عدد اليوم
حسام عبدالنبي (دبي)
أكد رؤساء تنفيذيون لمنصات رقمية عاملة في الدولة، أن اتباع الإمارات نهجاً يولي الاهتمام الأكبر للتحول الرقمي، جعل منها مثالاً يحتذى به فيما يتعلق بالتحول الرقمي والارتقاء بتجارب العملاء، وتالياً توفرت فرصاً هائلا للشركات التكنولوجية للنمو والازدهار في إطار استراتيجية الحكومة للتحول الرقمي. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن سعي الإمارات لقيادة التحول الرقمي وريادتها في اعتماد الحلول التكنولوجية والاستفادة منها لتحقيق أهدافها، حفز الشركات المشغلة للمنصات الرقمية على الابتكار والتوسع في تقديم الخدمات، لافتين إلى أن المنصات الرقمية سترسم ملامح مختلف القطاعات في الدولة في القريب العاجل، حيث توفر مزايا الوصول إلى الخدمات المقدمة من مؤسسات متنوعة عبر مختلف القطاعات، وكذلك الحصول على الخدمات في أي زمان ومكان، بطريقة ذكية وسريعة.
تجربة العملاء
انطلاقاً من رؤية حكومة الإمارات لتحقيق تحول رقمي كامل لجميع الخدمات الحكومية وتعزيز نمط الحياة الإلكتروني في الدولة والارتقاء بتجارب العملاء، أطلقت شركة «سدكو» في معرض «سيملس الشرق الأوسط» منصة تجربة العملاء، FastServ، التي توفر إدارة شاملة لرحلات العملاء المادية والرقمية، كما تتيح لهم الوصول إلى الخدمات المقدمة من مؤسسات متنوعة عبر مختلف القطاعات، وبحيث توفر المنصة وصولا ذكيا للعملاء للحصول على الخدمات في أي زمان ومكان، بطريقة ذكية وسريعة.
وقال مجدي البيت شاويش، الرئيس التنفيذي لدى شركة «سدكو» إن منصات إدارة تجارب العملاء ستلعب دوراً محورياً في رسم ملامح مختلف القطاعات في الدولة، خاصة أن الإمارات تعد مثالا يحتذى به فيما يتعلق بالتحول الرقمي.
وأضاف أنه في ظل توفير دولة الإمارات فرصاً هائلا للشركات التكنولوجية للنمو والازدهار في إطار استراتيجية الحكومة للتحول الرقمي، فقد أطلقت الشركة حل FastServ Mobile الذي يمكّن العملاء من التخطيط لزياراتهم للفروع بشكل مسبق، وحجز المواعيد، وإصدار التذاكر الإلكترونية، والاطلاع على قائمة الخدمات والتحقق من وقت الانتظار، وكذلك تحديد الفروع الأقرب إليهم بكل سهولة، منوهاً أنه بالإضافة إلى ذلك تم الإعلان عن حل FastServ Meet الذي يتيح إمكانية تقديم العديد من الخدمات، التي يتم توفيرها في الفروع ومراكز الاتصال، وذلك بطريقة ذكية وسريعة عبر مكالمات الفيديو، مما يلغي الحاجة للسفر والانتظار.
وأشار شاويش، إلى أن «سدكو» تُسلط الضوء أيضاً على التطورات الأخيرة في قطاع الفروع الرقمية الذكية المصممة للقطاع المصرفي حيث تعمل أجهزة الخدمة الذاتية لدى الشركة على تمكين العملاء من إنجاز الخدمات المختلفة وتسديد المدفوعات بسلاسة، وعلاوة على ذلك، تقدم الشركة عرضاً حول التكامل بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وحلولها الخاصة، بما يسهم في تعزيز تفاعل العملاء مع أجهزة الخدمة الذاتية.
ولفت إلى أن الشركة التي تتخذ من دبي مقراً رئيسياً لها، تُلبي متطلبات 5500 فرع و60 ألف مستخدم في 50 دولة حول العالم، وجرى اعتماد حلول «سدكو» في مختلف البنوك عبر دولة الإمارات، بما في ذلك مصرف أبوظبي الإسلامي، وبنك دبي التجاري وراك بنك، كما توفر الشركة حلولها للجهات الحكومية والمؤسسات الخدماتية مثل وزارة الداخلية، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» وزارة الصحة ووقاية المجتمع.
تمكين المستثمرين
وفي مبادرة تعد الأولى من نوعها، أعلنت منصة استثمار رقمية في دبي، عن تمكين المستثمرين من الحصول على الإقامات الذهبية من خلال مركز دبي المالي العالمي للمستثمرين الذين يستثمرون ما لا يقل عن 2 مليون درهم أو أكثر على منصتها.
وقال رامي طبارة، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك لشركة Stake إن المنصة تقدم العديد من الفوائد للمستثمرين، بما في ذلك تسهيل إجراءات الإقامة الذهبية حيث لا توجد قيود على المكان الذي يجب أن يقيم فيه المستثمرون للتأهل للحصول على الإقامة الذهبية، كما يمكن للمستثمرين توزيع رأس المال (مليوني درهم) عبر عقارات متعددة تقع في مناطق رئيسية في دبي، وذلك لبناء محفظة عقارية متنوعة مع افتراض الحد الأدنى من المخاطر وتحقيق عوائد محتملة أعلى.
وأضاف أن الاستثمار من خلال المنصة يكون استثمار بلا متاعب حيث تتميز تجربة Stake الرقمية بأنها تلغي الحاجة إلى المعاملات المادية التي تتسبب بالنهاية في إهدار الوقت والمال للمستثمر.
وأشار إلى أن خبراء العقارات في Stake يتعاملون مع عملية البيع بأكملها من البداية إلى النهاية، ويتأكدون من صلاحية المستأجرين، ويديرون الممتلكات، وتالياً يمكن للمستثمرين إدارة محافظهم بسهولة وتتبع دخلهم الشهري وتلقي تحديثات مباشرة على التطبيق أو منصة الويب، مؤكداً أن منصة Stake توفر أفضل صفقات الاستثمار حيث تلغي الحاجة إلى شراء العقارات على الورق، مما يسمح للمستثمرين بشراء قطعة من العقارات الجاهزة للشغل، ومن ثم الحصول على إيرادات إيجارية بشكل أسرع وضمان تدفق إيرادات أكثر استقرارًا ويمكن الاعتماد عليها مقارنة بالاستثمارات على الخارطة.
تحويلات مالية
ومن أجل إحداث تغيير إيجابي في حياة أفراد المجتمع، وظفت شركة أسترا تك، المالكة لشركة «بوتيم» منصتها لكي تتيح لمستخدمي تطبيق بوتيم مضاعفة تحويلاتهم المالية عن طريق ميزة التحويلات المالية الدولية المدعومة من شركة PayBy حيث سمحت الميزة الجديدة لمستخدمي تطبيق بوتيم بتحويل أكثر من 50 مليون درهم لعائلاتهم في 117 دولة حول العالم، وتوجهت النسبة الأكبر من التحويلات إلى عائلات المستخدمين في دول الهند وباكستان والفلبين.
وقال عبدالله أبو الشيخ، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة أسترا تك، إن تطبيق «بوتيم» يقدم ميزة التحويلات المالية الدولية بدعم من PayBy، شركة التكنولوجيا المالية الحاصلة على ترخيص من مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، إلى جانب العديد من المزايا التي تضمن للعملاء تجربة تواصل سلسة مع أحبّائهم، ولا سيما مع وجود تسعة ملايين وافد في دولة الإمارات.
ادخار الأموال
وتهدف منصة SAV التفاعلية وهي إحدى الشرّكات المدعومة من برّنامج مسرّع الابتكار التابع لصندوق محمد بن راشد للابتكار، إلى تبسيط عملية ادخار الأموال بالنسبة للمستهلكين وجعلها مجزية، وأكثر فائدة وفي متناول الجميع إذ تتيح خطط ادخار فردية، تساعد المستخدمين على تتبع تقدمهم، وتمنحهم مكافآت قيمة عند تحقيق أهدافهم.
وقالت بورفي مونوت، الرئيس التنفيذي لشركة Sav إن التطبيق يتميز بواجهة سهلة الاستخدام وميزات مبتكرة، تسعى الشركة من خلالها إلى تغيير نظرة الناس للادخار، ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم المالية، داعية أفراد المجتمع إلى الانتباه إلى ضرورة عدم تأثر أوضاعهم المالية بالمسؤوليات اليومية مثل السفر وتناول الطعام والتسوق والاسترخاء حيث تتيح منصة «ساب» تحقيق الأهداف المالية والتحكم بثقة في الأموال ومن ثم عيش ببيئة مالية متوازنة. وأشارت مونوت، إلى أن ميزة الادخار القائم على الأهداف قد تكون هي الحل المثالي لتقويم سلوكيات إنفاق الأفراد سواء كان التوفير من أجل الذهاب في عطلة أو شراء منزل جديد، أو الحصول على سيولة للطوارئ.
التجارة الإلكترونية
تلعب المنصات الرقمية الآن دوراً أساسياً في النهوض بقطاع التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات، ومنها منصة «تريدلنغ» التي تعد أكبر سوق إلكترونية موجهة لمعاملات الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تقدم مجموعة واسعة من المنتجات، تزيد عن 1.7 مليون سلعة مميزة ضمن 14 فئة مختلفة، واشتراك أكثر من 200 ألف بائعٍ ومشترٍ من 55 دولة في خدماتها. وقال ماريوس سيافولا، الرئيس التنفيذي لمنصة «تريدلنغ»، إن التركيز على الابتكار واعتماد أحدث التطورات التكنولوجية واتباع نهج يولي الاهتمام الأكبر للتحول الرقمي ساهم في تعزيز نمو قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة، وتصدرت دبي الجهود في هذا المجال، حيث تسعى دائماً إلى الاستفادة من الفرص بالشكل الأمثل وإطلاق إمكاناتها الكاملة في جميع القطاعات. وأضاف أن الإمارات كانت رائدة دائماً في اعتماد الحلول التكنولوجية والاستفادة منها لتحقيق أهدافها، وبدأت أولى الخطوات عندما أطلقت مسيرة التحول الرقمي لاقتصادها عام 2013، الأمر الذي أسهم في نمو مستمر لقطاع التجارة الإلكترونية، حيث اعتمد معظم السكان فكرة المجتمع الخالي من التعاملات النقدية من خلال تنفيذ جميع المعاملات بشكل أكثر كفاءة دون الحاجة إلى أي وجود شخصي، مشيراً إلى أن القطاع تمكن من تحقيق نمو كبير خلال أزمة كوفيد-19 وفي الفترة التي تلتها، ومواصلة النمو في هذا النسق التصاعدي، مدفوعاً بالطلب المتزايد على التسوق عبر الإنترنت والاستثمار المتزايد في البنية التحتية للقطاع.
