الإمارات الأولى خليجياً في نمو الإنفاق على الرعاية الصحية

حسام عبدالنبي (دبي)

تشهد الإمارات أعلى معدل نمو للإنفاق على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث ينمو الإنفاق على الرعاية الصحية في دولة الإمارات بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.4% ليصل إلى 30.7 مليار دولار (112.6 مليار درهم) بحلول عام 2027، حسب تقرير «ألبن كابيتال»، شركة الاستشارات الاستثمارية والمصرفية، مرجعاً هذا النمو إلى النمو السكاني السريع (بمعدل سنوي مركب 1.6% بين 2022 و2027)، وزيادة تطبيق وتغطية التأمين الصحي الإلزامي، وازدهار قطاع السياحة العلاجية. 
ورجح التقرير، أن تنمو حصة الإمارات من إجمالي الإنفاق الحالي على الرعاية الصحية في المنطقة بنسبة 22.7% في عام 2027 مقارنة بـ 20.7% في 2022، متوقعاً في الوقت ذاته، أن ينمو الإنفاق على الرعاية الصحية في الإمارات كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي من 4.3% في عام 2022 إلى 5% في 2027.

السياحة العلاجية
وأفاد تقرير «ألبن كابيتال»، أن الارتفاع المتوقع في عدد الزوار لغرض السياحة العلاجية يدفع أيضاً الطلب على الأسرّة الطبية في دولة الإمارات، لا سيما في المستشفيات الخاصة. وتوقع أن تحتاج الدولة إلى 20779 سريراً بحلول 2027، بما يمثل طلباً إضافياً على 1584 سريراً جديداً على مدار الأعوام الخمسة المقبلة. 

أخبار ذات صلة

حمدان بن محمد بن زايد: القيادة ترعى المواهب الشابة

أبوظبي تُهدي العالم أكبر قارب «ثلاثي الأبعاد»

تحسن النشاط 
وقالت سمينا أحمد، العضو المنتدب لـ «ألبن كابيتال»، إنه حسب نتائج التقرير يتوقع أن تنمو صناعة الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي بوتيرة جيدة نتيجة ارتفاع معدل الشيخوخة، وتحسن النشاط الاقتصادي، وتزايد التركيز على الرعاية الوقائية، وفرض التأمين الصحي الإلزامي.
ولفتت إلى أنه في الوقت الذي أدت فيه الرقمنة والشراكات بين القطاعين العام والخاص إلى إحداث تأثير إيجابي ملموس، من المرجح أن يسهم تجدد الطلب على عمليات جراحية اختيارية وازدهار قطاع السياحة العلاجية والطلب الأساسي على علاج الأمراض غير المعدية، في دعم النمو، متوقعة أن تقدم دول منطقة مجلس التعاون الخليجي، طيفاً واسعاً من الفرص الاستثمارية على خلفية مبادرات الخصخصة، وتزايد اعتماد التكنولوجيا لخلق نماذج بديلة للرعاية الصحية. 

التحول الرقمي
قال كريشنا داناك، العضو المنتدب لشركة «ألبن كابيتال»، إن صناعة الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي تمر بمرحلة تحول من الرعاية العلاجية إلى نموذج الرعاية الوقائية، ويُعزى ذلك إلى تزايد مستويات الوعي الصحي وارتفاع معدل الإصابة بالأمراض غير المعدية. وأشار إلى أن القطاع يخضع أيضاً إلى عملية تحول رقمي كبيرة، كونها تمثل أحد مجالات التركيز الرئيسية بالنسبة للحكومات الخليجية، حيث تستثمر الهيئات التنظيمية بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص في تقنيات ذكية من أجل تنويع خدمات الرعاية الصحية.
وأضاف داناك أن المؤسسات تعمل على إعداد خطط استراتيجية للتأسيس لدمج البيانات، وتسخير القدرات متعددة الوظائف التي لن تسهم في تقوية أفضليتها التنافسية فحسب، بل وأيضاً تشجيع إقامة شبكات رعاية صحية متكاملة، مرجحاً أن يكون التركيز موجهاً في المرحلة المقبلة نحو الفرص التي تخلق القيمة، مع قيام اللاعبين الكبار باستهداف الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، إلى جانب مزوّدي الخدمات الممكّنة بالتكنولوجيا.
وفقاً لتقرير «ألبن كابيتال»، تشير التقديرات إلى أن الإنفاق الحالي على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي قد نما بمعدل سنوي مركب 9.5% بين عامي 2020 و2022، حيث سجلت فترة العامين، عندما كان قطاع الرعاية الصحية يكافح وباء كوفيد -19 بالدرجة الأولى، معدل نمو مرتفع في مستويات مرضى العيادات الداخلية والخارجية. ومن المتوقع أن يصل الإنفاق على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 135.5 مليار دولار في عام 2027، مسجلاً نمواً بمعدل سنوي مركب قدره 5.4% عام 2022.