الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تكنولوجيا «المدن الذكية» تزيد جودة الحياة %30

تكنولوجيا «المدن الذكية» تزيد جودة الحياة %30
11 سبتمبر 2023 01:31

حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
تساهم تكنولوجيا المدن الذكية، في زيادة قدرة المجتمعات على رفع جودة مستوى الحياة، بنسب ملحوظة تصل إلى 30%، بما في ذلك السلامة، وفرص العمل، وتكاليف المعيشة، والصحة، بحسب تقرير حديث صادر عن معهد «ماكينزي» العالمي. 
وأكد خبراء في التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي، لـ«الاتحاد»، أن الذكاء الاصطناعي سيرسم مستقبل المدن الذكية، حيث يعد الذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية أساس مدن المستقبل الذكية والآمنة والمستدامة.
وأشار هؤلاء إلى أهمية التكنولوجيا التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، في مواجهه التحديات التي تواجهها البيئات الحضرية، وتعزيز الكفاءة والاستدامة، واتخاذ قرارات ذكية وفعالية من خلال معالجة وتحليل البيانات، فضلاً عن اتخاذ القرارات المبكرة والإجراءات الوقائية عبر التنبؤ بالمشكلات المحتملة واتخاذ إجراءات فورية لمنع المشكلات المستقبلية وتالياً تقديم خدمات أفضل للسكان. 

مجتمعات ذكية
وقالت الدكتورة رولا شرقي، أستاذ مساعد، كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية، في جامعة «هيريوت وات دبي» إن التقدم السريع للتكنولوجيا التي تعمل بالذكاء الاصطناعي يُحدث تأثيراً جذرياً على مختلف جوانب الحياة اليومية، ويساعد في تطوير المدن الذكية. 
وأوضحت أنه مع استمرار المدن في النمو بوتيرة غير مسبوقة، برز مفهوم المدن الذكية كحل أمثل لمواجهة التحديات العديدة التي تواجهها البيئات الحضرية حيث تستفيد المدن الذكية من التكنولوجيا والبيانات لتعزيز الكفاءة والاستدامة ونوعية الحياة الشاملة لسكانها، منبهة إلى أن من بين التقنيات التحويلية التي تقود هذا التطور، يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة قوية يمكنها إطلاق الإمكانات الكاملة للمدن الذكية.
وأكدت شرقي، أن التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر قدرات لا مثيل لها لمعالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات، واتخاذ قرارات ذكية وفعالة، وأتمتة المهام المختلفة. 
وبينت أنه عند دمج الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية، فإنه يمكّن المدن من العمل بكفاءة أكبر، والاستجابة بسرعة للتحديات الناشئة، وإنشاء بيئات حضرية مستدامة، إذ يمكن لاستخدام التكنولوجيا التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تخلق مجتمعات أكثر ذكاءً وأمانًا وكفاءة. 
وذكرت أن الشبكات الذكية تعتبر من الخصائص البارزة للمدن الذكية، حيث تتضمن تحليل واستخدام البيانات المجمعة من خلال أجهزة استشعار وإنترنت الأشياء، لتعزيز البنية التحتية والمرافق العامة والخدمات، وبالتالي تمكين تحقيق أهداف كفاءة الطاقة. 
وظائف متعددة
وتابعت الدكتورة رولا شرقي: «تتمتع الطائرات من دون طيار «الدرونز» بوظائف متعددة يمكن أن تساعد في تطوير المدن الذكية من حيث الأمن وكفاءة الطاقة والتخطيط الحضري، إذ يمكن للطائرات من دون طيار المجهزة بالكاميرات وأجهزة الاستشعار أن تعزز المراقبة والأمن في المدن الذكية»، مدللة على ذلك بأنه «يمكن استخدام الطائرات من دون طيار لمراقبة الحشود أثناء الأحداث أو حالات الطوارئ، ما يساعد السلطات على الاستجابة بفعالية والحفاظ على السلامة العامة، بالإضافة إلى فحص البنية التحتية للطاقة بكفاءة، مثل خطوط الكهرباء وتوربينات الرياح والألواح الشمسية لتحديد المشكلات المحتملة بسرعة مثل المعدات التالفة أو الاتصالات المعيبة أو المناطق التي تتطلب الصيانة».

ولفتت إلى أن الطائرات من دون طيار يمكنها التقاط الصور الجوية وجمع البيانات للمساعدة في عمليات التخطيط والتصميم الحضري، من خلال توفير خرائط عالية الدقة ونماذج ثلاثية الأبعاد وبيانات طبوغرافية للمدينة، تساعد في إجراء مسوحات دقيقة للأراضي وتخطيط البنية التحتية وإدارة حركة المرور، وفي النهاية مساعدة مخططي المدن على تحسين استخدام الأراضي، وتحسين شبكات النقل، وتصميم الأماكن العامة الفعالة.
تحديد المستقبل
من جهته، قال محمد البلوشي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «أوربي» (Urbi)، المتخصصة في مجال حلول التكنولوجيا الحضرية المبتكرة، إن الحلول التكنولوجية القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تحدد مستقبل المدن الذكية، إذ تمكن الحكومات والقطاع الخاص من مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بسهولة وفعالية. 
وأضاف أن تلك الحلول تم تصميمها لإحداث ثورة في أسلوب إدارة المدن عبر جمع البيانات والمعلومات المرئية وإحداثيات نظم المعلومات الجغرافية، مما يساعد في توفير معلومات حيوية لاتخاذ القرارات المبكرة والإجراءات الوقائية، مشيراً إلى أنه يمكن الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتمكين المدن من معالجة مختلف جوانب الإدارة الحضرية بشكل استباقي، بدءاً من صيانة البنية التحتية ووصولاً إلى السلامة العامة.
وأوضح البلوشي، أنه من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن تقديم معلومات أساسية للتنبؤ بالمشكلات المحتملة واتخاذ إجراءات فورية لمنع المشكلات المستقبلية، كما يمكن توفير حل شامل لإدارة مختلف جوانب البنية التحتية الحضرية، مثل لافتات الطرق، والحفر، وإنارة المدينة، والنفايات على الطريق، على سبيل المثال لا الحصر. 
وأكد أنه يمكن كذلك مساعدة البلديات والسلطات والشركات الخاصة على تحسين توزيع الموارد وزيادة الكفاءة التشغيلية وتقديم خدمات أفضل للسكان، مما يوفر رؤى قابلة للتنفيذ عند اتخاذ القرارات الحاسمة، منوهاً بأنه إضافة إلى ذلك يمكن مراقبة وتحليل حدود سرعة الطرق وإشارات المرور وممرات المشاة، وتحديد علامات التحذير، وأولويات مهام الصيانة، فضلاً عن تحديد نقاط تجميع النفايات وتحليل كثافة صناديق القمامة، بما يدعم تطبيق استراتيجيات فعالة في إدارة النفايات.

تطبيقات ذكية
أفاد الدكتور عبدالرحمن العلي، أستاذ علوم وهندسة الحاسوب في الجامعة الأميركية في الشارقة، بأن تطبيقات المدن الذكية، واستخدامات تكنولوجيا إنترنت الأشياء، والأنظمة الفيزيائية الإلكترونية والمنصات القائمة على الذكاء الاصطناعي، يمكن أن تعود بالنفع على المجتمع في مختلف أنشطة الحياة اليومية بما في ذلك مراقبة الأجهزة المنزلية الذكية، والاستخدام الفعال للطاقة، وحلول النقل الذكية، والتطورات في تقنيات الزراعة الذكية.
ولفت إلى أن الشبكات الذكية تعمل على تمكين الصيانة التنبؤية وإنشاء وحدات شبكة كهربائية أصغر حجماً، ما يوفر للمؤسسات تحكماً أكبر في تحسين إمدادات الطاقة الخاصة بها، علاوة على أن الشبكات الصغيرة تقلل من الاعتماد على المرافق من خلال تقليل التكاليف عبر تجنب رسوم الاستخدام في أوقات الذروة، وتالياً تمتلك الشبكات الذكية القدرة على إحداث ثورة في توزيع الكهرباء على نطاق عالمي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©