الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات أعادت رسم ملامح مستقبل صناعة الطيران بالمنطقة

الإمارات أعادت رسم ملامح مستقبل صناعة الطيران بالمنطقة
5 أكتوبر 2023 15:54

رشا طبيلة (أبوظبي)

أكد مسؤولون ورؤساء شركات عاملة في قطاع الطيران بالدولة، أن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في صناعة الطيران المدني ساهمت في إعادة رسم ملامح مستقبل صناعة النقل الجوي والسفر في المنطقة، مع وجود بنية تحتية استثنائية من مطارات وشركات طيران وطنية ضمن الأفضل أداءً على مستوى العالم.
وأشار هؤلاء إلى انفراد دولة الإمارات بوجود خمس شركات وطنية من دولة واحدة ضمن قائمة الناقلات التجارية وقائمة الناقلات منخفضة الكلفة الأكثر أماناً في العالم، وفقاً لموقع «إيرلاين ريتنج»، حيث جاءت الاتحاد للطيران في المرتبة الثالثة عالمياً من بين 385 شركة طيران عالمية، وحلت طيران الإمارات في المرتبة السابعة عالمياً بين الناقلات الجوية التجارية، فيما جاءت كل من «العربية للطيران»، و«فلاي دبي» و«ويز إير» ضمن قائمة «الناقلات منخفضة الكلفة ال20 الأكثر أماناً» لعام 2023.

مركز طيران عالمي
أكد منصور جناحي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «سند»، «إن احتفالنا بيوم الإمارات للطيران المدني كمحطة سنوية ذات دلالة لاستذكار مساهمات كافة المؤسسات والشركات الوطنية في نهضة هذا القطاع، حتى أصبح من القطاعات التي تفاخر بها دولة الإمارات على المستوى العالمي، ومثالاً حياً على قدرة دولتنا على إنجاز المستحيل وصناعة تجربة فريدة ومبتكرة عجزت عن مجاراتها الكثير من الدول الكبرى على مستوى العالم».
وأضاف: «فدولتنا اليوم تحتضن وبجدارة ثمانية مطارات دولية تعتبر من المطارات الأولى على المستوى الدولي لما تتميز به من بنية تحتية متطوّرة وقدرة على استقطاب المسافرين من كافة أرجاء العالم، كما أصبحت دولتنا اسماً ينظر له بعين الاحترام والتقدير، بفضل ما تتمتع به من مكانة متقدمة كمركز عالمي موثوق لقطاع الطيران والتجارة، وأيضاً لدور خطوطها الجوية ومطاراتها وشركاتها المشهود في قطاع النقل الجوي، وأثرها الكبير على تسهيل حركة المسافرين والبضائع بسهولة وانسيابية عبر العالم».
وأكد جناحي: «لا يمر صباح يوم جديد، إلا ونشهد إنجازاً آخر لشركات الطيران الإماراتية، يضعها في مقدمة شركات الطيران العالمية، فقد أصبحت شركات الطيران الإماراتية الستة خير سفير لدولتنا إلى كافة أرجاء العالم، حيث تسير رحلات إلى ما يفوق 500 وجهة حول العالم، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي الهام كجسر للتواصل والتفاعل بين مشارق الأرض ومغاربها».
وأكد أن كل ما تم إنجازه في مسيرة قطاع الطيران الإماراتي الملهمة لم يكن ليتحقق دون الاهتمام الكبير الذي عززته قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، بكوادرنا الإماراتية المتميزة. فقد كانت كوادرنا الوطنية ولا تزال قاطرة النمو الرئيسية لهذا القطاع.
ومثال على ذلك، أضاف جناحي:«تشارك حوالي 27 ألف امرأة في قطاع الطيران في الدولة، أي أن ما يقارب 42% من إجمالي الكوادر العاملة في هذا القطاع تشغله المرأة الطموحة والمتفانية، مما يعكس حضور المرأة الكبير ومساهماتها المتزايدة والحيوية في هذا القطاع الاستراتيجي».
وقال:«يعتبر قطاع الطيران المدني قطاعًا استراتيجيًا هامًا في اقتصاد دولة الإمارات، فبالإضافة إلى دوره المحوري في بناء الكفاءات والكوادر الوطنية المتميزة، يأتي أهمية قطاع الطيران كمحرّك أساسي لدفع النموّ والاستدامة الاقتصادية والصناعية.
وأكد جناحي: «قطاع صيانة وإصلاح وعَمرة محرّكات الطائرات  مثال آخر على ريادة الدولة ودورها العالمي الريادي في صناعة الطيران العالمية، حيث نفخر في «سند» بدورنا المحوري في هذا القطاع، حيث حظينا بشرف المساهمة الفعالة في النموّ المتسارع لمنظومة الطيران في الدولة، بفضل جهودنا المستمرة على مدار 35 عامًا لنصبح شريك الصيانة الموثوق لجميع شركات صناعة محرّكات الطائرات العالمية الكبرى».
وأضاف: «مع احتفالنا بيوم الإمارات للطيران المدني، نستذكر معًا هذه الإنجازات الرائعة ونجدد ثقتنا بالقدرات الكبيرة التي تتمتع بها دولتنا، مؤكدين التزامنا الثابت بالتميّز الهندسي، والاستفادة من التقنيات المتطورة، وتعزيز شراكاتنا العالمية لنواصل المساهمة في ريادة الإمارات لهذا القطاع على المستوى العالمي».
وقال جناحي: «سنواصل التعاون مع المؤسسات والشركات الوطنية ونكرس شراكاتنا مع الشركات العالمية فيما يعزز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للطيران، وسنستمر في بناء كفاءاتنا وقدراتنا المتميزة في قطاع صيانة وإصلاح وعَمرة محرّكات الطائرات لنوفر للمنطقة احتياجاتها من هذه الخدمات الحيوية، ثم ننتقل بتجربتنا المتميزة إلى العالم بأسره».
وأشار «انسجامًا مع الأهداف الاستراتيجية الطموحة لدولة الإمارات ورؤيتها المستقبلية، سنسعى جاهدين لتهيئة بيئة عمل تحفّز على الارتقاء والابتكار ودفع طموح كوادرنا الوطنية إلى آفاق جديدة، ليظلّ سجلّنا الوطني في قطاع الطيران مصدر فخر واعتزاز للجميع.


تطور وتنوع
من جهته، أكد غيث الغيث الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي، «يعكس احتفال دولة الإمارات بيوم الطيران المدني حجم الإنجازات التي حققتها الدولة في هذا المجال، حيث بات قطاع الطيران المدني أحد القطاعات الحيوية في الدولة من حيث مساهمته في عملية التنويع الاقتصادي للدولة وجذب ملايين الزوار، حيث باتت دولة الإمارات اليوم وجهة عالمية للعيش والعمل إضافة إلى السياحة».
وأضاف:«بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة وتنامي الاستثمارات الضخمة التي تدعم هذا القطاع، باتت دولة الإمارات اليوم في طليعة دول العالم تقدماً من حيث تطور وتنوع شركات الطيران والأساطيل الضخمة التي تشغلها الناقلات الوطنية، فضلاً عن دورها في جذب الكفاءات وتطوير القدرات الوطنية العاملة في صناعة الطيران المدني».
وأشار الغيث:«التطور الكبير في البنية التحتية من مطارات ضخمة وأساطيل حديثة تمتلكها الدولة وانفتاحها على العالم بفضل اتفاقيات الأجواء المفتوحة وتسهيلات التأشيرات، كل ذلك أسهم في سهولة السفر من والى دولة الإمارات وبنفس الوقت تسهيل تدفق حركة التجارة والسياحة والوصول إلى الأسواق غير المخدومة، وتمكين العديد من الناس من السفر إلى وجهات جديدة، وهذه هي الاستراتيجية التي بنت عليها فلاي دبي نجاحها وتوسعها لتصل إلى أكثر من 120 وجهة حول العالم، ومنها أكثر من 70 وجهة لم تكن مخدومة برحلات طيران مباشر من دبي أو الإمارات».
وشدد الغيث «في الأفق يستمر قطاع الطيران المدني في جذب المزيد من الكفاءات الوطنية، وهو مرشح دوماً للنمو والتوسع بفضل المرونة الكبيرة التي تتمتع بها دولة الإمارات في التكيف مع مختلف الظروف، إضافة إلى الاستمرار في ضخ الاستثمارات الضخمة لتطوير وتنمية هذا القطاع المحوري في الدولة، خصوصاً أن الإمارات اليوم باتت تتمتع بسمعة عالمية في قطاع الطيران، الامر الذي مكنها من التواجد في عمليات صنع القرار في مختلف المنظمات الدولية المرتبطة بقطاع الطيران».

ريادة وتفوق
بدوره قال يوهان إيدهاغن، المدير الإداري لشركة ويز إير أبوظبي: «نحتفي في يوم الإمارات للطيران المدني، بالنمو الملحوظ والنجاحات المتتالية التي حققها قطاع الطيران في دولة الإمارات والتي برهنت ريادتها في هذا المجال».
وأضاف: «وفي هذه المناسبة نجدد في شركة ويز إير أبوظبي التزامنا بالمساهمة في تعزيز مكانة الدولة باعتبارها مركزاً عالمياً رائداً في قطاع الطيران والسفر، وذلك من خلال مواصلة تقديم خدماتنا وفق أفضل المعايير والمستويات لضمان توفير تجارب سفر سهلة وممتعة للمسافرين على متن خطوطنا الجوية وبأسعار اقتصادية تلبي تطلعاتهم». وقال: «كما نتطلع إلى تعزيز مساهمتنا في جذب المزيد من المسافرين إلى إمارة أبوظبي مع ضمان توفير خيارات سفر واسعة ومرنة».

إنجازات استثنائية
وفي السياق ذاته قال محمد عبد الله أهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني، إن قطاع الطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة، حقق إنجازات استثنائية، وأرقاماً قياسية، ساهمت في ترسيخ حضورها كلاعب رئيسي في صناعة الطيران العالمية، بفضل رؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة التي أدركت منذ البدايات أهمية هذا القطاع ودوره الحاسم كجسر عبور نحو العالم الخارجي.
وبهذه المناسبة لا يسعني سوى الشعور بالفخر لأن قطاع الطيران المدني في الإمارات سجل في فترة زمنية قصيرة في عمر الشعوب، إنجازات رائعة من الصعب تكرارها، بحيث أصبحت مطاراتنا وناقلاتنا نموذجاً يحتذى في امتلاك أرقى البنى التحتية والتقنيات الحديثة والكفاءات المحترفة، لتوفير أفضل الخدمات لملايين المسافرين بين شرق العالم وغربه وترك أطيب الانطباعات عن حسن الضيافة.
وأكد أن النتائج التي نحصدها في الوقت الراهن، هي ثمرة لجهود جبارة بُذلت على مدى السنوات الماضية ومتابعة مستدامة لقياداتنا التي تؤمن أنه لا مستحيل أمام العزيمة والإيمان بصنع التغيير للوصول إلى تحقيق الأهداف، وبالتالي سنواصل العمل بروح الفريق الواحد للمضي قدماً برحلة الإنجازات، والمحافظة على المكتسبات التي تحققت لغاية الآن، بما يلبي تطلعات دولة الإمارات العربية المتحدة وطموحاتها.

 

911 ألف حركة جوية بنهاية العام

وفقاً لبيانات الهيئة العامة للطيران المدني، بلغ إجمالي الحركة الجوية بإقليم معلومات طيران الدولة خلال العام الماضي 782.150 حركة، بينما إجمالي عدد الرحلات العابرة منها 167.840 رحلة، حيث تشكّل الرحلات العابرة ما يقارب 23% من الحركة الإجمالية في إقليم الدولة، ومن المتوقع اختتام عام 2023 بتسجيل ما يفوق 911 ألف حركة جوية في إقليم معلومات طيران الدولة في ظل انتعاش حركة الطيران في الوقت الحالي وعودة الإقبال على السفر والأحداث المهمة على أجندة الدولة مثل مؤتمر الأطراف «COP 28».
وتخطى عدد الحركة الجوية في إقليم معلومات طيران الدولة معدلات الحركة الجوية قبل جائحة كورونا، وأنهت الهيئة شهر أغسطس الماضي بمعدل 2620 حركة جوية مقارنةً بـ 2330 حركة جوية خلال 2019 قبل جائحة كورونا بزيادة 12.4%، لتعد بذلك دولة الإمارات من أوائل الدول التي استعادت نشاط الحركة الجوية إلى مستويات ما قبل الجائحة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©