«الحديريات»..  مرحلة جديدة بمسيرة  التطوير في أبوظبي

سيد الحجار (أبوظبي)

أكد مطورون عقاريون ومقاولون أن إطلاق المخطط الشامل لجزيرة الحديريات، والذي تبلغ مساحته أكثر من 51 مليون مترٍ مربعٍ أي ما يعادل %53.8 من مساحة جزيرة أبوظبي، يمثل نقلة نوعية في مسيرة البناء والتشييد، والتطوير العقاري والسياحي بالإمارة، مشيرين إلى أن المشروع يعد أحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي تخدم أهداف الخطة التطويرية والتوسعية في إمارة أبوظبي.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن القطاع العقاري في أبوظبي يشهد حالة من النمو والنشاط خلال الفترة الحالية، وسط ارتفاع ملحوظ في الطلب، ما يعزز من فرص تطوير مشاريع جديدة، توفر بيئة معيشية مثالية لسكان وزوار الإمارة، مؤكدين أن المخطط المستقبلي الشامل لجزيرة الحديريات، يعد مشروعاً رائداً من نوعه في الإمارة من حيث الحجم والمساحة.
وأشاروا إلى أهمية تطوير جزيرة الحديريات، في توفير فرص متميزة للأعمال بقطاع البناء والتشييد، ما يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد ككل، في ظل ارتباط العديد من الأنشطة بقطاع البناء والتشييد.
وأوضحوا أن المشاريع الجديدة في أبوظبي جذبت عدداً كبيراً من المستثمرين الأجانب، في ظل ما تتميز به الدولة من توفر الأمن والأمان والاستقرار، فضلاً عن العائد الاستثماري المرتفع بالقطاع العقاري، بجانب إقرار العديد من المحفزات الاقتصادية، وفي مقدمتها أنظمة الإقامة الجديدة، والتأشيرة الذهبية للمستثمرين العقاريين.
وتكمن أهمية جزيرة الحديريات في ما تقدمه من بيئة طبيعية مميزة، وما تتمتع به من نمط حياة متنوع ووجهات ترفيهية ورياضية متطورة تعكس النموذج العالمي المتطور لنمط حياة عصري ومجتمع متكامل ومستدام.
وأشاروا إلى أهمية إطلاق المخطط الرئيسي لتطوير جزيرة الحديريات، في تعزيز مكانة إمارة أبوظبي كنموذج رائد في التطوير الحضري، ما يعكس المكانة العالمية للإمارة كوجهة سكنية وسياحية ورياضية وخدمية، كما يعكس رؤية أبوظبي المستقبلية في التخطيط العمراني المستدام.

مشاريع كبرى
وأكد مسعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة ميداليان أسوشيت الاستثمارية أن أبوظبي تشهد حالة من التطور والنمو والملحوظ في ما يتعلق بحركة التطوير العقاري والسياحي بالإمارة، مشيراً إلى أن الإمارة نجحت في تجاوز تحديات الجائحة والانطلاق لآفاق واعدة بكافة القطاعات الاقتصادية.
وأوضح العور أن مشروع تطوير جزيرة الحديريات، يعد أحد المشاريع المستقبلية الواعدة على مدى الخمسين عاماً المقبلة، مشيراً إلى أن أبوظبي قدمت تجربة نموذجية في تطوير الجزر والمناطق الاستثمارية الجديدة، مثل جزيرة الريم، والتي أصبحت خلال 15 عاماً، من أهم المناطق الاستثمارية والسياحية والتجارية بأبوظبي، بجانب استقطاب الجزيرة لآلاف السكان والمقيمين حاليا، فضلا عن تطوير جزيرتي ياس والسعديات.
وتصدرت جزيرة ياس قائمة المناطق الأكثر تداولاً للعقارات في أبوظبي خلال العام الماضي بقيمة 4.2 مليار درهم، تلتها جزيرة الريم في المرتبة الثانية بقيمة تداولات بلغت 3.4 مليار درهم. 
وأوضح العور أن تطوير المشاريع الكبرى يوفر المزيد من فرص الأعمال ومجالات التوظيف الجديدة، ما يعزز من النشاط الاقتصادي ككل، ويدعم خطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد أن المشاريع العقارية الجديدة، متعددة الاستخدام، في أبوظبي جذبت عدداً كبيراً من المستثمرين الأجانب، في ظل ما تتميز به الدولة من توفر الأمن والأمان والاستقرار، فضلاً عن العائد الاستثماري المرتفع بالقطاع العقاري، بجانب إقرار العديد من المحفزات الاقتصادية، وفي مقدمتها أنظمة الإقامة الجديدة.

أخبار ذات صلة

نهيان بن مبارك: الإمارات نموذج عالمي للتعايش والتعاون بين البشر

«أرضنا الخضراء» تزرع كورنيش أبوظبي

طفرة عمرانية
ومن جانبه، أكد الدكتور عبدالرحمن محمود العفيفي، الرئيس التنفيذي لشركة تمكن العقارية، أن تطوير جزيرة الحديريات يحقق طفرة في مسيرة التطور والنمو بأبوظبي، لاسيما أن مساحة الجزيرة تبلغ أكثر من 51 مليون متر مربع، أي ما يعادل 53.8% من مساحة جزيرة أبوظبي، موضحاً أن تطوير الجزيرة يقود لطفرة بالقطاع العقاري، فضلا عن تحقيق نشاط ملحوظ في حركة البناء والتشييد بالإمارة، ما ينعكس على معدل النمو الاقتصادي ككل. وأوضح العفيفي أن القطاع العقاري في أبوظبي في حاجة للمزيد من المشاريع الجديدة في ظل الطلب المرتفع على العقارات النوعية بالإمارة، والتي تقدم خدمات متميزة، مشيرا إلى أن حجم الطلب بالسوق العقاري حاليا عاد إلى ذات معدلات ما قبل الجائحة.
وأكد أن أبوظبي كانت لها تجارب متميزة في تطوير الجزر السياحية مثل «السعديات» و«ياس» وغيرها، والتي باتت اليوم نموذجاً للتجارب الناجحة في التطوير العقاري، وهو ما يظهر في حجم الطلب المرتفع على المشاريع الجديدة بهذه المناطق.
وكشفت شركة الدار العقارية الأسبوع الماضي، عن إطلاق مشروع «ذا سورس 2»، في جزيرة السعديات بأبوظبي، وذلك بعد بيع جميع الوحدات ضمن مشروع «ذا سورس 1» في منطقة سعديات غروف البالغة 204 وحدات، في غضون أيام من الإطلاق، خلال شهر مارس الماضي.

نشاط ملحوظ
بدوره، أوضح سعيد الفهيم، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتوم» لإدارة العقارات، أن القطاع العقاري في أبوظبي يشهد نشاطاً ملحوظاً، مشيراً إلى أن الإعلان عن إطلاق المخطط الشامل لجزيرة الحديريات، يقود لنقلة نوعية في مسيرة البناء والتشييد، والتطوير العقاري والسياحي بالإمارة.
وحقق القطاع العقاري في إمارة أبوظبي العام الماضي نمواً في حجم التداولات العقارية بإجمالي ما قيمته 77.6 مليار درهم، تم تحقيقها من خلال 19,033 معاملة، وشملت تداولات ورهونات الأراضي والمباني والوحدات العقارية بمختلف أنواعها.
وكشفت بلدية مدينة أبوظبي، التابعة لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي، مؤخراً عن استحداث 7 مناطق استثمارية جديدة للتملك الحر لغير المواطنين، منذ بداية العام 2023، ليبلغ إجمالي أعداد المناطق الاستثمارية نحو 30 منطقة في الإمارة.
وتتيح المناطق الاستثمارية الجديدة فرصاً استثمارية بميزة تنافسية ومرونة سوقية عالية، لما تمتلكه من موقع حيوي وبنية تحتية، وبيئة آمنة ومستقرة تحفز الراغبين بالعمل والعيش والاستثمار.
وأكد الفهيم أن أبوظبي توفر فرصاً استثمارية عديدة بمواقع حيوية، حيث تعد الوجهة الاستثمارية المثلى لمختلف الأفراد والمستثمرين، مع توالي إطلاق الخطط الاستراتيجية لتطوير المزيد من المناطق التي توفر فرصا استثمارية واعدة.
نشاط قطاع البناء
أكد رجل الأعمال أحمد خلف المزروعي، نائب رئيس جمعية المقاولين، أن إطلاق المخطط الشامل لجزيرة الحديريات، يمثل نقلة نوعية في مسيرة تطور قطاع البناء والتشييد في أبوظبي، حيث يعد المخطط المستقبلي الشامل لجزيرة الحديريات، مشروعاً رائداً من نوعه في الإمارة من حيث الحجم والمساحة.
وأكد المزروعي أن تطوير مثل هذه المشاريع الكبرى يوفر فرص أعمال واعدة للمقاولين العاملين بكافة التخصصات، فضلا عن استفادة العديد من القطاعات المرتبطة بأعمال البناء، ما يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد ككل، وتعزيز التنمية المستدامة بالدولة.
ونمت عقود المقاولات في دولة الإمارات بنسبة 22% خلال الربع الأول من العام الحالي لتصل إلى 53.25 مليار درهم «14.51 مليار دولار»، مقابل 43.59 مليار درهم «11.88 مليار دولار» خلال الفترة المقابلة من العام الماضي، وفق بيانات شبكة «بي إن سي نتورك» المتخصصة في رصد المشاريع بمنطقة الشرق الأوسط. 
وأكد المزروعي أهمية إطلاق المخطط الرئيسي لتطوير جزيرة الحديريات، في تعزيز مكانة إمارة أبوظبي كنموذج رائد في التطوير الحضري، ما يعزز مكانة أبوظبي كوجهة سكنية وسياحية رائدة.
مجمعات سكنية وتجارية
يضم المخطط المستقبلي لجزيرة الحديريات، مجمعات سكنية فاخرة، ووجهات بحرية ومجمعات تجارية وفنادق، ووحدات سكنية فاخرة بإطلالات على جزيرة أبوظبي والواجهات البحرية للجزيرة التي تمتد على مساحة 53.5 كيلو متر، منها 16 كيلو مترا من الشواطئ، ترسخ مكانة الإمارة كوجهة عالمية رائدة للعيش والسياحة والترفيه والرياضة.
وسيضم المشروع كلاً من «فيلودروم أبوظبي» و«سيرف أبوظبي» وأكبر حديقة حضرية في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى العديد من المرافق الرياضية والتجارية والترفيهية، وشبكة نقل مخصصة للدرجات الهوائية بطول 220 كيلومتراً، حيث تضم جزيرة الحديريات حالياً منتجع باب النجوم والواجهة البحرية «مرسانا» وقرية التحدي وتريل اكس، والقرية الرياضية 321، ومنتزه الدراجات الهوائية وغيرها.
وسيتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من الأعمال التمهيدية وأعمال البنية التحتية الأساسية خلال الـ18 شهراً المقبلة، وذلك وفقاً للخطة المعتمدة للمشروع.