الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

11 مليار درهم التبادل التجاري بين الإمارات والبرازيل في 10 سنوات

11 مليار درهم التبادل التجاري بين الإمارات والبرازيل في 10 سنوات
16 ابريل 2023 03:05

مصطفى عبد العظيم (دبي)

تجسد المؤشرات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين دولة الإمارات وجمهورية البرازيل، قوة ومتانة العلاقات بين البلدين الممتدة لعقود طويلة، وتسارع وتيرتها في السنوات الأخيرة، بما يفتح أمامها آفاقاً واعدة لبناء شراكة استراتيجية تتيح الاستفادة من المقومات والفرص العديدة المتوافرة لدى البلدين في مختلف القطاعات.
 ووفقاً للبيانات المتاحة على بوابة دولة الإمارات للمعلومات التجارية التابعة لوزارة الاقتصاد، نما حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات والبرازيل، بنسبة (43%) خلال السنوات العشر الماضية، بارتفاعه من 10.4 مليار درهم في عام 2013، ليصل إلى 14.7 مليار درهم بنهاية عام 2022، وبإجمالي نحو 111مليار درهم.
وأظهرت بيانات وزارة الاقتصاد أن قيمة إعادة التصدير بين دولة الإمارات والبرازيل خلال عام 2022 بلغت 478.6 مليون دولار ما يعادل 1.75 مليار درهم بنمو 84.4% عن عام 2021 والبالغة 259.5 مليون دولار، ما يعادل 952.3 مليون درهم، فيما بلغت قيمة الواردات 3.45 مليار دولار ما يعادل 12.66 مليار درهم بنمو 28.7% عن عام 2021، والبالغة 2.68 مليار دولار ما يعادل 9.83 مليار درهم، في حين بلغت قيمة الصادرات غير النفطية 101.1 مليون دولار ما يعادل 371.03 مليون درهم مقارنة مع 109.2 مليون دولار ما يعادل 400.7 مليون درهم في عام 2021.
ووفقاً للبيانات ارتفعت الصادرات غير النفطية من الإمارات إلى البرازيل من 303 مليون درهم في عام 2013 لتصل إلى 401 مليون درهم بنهاية عام 2021، فيما ارتفعت قيمة إعادة التصدير من 334 مليون درهم إلى 953 مليون درهم بنهاية 2021، وفي المقابل استقرت الواردات من البرازيل عند مستوى التسعة مليارات درهم.
زخم العلاقات
وتشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين زخماً كبيراً في الآونة الأخيرة وتتهيأ إلى آفاق أوسع وأرحب في التعاون المشترك، فبينما تُعد البرازيل أكبر شريك تجاري لدولة لإمارات في أميركا اللاتينية، تعد دولة الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للبرازيل في الشرق الأوسط، كما تأتي الدولة في المرتبة الـ 23 عالمياً بين أكبر أسواق الصادرات البرازيلية، في حين تشكل البرازيل السوق 27 عالمياً للصادرات الإماراتية.
وتتنوّع الصادرات الإماراتية إلى البرازيل لتشمل النفط واليوريا والكبريت وقطع غيار الطائرات، فيما تُعد أهم المنتجات التي تستوردها دولة الإمارات من البرازيل: لحم الدجاج ولحم البقر والذهب والسكر.
استثمارات إماراتية
كما تُعد دولة الإمارات من بين أكبر المستثمرين الدوليين في البرازيل، حيث تُقدر الاستثمارات الإماراتية في البرازيل بحوالي 5 مليارات دولار أميركي، وتعد «مبادلة» هي أكبر مستثمر إماراتي في البرازيل، وموانئ دبي العالمية، وطيران الإمارات، وبنك أبوظبي الأول، و«ياه سات»، وغرفة تجارة وصناعة دبي. 
على الجانب الآخر، يوجد أكثر من 30 شركة برازيلية لها مكاتب في دولة الإمارات، تستخدمها كمنصة لصادراتها في المنطقة، حيث أنشأت شركة BRF البرازيلية لتعبئة اللحوم مصنعاً لها في أبوظبي، كما أن الوكالة البرازيلية للتجارة والاستثمار (APEX-Brasil) وغرفة التجارة العربية البرازيلية لديهم مكاتب في دبي، فيما قامت غرفة دبي بافتتاح أول مكاتبها التمثيلية في أسواق أميركا اللاتينية في مدينة ساوباولو البرازيلية وذلك في عام 2017، ليشكل بوابة للشركات الإماراتية الراغبة في التوسع في الأسواق اللاتينية وتعريفها بالفرص الاستثمارية المجزية وغير المكتشفة في هذه الأسواق. 
وتُعد ولاية ساو باولو المركز التجاري لقارة أميركا الجنوبية، وتستقبل معظم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البرازيل وهي موطن لـ 80% من الشركات البرازيلية، كما تعد ساو باولو أغنى الولايات في البرازيل، وتتمتع بأكبر اقتصاد متنوع حيث تنتج السكر والبرتقال والطائرات والقهوة والذهب والنفط والسيارات. 

منصة تجارية
ونجت دولة الإمارات بما تمتلكه من بنية تحتية متقدمة في القطاعات كافة، وبفضل الربط المباشر برحلات جوية مع البرازيل في أن تشكل منصة تجارية هامة ونقطة انطلاق للشركات البرازيلية إلى الأسواق الواعدة في المنطقة، حيث تحرص هذه الشركات على المشاركة بقوة في المعارض المتنوعة التي تنظمها الدولة، وخاصة معرض جلفود الذي يجذب في كل عام عشرات الشركات البرازيلية المتخصصة لتسوق منتجاتها أمام المشاركين من أسواق المنطقة.
وفي نسخة العام الجاري شاركت أكثر من 11 شركة برازيلية تعمل في قطاع الأغذية والمشروبات في «معرض جلفود 2023»، الذي نجح في تمهيد الطريق نحو المزيد من التدفقات التجارية والاستثمارية بين البرازيل ودول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن شهد تزايداً في أعداد الشركات البرازيلية التي تُبدي اهتماماً بالمشاركة في المعرض للاستفادة من فرصة تعزيز حضورها في المنطقة وغيرها من الأسواق العالمية. 
وفي المقابل، اختتم مركز دبي للسلع المتعددة، مؤخرا، بنجاح حملته الترويجية «وُجد من أجل التجارة» في مدن برازيلية رئيسية، والتي قام خلالها بتسليط الضوء على الفرص الواعدة التي توفرها دبي للشركات البرازيلية التي تتطلع إلى توسيع حضورها وعملياتها عالمياً انطلاقاً من دبي. ونظّم مركز دبي للسلع المتعددة خلال جولته في المدن البرازيلية الذي تحدث فيه عدد من المسؤولين التنفيذيين لدى المركز لقادة وروّاد الأعمال المحليين من مجموعة من القطاعات حول سهولة تأسيس وممارسة الأعمال في مركز دبي للسلع المتعددة أمام الشركات من مختلف الأحجام والقطاعات. كما تطرقوا إلى سُبل تعزيز التجارة والعلاقات الثنائية بين الإمارات والبرازيل بشكل عام.
تمثّل أحدث سلسلة من الحملة الترويجية «وُجد من أجل التجارة»، التي أقيمت بالشراكة مع الغرفة التجارية العربية البرازيلية، الزيارة السادسة للمركز إلى هذه المنطقة، مما يعكس التزامه تجاه البرازيل، ويؤكد حرصه على تعزيز العلاقات التجارية الثنائية ضمن مجموعة واسعة من قطاعات السلع.
البرازيل في «إكسبو» 
ساعدت مشاركة البرازيل في «إكسبو 2020 دبي» الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية على إلهام العالم من خلال استعراض براعتها وعزيمتها وريادتها في الأعمال لصالح البشرية جمعاء. 
ومثلت المشاركة في «إكسبو 2020 دبي»، التي قادتها وكالة تنشيط الصادرات والاستثمار البرازيلية (آبكس _ برازيل)، قضية بالغة الأهمية بالنسبة للبرازيل لمدة نصف عام.
وأشار إلياس مارتنز فيلهو، المفوض العام للجناح البرازيلي في «إكسبو 2020 دبي»، في تصريح سابق إلى أن العالم أثنى على مبادرات البرازيل في خلق الوعي بالعديد من التحديات العالمية وتقديمها الحلول المبتكرة لمواجهتها، لافتاً إلى أن جناح البرازيل لعب دوراً محورياً في مشاركة المعرفة والخبرة الواسعة للبرازيل على صعيد توفير الموارد والأفكار والحلول المبتكرة التي تخدم الإنسانية من أجل تعزيز سعادة الناس وجودة حياتهم.
و شكّل جناح البرازيل مركزاً للابتكار والاستدامة على مدى ستة أشهر من إقامته في «إكسبو 2020 دبي»، وساهم في خلق تجربة إبداعية غامرة لا تنسى للعالم أجمع حول كل جانب من جوانب الحياة البرازيلية. ولأن معرض «إكسبو 2020 دبي» مثّل فرصة ممتازة لتبادل الثقافات من مختلف أنحاء العالم، فقد استعرض الجناح البرازيلي مجموعة هائلة من الإمكانات التي تتمتع بها البرازيل من خلال المنصة التي وفرها المعرض الدولي.
كما نجح الجناح في إلهام العالم بعدد من الأفكار التي يمكن تبنيها للمساهمة في الحدّ من التأثير السلبي للبشر على كوكب الأرض، حيث استعرض الجناح، من خلال الشراكة مع «ايتايبو بيناسيونال»، الأنهار الطائرة في الأمازون أمام زواره. وفي منطقة مثل الشرق الأوسط التي تعاني من شح الموارد المائية، فإن مفهوم معرض إيتايبو أثبت أنه فعّالاً للغاية وشديد الجاذبية.
وبحسب رافاييل ناسيمنتو، مدير الجناح البرازيلي، فلطالما كانت العلاقة التي تجمع بين الإمارات والبرازيل قوية للغاية حيث تعد البرازيل من أكبر مصدري المنتجات الغذائية للإمارات لعدة عقود. وقال إن «مشاركتنا في (إكسبو) رسّخت علاقات البرازيل مع الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وبلدان أخرى حول العالم، والتي شاركت ضمن 192 دولة أخرى في المعرض الذي امتدت فعالياته على مدار ستة أشهر».
وأضاف ناسيمنتو: «إن فتح مجالات لا تعد ولا تحصى أمام تعزيز العلاقات الإماراتية البرازيلية يعني أن الصداقة بين الطرفين تتجه نحو مستويات جديدة غير مسبوقة من التطور والتقدم. وبينما يستمر تدفق الاستثمارات الأجنبية بين البلدين، فسيكون من الرائع أن نشهد الإمكانات الهائلة التي تتيحها هذه الشراكة الآخذة في النمو».
جناح البرازيل
كشف جناح البرازيل في «إكسبو 2020 دبي» عن تحقيقه إنجازاً لافتاً مع استقطابه لأكثر من مليوني زائر، قبل إسدال الستار على فعاليات الحدث الدولي الأكبر على الإطلاق. 
ومزج الجناح البرازيلي، الذي أُقيم في منطقة الاستدامة على مساحة 4000 متر مربع، بين جماليات العمارة والتكنولوجيا الغامرة، لمحاكاة تجربة غابات الأمازون المطيرة في دبي. وخلال النهار، يوفر الجناح مساحة ظليلة منعشة مع مسطّح مائي يشغل نصف مساحته، بينما يتحول ليلاً إلى مكعب مضيء يبدو كأنه يطفو في فضاء الموقع.
وقدم جناح البرازيل صورة عن بلاده مترامية الأطراف وذات التنوّع السكاني، والثقافة الغنية، والمعالم السياحية، علاوة على عدد لا متناه من الفرص الاستثمارية.
البرازيل بلد يحتضن 3 عجائب 
خلال معرض «إكسبو»، احتفل الجناح البرازيلي بالإنجاز المتمثل باختيار البرازيل كبلد يحتضن ثلاث عجائب من عجائب الدنيا السبع وعجائب الطبيعة السبع وهي شلالات إيغواسو وغابة الأمازون وتمثال المسيح المخلّص في مدينة ريو دي جانيرو، الذي تم تشييده في عام 1931. 
وقد منحت «نيو سفن وندرز»، المؤسسة المعنية بقيادة حملة التصويت لاختيار عجائب الدنيا السبع وعجائب الطبيعة السبع الجديدة كل عام في مختلف أنحاء العالم، الجناح البرازيلي شارة المعالم الشهيرة العالمية.
19 رحلة طيران أسبوعياً
ترتبط دولة الإمارات والبرازيل بنحو 19 رحلة طيران أسبوعياً تسهم في تعزيز الحركة التجارية والسياحية والاستثمارية بين البلدين، حيث كانت «طيران الإمارات» أول ناقلة تربط منطقة الخليج بالبرازيل، وذلك منذ شهر أكتوبر من عام 2007، بعدما أطلقت رحلات من دون توقف إلى ساو باولو، ومن ثم مدينة وريو دي جانيرو. وخلال عام 2021، وقعت «طيران الإمارات» اتفاقية رمز مشترك مع الناقلة البرازيلية «أزول Azul»، لتتيح للعملاء الاتصال بسهولة من وإلى ثماني مدن في البرازيل مع شبكة «طيران الإمارات» العالمية، عبر ساو باولو ونالت الاتفاقية مصادقة وكالة الطيران الفيدرالية البرازيلية.
وبموجب اتفاقية الرمز المشترك، سيتاح للعملاء السفر من وإلى كل من ريو دي جانيرو وسانتوس دومون وبيليم وبيلو هوريزونتي وكوابو وكورتيبا وجوازيرو دو نورتو وبورتو أليغري وريسيفي على الرحلات التي تشغلها «أزول» والاتصال في ساو باولو مع «طيران الإمارات» لمواصلة السفر إلى دبي، وعبرها بتذكرة واحدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©