عدد اليوم
حسام عبدالنبي (دبي) تنتهي جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات، من وضع أول معايير للتدقيق الداخلي المتوافق مع الشريعة الإسلامية في العالم، وذلك في الربع الثالث من العام الحالي، وذلك بالتعاون مع لجنة التدقيق الشرعي الداخلي باتحاد مصارف الإمارات، حسب عبد القادر عبيد رئيس مجلس إدارة جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات.
وأكد عبد القادر عبيد لـ «الاتحاد» أن الطلب على التدقيق الداخلي المتوافق مع الشريعة آخذ في التنامي، خاصة في البنوك الإسلامية العاملة في الدولة، وكذلك في البنوك التجارية العالمية التي لديها نوافذ لتسويق المنتجات المصرفية المتوافقة مع الشريعة، مشيراً إلى أن جمعية المدققين الداخليين في الإمارات ستتولى وضع المعايير والاختبارات المطلوبة للخريجين المؤهلين للعمل في مهنة التدقيق الداخلي المتوافق مع الشريعة، وذلك ضمن دورها الحيوي في نشر المعرفة وتعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للحوكمة وتطبيق الممارسات الرشيدة في مجال المهنة.
صفوة العقول
وكشف عبيد، في تصريحات للصحفيين على هامش المؤتمر الإقليمي الحادي والعشرين للتدقيق الإقليمي، وهو أكبر مؤتمر للمدققين الداخليين في العالم، عن فوز جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات، بحق استضافة مؤتمر «جام كونفيرانس» وهو مؤتمر خاص بمدراء ورؤساء التدقيق على مستوى الولايات المتحدة الأميركية، حيث تعد دولة الإمارات أول دولة تستضيف مثل هذا الحدث العالمي خارج الولايات المتحدة.
وقال: إن المؤتمر سيقام في دبي خلال شهر أكتوبر المقبل، وذلك بعد مناقشات استمرت على مدار عام كامل من أجل استضافة الحدث الذي يلقى اهتماماً عالمياً لأنه يعد مؤتمراً لصفوة العقول والخبراء العاملين في مهنة التدقيق، منوهاً بأن اختيار دولة الإمارات لاستضافة مثل هذا الحدث يعكس مكانة الدولة وتوجيهات قيادة الدولة الرشيدة بأن نكون الأوائل ونلعب دور الريادة على مستوى العالم. وأعلن عبيد، خلال المؤتمر الإقليمي الحادي والعشرين للتدقيق الإقليمي، والذي تنظمه جمعية المدققين الداخليين في الإمارات تحت شعار «تبني الاستدامة في التدقيق»، أن برنامج (حصاد) الذي أطلقته جمعية المدققين الداخليين في الإمارات نجح حتى الآن في تأهيل 166 مواطناً إماراتياً للعمل في مهنة التدقيق الداخلي عبر 20 دفعة، حيث يتضمن برامج تدريبية مكثفة لتخريج مدققين داخليين محترفين يكونون وكلاء للتغيير ومحفزين للتحول، من خلال تطبيق ممارسة التدقيق الداخلي المثلى. وكشف أن الجمعية ستتعاون مع اتحاد مصارف الإمارات من أجل تنظيم دورتين من برنامج (حصاد) كل عام على مدار الخمس سنوات المقبلة، من أجل تأهيل المواطنين العاملين في قطاع البنوك، مع إمكانية مشاركة متدربين من الوطن العربي من أجل نقل الخبرة، ولافتاً في الوقت ذاته إلى أن مشاركة الاتحاد العربي للتدقيق الداخلي ودعمه للمؤتمر أثمر عن اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية في المؤتمر العالمي للتدقيق الداخلي الذي سيقام في أمستردام بهولندا خلال العام الحالي.
توصيات الاستدامة
وفيما يخص أهمية «تبني الاستدامة في التدقيق»، أجاب عبيد، بأن المدقق الداخلي يلعب دوراً رئيساً في تشجيع الشركات على الالتزام بمعايير الحوكمة البيئية والمجتمعية من أجل تحقيق الاستدامة.
وقال: إن مهنة التدقيق الداخلي تعد جزءاً رئيساً في تحقيق مستهدفات الاستدامة وتحقيق الحياد الكربوني، عبر تقديم النصائح والتوصيات للشركات والمؤسسات عن كيفية زيادة التزامها بمعايير الاستدامة، منبهاً أن المدقق الداخلي يلعب دوراً مهماً في تلبية المتطلبات التنظيمية للشركات بالإفصاح عن معايير الحوكمة البيئة والمجتمعية ومدى التزامها بالأنشطة التي ترتبط بتحقيق الاستدامة.
مجالس التدقيق
ووفقاً لرئيس مجلس إدارة جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات، فقد تمكنت الجمعية من تنظيم 5 مجالس للتدقيق الداخلي في كل من أبوظبي ودبي، حيث تمثل هذه المجالس فرصة لمدراء ورؤساء التدقيق الداخلي في الشركات والهيئات العاملة في الدولة لتبادل الآراء حول المشكلات التي تواجههم، مؤكداً أن المشاركة في تلك المجالس تقتصر على مدراء ورؤساء التدقيق الداخلي لطرح ومناقشة الموضوعات الداخلية كأصدقاء ومن دون وجود شركات استشارية.
وشارك في المؤتمر الإقليمي الحادي والعشرين للتدقيق الإقليمي، عدد من كبار المسؤولين من دولة الإمارات وقطاع التدقيق الداخلي في عدد من الدول العربية والأجنبية، حيث تم خلال المؤتمر مناقشة الموضوعات الملحة مثل الاحتيال والفساد وأمن المعلومات والاستدامة والتدقيق السريع والحوكمة والمخاطر من قبل الخبراء، وهي قضايا تكتسب أهمية خاصة في عالم الأعمال.
