دعمتها شركة «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا». 
وأكد أنه بالنظر إلى مؤتمر الأطراف COP28 بمنظور أوسع، فإن النهج الذي اتبعته دولة الإمارات في حشد الجهود وجميع الجهات والأطراف المعنية لطاولة المفاوضات كان محل تقدير كبير، إذ يتطلب التصدي للتغيرات المناخية اتخاذ المزيد من الإجراءات من جانب القطاعين الحكومي والخاص، والأسواق المتقدمة والناشئة، والقطاعات الصناعية، والمستهلكين، والشباب، وغيرهم لأنها في نهاية الأمر، هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، لافتاً إلى أن إقرار دول الأطراف لـ «اتفاق الإمارات» للعمل المناخي الذي تم التوصل إليه في نهاية القمة كان تاريخياً من نواحٍ عديدة، بما في ذلك أنه أول اتفاق عالمي للتحول عن استخدام الوقود الأحفوري بطريقة منظمة ومنصفة ومسؤولة وتوسيع نطاق التمويل.
مركز للابتكار 
أضاف: «أنشأنا مركزاً للابتكار في الإمارات عرضنا فيه آخر الحلول والتقنيات ضمن محفظة الشركة بما في ذلك أحدث التوربينات لتوليد الطاقة الكهربائية بالغاز وطاقة الرياح البرية والبحرية بالإضافة إلى حلول الطاقة المتجددة عبر الطاقة المائية والمفاعلات النووية المصغرة والتطبيقات الرقمية، وحلول شبكات الكهرباء وغيرها». 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©