عدد اليوم
يوسف البستنجي (أبوظبي)
سجلت مستويات تدفق الاستثمارات الأجنبية المتجهة للأسواق الإماراتية ارتفاعاً ملحوظاً، ما يعزز مكانة الدولة كمركز مالي عالمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما انعكس إيجابياً على نمو قطاعات المال والأعمال المحلية، بحسب هناء الرستماني الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول.
وقالت الرستماني لـ«الاتحاد»، إن الاقتصاد الوطني الإماراتي يتمتع بقوة كبيرة، ويملك الكثير من العناصر التي تعزز تنافسيته على مستوى المنطقة والعالم، مؤكدة أن بنك أبوظبي الأول مستمر خلال 2023 في تحقيق نمو في الإيرادات والأرباح الصافية وتحقيق قيمة إضافية للمساهمين.
وأضافت أن البنك وهو الأكبر في دولة الإمارات وثاني أكبر بنك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من حيث الأصول، يعمل حالياً في 20 سوقاً حول العالم، وهو ما يعزز انتشاره في الأسواق العالمية.
وأكدت الرستماني أن المجموعة تتبنى استراتيجية متوازنة ومدروسة في عمليات الاستثمار والتمويل، مشيرة إلى أن البنك ليس لديه آي انكشاف على البنوك الأميركية والأوروبية التي تعرضت لأزمات مؤخراً. وأوضحت الرستماني التي احتلت مؤخراً المرتبة الأولى بين «أقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط على قائمة فوربس» أن السوق المحلية الإماراتية، تزخر بالكثير من الفرص المجدية التي تجذب المستثمرين والشركات الأجنبية.
وتوقعت الرستماني أن تبدأ أسعار الفائدة بالانخفاض اعتبارا من مطلع العام المقبل، مؤكدة في الوقت نفسه أن السوق المحلية شهدت نشاطاً كبيراً في سوق الإصدارات الأولية، حيث تم طرح العديد من الشركات للاكتتاب العام، وتمت تغطيتها بأضعاف أضعاف رأس المال المطلوب، الأمر الذي يؤكد حيوية الاقتصاد الوطني الإماراتي وجاذبيته للمستثمرين.
اكتتابات جديدة
وأكدت الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، أن العديد من الشركات في الإمارات من القطاعين العام والخاص في طريقها للطرح للاكتتابات الأولية خلال الفترة المقبلة، حيث يتوقع أن يسجل سوق الإصدارات الأولية في الدولة استمرارية في النمو.
وأوضحت الرستماني أن بنك أبوظبي الأول خصص نحو 75 مليار دولار (275 مليار درهم) لتمويل المشاريع المستدامة و«الخضراء» خلال الفترة المقبلة حتى عام 2030، مؤكدة على مكانة أبوظبي الرائدة في مجال التمويل المستدام في منطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقالت إن قيادة جهود التغيير نحو اقتصاد مزدهر ومجتمع أكثر استدامة هو أمر أساسي وحيوي لنمو أعمالنا، إذ يعمل بنك أبوظبي الأول كمحرك إقليمي للاستدامة ودفع جهود العمل المناخي، مؤكدة أن بنك أبوظبي الأول يعد من المؤسسات المالية الرائدة في دولة الإمارات، التي تعمل في الوقت الراهن بشكل إيجابي وفعال لتمكين جهود التحول نحو الطاقة النظيفة في المنطقة من خلال العديد من المنتجات والعروض المرتبطة بالاستدامة.
السندات الخضراء
وقالت الرستماني إن بنك أبوظبي الأول هو أول مؤسسة مالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصدر سندات خضراء، ولا يزال البنك يحتل المرتبة الأولى في سوق السندات الخضراء في المنطقة.
وأضافت: «تتوافق طموحاتنا بشكل وثيق مع الرؤى وأهداف الاستدامة الحكومية، فبعد مشاركتنا ضمن الوفد الوطني وحضور النقاشات الخاصة بالدورتين الـ 26 والـ27 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، فإننا نتطلع للعب دور استراتيجي رئيسي في نجاح الدورة الـ 28 من المؤتمر والتي تستضيفها دولة الإمارات لاحقا هذا العام».
وقالت: «تشمل الإنجازات المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات استثمار مليارات الدولارات في المشاريع المستدامة، وزيادة معدلات الإقراض للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة لدعم جهود التنويع الاقتصادي».
وأكدت الرستماني أن بنك أبوظبي الأول الذي يتمتع بتصنيف (AA-) وهو أحد أكثر البنوك آمانا في العالم، مستمر في تعزيز مكانته الريادية على مستوى الدولة والمنطقة، من خلال رؤية مستقبلية تستند على الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة وتوفير الخدمات الرقمية للعملاء، مبينة أن أكثر من 80% من تعاملات العملاء تتم أون لاين، الأمر الذي يوفر الوقت والجهد والتكلفة وسرعة الإنجاز.
الخدمات الرقمية
وقالت الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، إن الخدمات البنكية الرقمية ساهمت بشكل واضح في تخفيض التكاليف مع فعالية الخدمات وجودتها، مؤكدة أن الأعوام القليلة الماضية شهدت العمل على تعزيز وجودنا في قطاع الخدمات الرقمية بشكل كبير، لافتة بأن استراتيجية البنك تمنحه تنافسية أكبر في العلاقة مع العملاء وطبيعة الخدمات التي يقدمها، بما في ذلك الحرص على تقديم حلول الإقراض المستدام لعملاء البنك. وقالت: لدينا نمو في أعمالنا في محفظة القروض والتسهيلات، وهذا العام لدينا نمو في إجمالي الإيرادات وخدمات العملاء مقارنة مع السنة الماضية.
وقالت الرستماني: «لقد تم تعيني في منصب الرئيس التنفيذي خلال الفترة التي ركز فيها القطاع المالي بشكل كبير على الاستجابة لتداعيات أزمة (كوفيد-19)، ومنذ ذلك الوقت شهدنا تركيزا متجددا على إيجاد نماذج جديدة للتنمية المستدامة، بما في ذلك الاستدامة البيئية، ودعم أجندة التنويع الاقتصادي، والتأكيد على فرص النمو الفردية».
وأضافت: «نركز على التخصص والتميز في كل ما نقدمه لعملائنا، انطلاقا من دورنا الحيوي في منح زخم أكبر لمساعي التنمية الاقتصادية في المنطقة، وكشريك عالمي للمستثمرين والشركات، وباعتبارنا أيضاً أحد أكثر البنوك مصداقية لدى العملاء في أسواقنا الرئيسية».
الكفاءات المواطنة
وأكدت الرستماني على استراتيجية البنك في الاستثمار في الكفاءات البشرية المواطنة ورعاية المواهب على مستوى المجموعة، بالإضافة إلى الاستثمار في الابتكار التكنولوجي لدعم نمو الأعمال، ودراسة مستوى تحمل المخاطر، وكذلك تكريس مكانة البنك في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات ومواصلة تحقيق الالتزام بمبادي الاستدامة في كل ما نقوم به.
وأوضحت أن نسبة التوطين بالبنك بلغت 44% حالياً، فيما تستهدف الوصول إلى 50% حتى عام 2025، مؤكدة حرص المجموعة على دعم الجهود الحثيثة والمتواصلة التي تبذلها الحكومة على صعيد التنمية والتنويع، وذلك من خلال التوطين، ودعم الشركات والمجتمعات المحلية.
وأضافت: «نعمل أيضاً على رفع نسبة تمثيل الإناث في المناصب الإدارية، وتقديم مؤشرات الأداء الرئيسية المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات للإدارة العليا، بالإضافة إلى توفير المبادرات والبرامج التدريبية الخاصة بمبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات على مستوى المجموعة».
المدفوعات الرقمية
وأكدت الرستماني أن منظومة المدفوعات الرقمية المتقدمة لدى البنك تسهم في تسريع وتيرة نمو صناعة المدفوعات الرقمية في المنطقة، بما في ذلك الاستثمارات والشراكات في العديد من منصات المدفوعات الرقمية مثل «ماغناتي» و«Payit»، و«سداد أبوظبي»، والتي تستفيد جميعها من التقنيات الحديثة، مثل البلوك تشين والعملات المشفرة.
ويعتبر بنك أبوظبي الأول أيضاً شريك هام في بدء تشغيل أعمال Wio Bank، مع التركيز على سوق الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما نستثمر في منصتنا الخاصة بالتكنولوجيا المالية لرفدها بالمزيد من القدرات والمزايا الجديدة التي ستساهم في تحقيق القيمة في المستقبل.
الرستماني نموذجاً في ريادة الأعمال
تشغل هناء الرستماني منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، وتقدم نموذجا يقتدى به في ريادة الأعمال وقيادة مسيرة النمو والتطور، بفضل تركيزها المتواصل على دعم وتعزيز الابتكار، وتضمين قيم التنوع والشمولية في ثقافة المجموعة، وهي أول سيدة تتولى منصب الرئيس التنفيذي في تاريخ بنك أبوظبي الأول.
ولدى الرستماني خبرة تزيد عن 25 عاماً في قطاع الخدمات المالية والمصارف، وقبل توليها منصبها الحالي في فبراير 2021، شغلت رئيس الخدمات المصرفية للأفراد في مجموعة بنك أبوظبي الأول، حيث تولت مسؤولية قيادة التحول النوعي في الخدمات المصرفية للأفراد، بالاعتماد على وضع العملاء في المقام الأول، وتزويدهم بأحدث الحلول والخدمات الرقمية المتطورة.
وتتولى الرستماني حالياً منصب رئيس المجلس العالمي لأهداف التنمية المستدامة، مع التركيز بشكل خاص على هدف «طاقة نظيفة وبأسعار معقولة».
وتشغل عضوية مجالس إدارة العديد من الكيانات المرموقة، ومنها: بنى، نظام المدفوعات العابرة للحدود الذي أطلقه صندوق النقد العربي بهدف تعزيز العلاقات الاستثمارية بين الاقتصادات العربية، المعهد الدولي للتمويل (IIF)، وهو جمعية عالمية لقطاع التمويل، المعهد الدولي للتطوير الإداري (IMD)، المؤسسة الأكاديمية المعروفة التي تصنف باستمرار بين أهم مراكز التعليم التنفيذي والإداري في العالم، إضافة إلى عضويتها في المجلس التنفيذي لمجلس الأعمال الأميركي الإماراتي.
حصلت الرستماني على درجة البكالوريوس من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية، ودرجة ماجستير العلوم في إدارة المعلومات، فيما تصدرت الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول مؤخراً، المرتبة الأولى بين أقوى سيدات الأعمال في الشرق الأوسط على قائمة «فوربس» الشرق الأوسط.
