الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«المُسيّرة».. صديقة المزارعين

«المُسيّرة».. صديقة المزارعين
4 يونيو 2023 01:18

حسونة الطيب (أبوظبي)

بينما كان رش مزرعة، يتطلب جراراً بخزان سعة 500 جالون من المبيدات والأسمدة، أصبح إنجاز المهمة أكثر سهولة وسرعة، عندما آلت لطائرة مُسيرة لا تزيد سعة خزانها على 8 جالونات من المبيدات.
وفي ظل التطور التقني، تقوم هذه الطائرة، التي لا يتعدى وزنها 80 رطلاً، برش رذاذ خفيف على المحاصيل الزراعية، من ارتفاع 10 أقدام فقط. وباتت العديد من هذه المحاصيل مثل، الطماطم والبصل والخوخ وغيرها، عرضة للتغير المناخي، في عدد من المناطق حول العالم.
وعمد العديد من المزارعين، لهجر الجرارات والاستعانة بالطائرات المُسيرة والتكيف مع ارتفاع تكلفة المواد الكيميائية ودرجات الحرارة وغزارة الأمطار والآفات الكثيرة.
ودأب المزارعون في أميركا، على استخدام مثل هذا النوع من الطائرات، على مدى الـ 20 سنة الماضية، لأغراض التقاط الصور ومسح المزارع من الجو، للتعرف على حالة المحاصيل وما إذا كانت مزدهرة أم ذابلة. 
واتجهت الشركات المتخصصة في صناعة الطائرات المُسيرة في الوقت الحالي، لإنتاج طائرات مُصممة خصيصاً، لإدارة المحاصيل والقيام بمهام تتضمن، رش المبيدات الحشرية والنباتية والأسمدة بكفاءة عالية، وحتى زراعة الحبوب في المواسم. 
وصفت شركة هايليو الأميركية المتخصصة في صناعة الطائرات من دون طيار، هذا النوع من الطائرات الزراعية، بالجرار الطائر. 
وشهدت الشركة، التي تتخذ من هيوستن مقراً لها، ارتفاعاً في الطلب على طائراتها على مدى الـ 3 سنوات الماضية، حيث تنخرط في الوقت الحالي، نحو 700 طائرة في العمل ومعالجة مساحة تقدر بنحو 700 ألف هكتار سنوياً.
يشهد قطاع المحاصيل الزراعية، تحولاً واضحاً، ما يعني ضرورة انضمام المستثمرين وقادة الزراعة الصناعية، لهذا التحول الكبير في تجارة المحاصيل الغذائية. ربما تشكل الطائرات المُسيرة، تهديداً لقطاع الجرارات، وعلى العكس من العديد من التوجهات الزراعية عالية التقنية، يعود هذا التحول، بفوائد عديدة، على صغار المزارعين، ويعتبر كسباً كبيراً لكوكب الأرض.
وتساعد هذه الطائرات، في خفض استخدام المواد الكيماوية الزراعية، بنسبة تصل لنحو 15%، كما تُمكن من العمل في المزارع، بعد هطول الأمطار وتجنب الخراب الذي تتعرض له المحاصيل وتعرية التربة، بسبب استخدام الجرارات.
كما تستهلك هذه الطائرات، أقل من 10% من استهلاك الجرارات للطاقة، فضلاً عن أنها لا تدمر المحاصيل ولا حتى تلامس التربة. وبجانب الكفاءة العالية التي تتميز بها الطائرات المُسيرة، فإنها تسهم في خفض التكلفة العامة، خاصة أن صيانتها وتشغيلها، غاية في السهولة والبساطة. 
ولا تقتصر مميزات هذه الطائرات، على تطور أجهزتها، لكنها مزودة ببرنامج يمكنها من استخدام رؤية حاسوبية، للتعرف بالضبط على متى وأين الحاجة للأسمدة لكل نبتة على حدة، بدلاً من تغطية كامل المزرعة.
ليس من المرجح، أن تحل الطائرات المُسيرة، محل الجرارات في أي وقت قريب بالكامل. كما أن حمولتها المحدودة، التي لا تتعدى سوى 20 جالوناً، ليست حتى قريبة من تغطية مئات الأرطال للهكتار الواحد من الأسمدة المطلوبة بين فصل حصاد وآخر. لكنها بالتأكيد، قادرة على استبدال الطائرات، التي لا تزال تقوم برش مبيدات الفطريات والنباتات، في مساحات شاسعة للغاية وبتكلفة عالية.
وعلى عكس الطائرات، التي غالباً ما تنتشر الأسمدة خارج نطاق الحقل عند رشها، تتركز هذه الأسمدة، مباشرة فوق المحاصيل المستهدفة عند رشها بالطائرات من دون طيار. 
وعلى الرغم من إدراك الشركات الكبيرة المنتجة للجرارات مثل، دير آند كومباني الأميركية وماهيندرا آند ماهيندرا الهندية، لمزايا الطائرات المُسيرة في قطاع الزراعة، إلا أن استثماراتها في هذا الحقل، شحيحة للغاية، بالمقارنة مع إمبراطورية دير آند كومباني بقيمتها البالغة 52 مليار دولار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©