انتعاش قوي بالحركة السياحية في الإمارات منذ بداية العام

مصطفى عبد العظيم (دبي)

يشهد القطاع السياحي في الإمارات منذ بداية 2023، انتعاشاً قوياً على صعيد تدفقات السياح الدوليين ومعدلات الإشغال وأسعار الغرف بالقطاع الفندقي في مختلف إمارات الدولة. وسجلت المؤشرات ارتفاعاً بنسبة تصل إلى 85 % في المتوسط، وفقاً لتقديرات مديري فنادق.
وأظهرت مؤشرات الأداء الأولية للربع الأول من العام، ارتفاعاً قوياً في الطلب على الحجوزات الفندقية، خاصة في أبوظبي ودبي، بالتزامن مع استضافة المدينتين لمعارض وفعاليات عالمية ضخمة، مثل أسبوع أبوظبي للاستدامة ومعرضي «آيدكس» و«نافدكس»، ومعرضي الصحة العربي والخليج للأغذية «جلفود»، الأمر الذي دفع أسعار الغرف المتاحة إلى الارتفاع بنسب تراوحت بين 30 و50 %، وارتفاع معدلات الإشغال إلى ما يتراوح بين 85 و95 %، خلال فترة انعقاد هذه الفعاليات.
وقال حسني عبد الهادي، الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق كارلتون، إن زخم المعارض والمؤتمرات التي شهدتها دولة الإمارات خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، بالتزامن مع ذروة الموسم السياحي في الدولة وما يتخلله من حملة أجمل شتاء في العالم، ساهم بشكل كبير في انتعاش الحركة السياحية ورفع أداء القطاع الفندقي، ليس على مستوى إشغال الغرف فحسب، بل بما يشمل مختلف الخدمات الأخرى التي تقدمها الفنادق بما يشمل قاعات الاجتماعات والمؤتمرات، بالإضافة إلى قطاع المطاعم والمقاهي، موضحاً أن ذلك يأتي في ظل التدفقات الضخمة لمجموعات سياحة الأعمال، والعديد من الوفود الرسمية والبعثات التجارية للمشاركة في هذه الأحداث.
وأوضح أن الانتعاش الكبير في الطلب يعكس المكانة الرائدة التي تتمتع بها دولة الإمارات على خريطة السياحة الدولية وكمركز عالمي للتجارة والأعمال، فضلاً عن قيادتها للتعافي العالمي من آثار جائحة «كوفيد - 19»، وما اكتسبته من ثقة العالم، بعد نجاح استضافتها لمعرض «إكسبو 2020 دبي» الذي أُقيم خلال الفترة من 1 أكتوبر 2021 وحتى 31 مارس 2022.

وتوقع عبد الهادي أن يتواصل زخم الانتعاش خلال الفترة المقبلة، مع عودة التدفقات من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة، وكذلك مع استعادة شركات الطيران لمستويات السعة المقعدية لشركات الطيران إلى مستويات ما قبل الجائحة.
وسجلت فنادق الإمارات أعلى متوسط إشغال فندقي على مستوى العالم خلال الأسبوع الثالث من شهر فبراير الماضي، بلغ 91.8%، وهو أعلى متوسط أسبوعي منذ أربعة أعوام، وفقاً لبيانات مؤسسة «إس تي آر».
وأفادت المؤسسة البريطانية المتخصصة في الأبحاث والاستشارات، أن متوسط الإشغال الفندقي في دبي بالتزامن مع معرض الخليج للأغذية «جلفود» وصل إلى 94.3%، مشيرة إلى أن متوسط سعر الغرفة الفندقية في السوق الإماراتية ككل نما بنسبة 22.6% على أساس سنوي خلال فبراير 2023 مع زيادة طفيفة في إيرادات الغرفة المتوافرة، لافتة إلى أن الإمارات حلت أيضاً في قائمة أكبر الأسواق من حيث النمو في العائدات.

زخم متواصل
من جهته، قال مدحت برسوم المدير العام لفندق «كابيتول دبي»، إن أداء القطاع الفندقي في دبي منذ بداية العام قد فاق التوقعات، بعد أن سجل مستويات إشغال قياسية خلال فترات طويلة في شهري يناير وفبراير وصلت إلى في المتوسط إلى 97%، الأمر الذي واكبه ارتفاع قوي في متوسط الأسعار والعائد على الغرف، خاصة أثناء المؤتمرات والمعارض الضخمة ومن أبرزها معرض «جلفود» الذي تجاوز الأداء الفندقي خلاله مستويات ما قبل الجائحة، سواء على صعيد الإشغال أو الأسعار.
وأشار برسوم إلى أن المستويات المرتفعة من الإشغال مازالت مستمرة في معظم فنادق دبي، وذلك قبل حلول شهر رمضان، الذي يتوقع أن يشهد استقراراً في الطلب على الإقامة خلال أول أسبوعين، يواكبه في الوقت ذاته انتعاشاً في قطاع الأغذية والمشروبات من خلال تركيز الفنادق على عروض المطاعم والخيم الرمضانية، قبل أن يستعيد الطلب زخمة مرة أخرى خلال عطلة عيد الفطر.

أخبار ذات صلة

الطقس المتوقع في الإمارات غداً

كيلي يحطم «الرقم الصامد» في «آسيوية القوى»

حجوزات رمضان
وتوقعت شركة «ويجو»، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير لها حول أبرز اتجاهات وحجوزات السفر والفنادق لشهر رمضان، أن يرتفع الطلب على حجوزات الفنادق في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة بشكل ملحوظ، إذ يتوق عددٌ كبيرٌ من السياح والسكان المحليين على حد سواء إلى الانغماس في التقاليد والعادات والاحتفالات التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من هذا الشهر الكريم.

ارتفاع أسعار الغرف 
وتوقعت ويجو أنه مع ظهور اتجاه إيجابي للحجوزات في رمضان وعيد الفصح وعيد الفطر السعيد، أن يستمر هذا الاتجاه بالارتفاع، لافتة إلى ارتفاع متوسط سعر الغرفة الفندقية في دبي خلال شهر فبراير إلى 807 دراهم (219.76 دولار)، مع إشغال الفنادق بنسبة 80.5%، بزيادة نحو 7% على الشهر نفسه في عام 2022. 

زيادة حجوزات الطيران
وأشار تقرير ويجو إلى أن عودة الطلب على السفر في الآونة الأخيرة، إلى مستوياتها القوية، كان لها تأثير إيجابي على مختلف قطاعات صناعة السفر، وليس فقط على الفنادق، إنما أيضاً على حجوزات الطيران، وبالتالي، شهدت صناعة الطيران زيادة كبيرة في الحجوزات للسفر المحلي والدولي. 
 وأوضح التقرير أن حجوزات الرحلات الجوية في شهر فبراير الماضي، شهدت بالفعل ارتفاعاً كبيراً مقارنة بمستويات ما قبل «الجائحة»، ومن المتوقع أن ينمو هذا الاتجاه بسبب شهر رمضان، لافتاً إلى أنه من حيث وجهات السفر الشعبية في دول مجلس التعاون الخليجي، فإن المملكة العربية السعودية وقطر والكويت تحظى بشعبية بين المسافرين من الإمارات العربية المتحدة.