«اصنع في الإمارات» يعزز تنافسية المنتج المحلي ويحفز الاستثمارات

سيد الحجار (أبوظبي)
تنطلق اليوم فعاليات الدورة الثانية من منتدى «اصنع في الإمارات» الذي تنظمه وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، و«أدنوك»، وذلك تحت مظلة مبادرة «اصنع في الإمارات»، وتحت شعار «استثمار، استدامة، نمو»، حيث تستمر فعاليات المنتدى على مدى يومين، بمركز أبوظبي للطاقة.
وأكد صناعيون لـ «الاتحاد» أن الصناعات الوطنية تواصل كسب المزيد من الثقة في الأسواق العالمية، نظراً لجودتها العالية والتزامها بأعلى المواصفات الفنية ومعايير السلامة العالمية، فضلاً عن بصمتها الكربونية المنخفضة مقارنةً بمنافسيها، حيث تواصل الشركات الإماراتية تطوير منتجات جديدة بمواصفات عالية قادرة على تلبية احتياجات عملائها في الخارج تحت علامة «صنع في الإمارات».
ويوفر المنتدى منصة مهمة لعرض فرص الاستثمار المحلي في القطاع الصناعي، وتسليط الضوء على فرص الاستثمار، وتطوير المنتجات، وتوطين المنتجات وإعادة توجيه قيمة المشتريات إلى الاقتصاد الوطني عبر منح الأولوية في العطاءات للجهات المنضمة لبرنامج القيمة الوطنية المضافة.
ويأتي تنظيم الدورة الثانية من منتدى «اصنع في الإمارات»، لتعزيز نمو وتطور القطاع الصناعي الوطني، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وجذب وتحفيز الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ودعم ريادة الأعمال، وتعزيز تنافسية المنتجات المحلية، وإبراز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتصنيع والابتكار، بالإضافة إلى تعزيز الاستدامة وخفض وإزالة الكربون في القطاع الصناعي، بما ينسجم مع «عام الاستدامة»، وتحقيق مستهدفات مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050، واستعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر «COP28».

ويشهد المنتدى مشاركة واسعة من صناع القرار والمسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص والخبراء، ورواد الأعمال، والجهات التمويلية، والمستثمرين، والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة على المستويين المحلي والعالمي، حيث يعد المنتدى فرصة مثالية للتواصل، وتبادل الخبرات بين أعضاء المجتمع الصناعي محلياً ودولياً.
وكانت الدورة الأولى من المنتدى قد انعقدت في شهر مايو العام الماضي، وشهدت مشاركة أكثر من 1800 من قادة القطاع الصناعي، وأسفرت عن فرص مشتريات بقيمة 110 مليارات درهم إماراتي، لأكثر من 300 منتج جديد يمكن تصنيعه محلياً.
قفزة نوعية
وقال المهندس سعيد غمران الرميثي، الرئيس التنفيذي لمجموعة حديد الإمارات أركان، إن المجموعة حققت قفزة نوعية في إمكانات التصدير وتمكنت من مضاعفة الانتشار الجغرافي لمنتجاتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لتضاف إلى سلسلة نجاحات الصناعات الوطنية التي تواصل كسب المزيد من الثقة في الأسواق العالمية. وأكد الدور المحوري الذي تؤديه «حديد الإمارات أركان» في تعزيز حضور المنتج الوطني في الأسواق الدولية، حيث تصل منتجات المجموعة إلى أكثر من 70 سوقاً حول العالم موزعة على أميركا وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
وأشار إلى الاستراتيجية الطموحة التي تنفذها «حديد الإمارات أركان» من أجل الارتقاء بجودة منتجاتها من الصلب ومواد البناء وتطوير منتجات جديدة بمواصفات عالية قادرة على تلبية احتياجات عملائها في الخارج تحت علامة «صنع في الإمارات».
وتشارك مجموعة حديد الإمارات أركان كراعٍ ماسي في منتدى «اصنع في الإمارات» هذا العام، حيث تسلط الضوء على أهم أعمالها في صناعة الحديد ومواد البناء، في قيادة جهود إزالة الكربون.
وأضاف الرميثي: «تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة (مشروع 300 مليار)، تعتبر مجموعة حديد الإمارات أركان من أوائل الشركات التي انضمت إلى برنامج القيمة الوطنية المضافة في عام 2021».

أخبار ذات صلة

رجل «السباجيتي» في مهمة إنقاذ «الصقور»!

"الطيران المدني" تصدر الموافقة التشغيلية لأول مهبط طائرات مزود بالطاقة النظيفة في الدولة

فرص استثمارية
بدوره، قال نجم العوضي، مدير إدارة المشتريات والخدمات في «الإمارات العالمية للألمنيوم»، أن الشركة تعد أكبر شركة صناعية في دولة الإمارات خارج قطاع النفط والغاز، حيث ننتج طناً واحداً من كل 25 طناً من حجم الإنتاج العالمي للألمنيوم، ما يمثل حوالي 1.5% من إجمالي الاقتصاد الوطني.
وأضاف: «لدينا هدف طموح يتمثل في مضاعفة تأثيرنا الاقتصادي في الدول التي نعمل فيها بحلول العام 2040، حيث باعت الشركة العام الماضي 2.7 مليون طن من الألمنيوم المسبوك، وبلغت الإيرادات 9.4 مليار دولار، بصافي أرباح ملياري دولار، كما يلبي إنتاجنا احتياجات ما يزيد على 400 عميل في أكثر من 50 دولة حول العالم منها 26 شركة وطنية». 
وأكد العوضي أن الإمارات العالمية للألمنيوم تسهم أيضاً في الاقتصاد من خلال شراء السلع والخدمات التي تحتاجها محلياً، ففي العام الماضي، تم إنفاق 1.7 مليار دولار على السلع والخدمات داخل الإمارات، وهو ما يمثل 45% من إجمالي إنفاق الشركة على المشتريات.
وقال العوضي: «نهدف من مشاركة الإمارات العالمية للألمنيوم في منتدى (اصنع في الإمارات) إلى توفير فرص للمستثمرين، سواء الموجودين داخل الدولة أو خارجها لبحث إمكانية إقامة مصانع في دولة الإمارات لإنتاج سلع أو منتجات تحتاجها الشركة في أنشطتها التشغيلية، حيث حددت الشركة فرصاً واعدة ضمن إنفاقها على شراء السلع المستوردة سنوياً، الأمر الذي سيساهم في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للنمو الصناعي (مشروع 300 مليار) مع تعزيز الاقتصاد الوطني».
4 محاور
تركز الدورة الجديدة من منتدى «اصنع في الإمارات» على 4 محاور رئيسية، تشمل محور المستقبل المستدام، لتسليط الضوء على آخر التطورات والمستجدات في مجال الاستدامة والتكنولوجيا المتقدمة، ومحور إقامة الشراكات وفتح الأسواق الجديدة، عبر التركيز على المزايا التنافسية لدولة الإمارات في تعزيز قدرة المصنعين المحليين على الوصول بمنتجاتهم لأسواق إقليمية ودولية جديدة، ومحور تطوير القطاع الصناعي، بالإضافة إلى محور تكريم التميز، حيث تم إطلاق برنامج «جوائز اصنع في الإمارات» لتكريم الشركات والأفراد الذين ساهموا في دعم جهود تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتصنيع والابتكار.

وجهة عالمية
قال سعود أبو الشوارب، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم - القطاع الصناعي: «تسهم استراتيجية (مشروع 300 مليار) وأجندة دبي الاقتصادية (D33) في تعزيز البيئة الداعمة للأعمال التي جعلت من دولة الإمارات، وإمارة دبي على مر العقود الماضية، وجهة عالمية مفضّلة للمستثمرين والموهوبين والمبتكرين في قطاع التصنيع من جميع أنحاء العالم، وتُعدّ مدينة دبي الصناعية من أكبر المجمّعات المجهّزة بالكامل والمصمّمة بالتحديد لتلبية احتياجات قطاعي التصنيع والخدمات اللوجستية، الأمر الذي يمكّنها من تزويد الشركات ببيئة داعمة تتيح لها تحقيق النمو المستدام على مستوى المنطقة وخارجها».
وأضاف: «تسهم شراكاتنا الراسخة مع أبرز الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص في توفير الكثير من الفرص والآفاق الجديدة لدفع القطاع الصناعي في دبي ودولة الإمارات قدماً، نتطلع إلى تسليط الضوء على الفرص المتاحة في مجمعنا الصناعي من خلال الدورة الثانية لمنتدى (اصنع في الإمارات)».
وأعلنت مدينة دبي الصناعية التابعة لمجموعة تيكوم، عن مشاركتها في فعاليات الدورة الثانية من منتدى «اصنع في الإمارات»، وذلك دعماً لاستراتيجية «مشروع 300 مليار» ومبادرة «اصنع في الإمارات» وأجندة دبي الاقتصادية «D33» التي تهدف إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي خلال العقد المقبل عبر تعزيز الابتكار، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وتشجيع شتّى القطاعات على تحقيق الاكتفاء الذاتي، بما في ذلك قطاعا التصنيع والخدمات اللوجستية.
جوائز «اصنع في الإمارات»
يقام خلال المنتدى حفل توزيع جوائز «اصنع في الإمارات» لتكريم الشركات والأفراد الذين ساهموا في دعم جهود تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتصنيع والابتكار، وسيتم توزيع الجوائز على 10 فئات تندرج تحت 4 تصنيفات رئيسية هي؛ مصانع المستقبل، والمساهمة في القيمة الوطنية المضافة، والممكنات الصناعية، والريادة والموهبة.
معرض للمنتجات
يعتبر منتدى «اصنع في الإمارات» والمعرض المصاحب له، أحد أبرز الفعاليات الصناعية في دولة الإمارات والمنطقة، ويجمع نخبة من قادة القطاع الصناعي والمستثمرين والرياديين بهدف التواصل والتعاون ومناقشة التوجهات المستقبلية للقطاع، إضافة إلى توفير الفرصة لمناقشة فرص الاستثمار وعقد الشراكات، وتحقيق مستهدفات دولة الإمارات للتحول إلى مركز عالمي للتصنيع والابتكار. وتوفر منطقة العرض للمشاركين في المنتدى فرصة الاطلاع على أحدث المنتجات والخدمات في القطاع الصناعي، والتواصل مع خبراء الصناعة والمستثمرين، والاطلاع على قصص نجاح الشركات الريادية في دولة الإمارات، وقدرتها على تطوير أعمالها، على الصعيد الصناعي والتحول التكنولوجي، إضافة إلى عرض منتجات «اصنع في الإمارات» من خلال المعرض والتي تؤكد قدرة القطاع الصناعي على الابتكار استشراف المستقبل، وتطوير منتجاته، وتعزيز المنافسة، والنمو الاقتصادي المستدام.