عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
حذر الاقتصادي المصري الأميركي الشهير محمد العريان من افتراض انتهاء مشكلة التضخم في أميركا، مشيراً إلى أن هناك احتمالاً بنسبة 75% لبقائه مرتفعاً بمعدلات كبيرة، أو انخفاضه ثم ارتفاعه مرة أخرى هذا العام.
وبعد ارتفاع الأسعار في أميركا بنسبة 6.5% فقط في شهر ديسمبر 2022 مقارنةً بالعام السابق، في أبطأ وتيرة ارتفاع منذ عام 2021، شهدت بداية العام الجديد موجة من التفاؤل، على أمل أن يكون الفصل المؤلم من التضخم المرتفع في البلاد قد اقترب بالفعل من نهايته، بعد طول انتظار.
لكن العريان اعتبر، في مقال نشره في «بروجيكت سينديكيت» هذا الأسبوع، أن هذا التفاؤل ليس في محله، كونه يرى فرصاً متساوية لاستمرار التضخم في الانخفاض بشكل مطرد، أو أن تعكس أسعار المستهلكين تحركاتها الأخيرة، وترتفع بشكل حاد مرة أخرى. وقال العريان، إن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن يبقى التضخم «راسخاً»، وأن يستقر بين 3% و4%.
وأوضح العريان أن سيناريو مثل هذا سيكون من شأنه أن يجبر بنك الاحتياط الفيدرالي على الاختيار بين «سحق الاقتصاد» للعودة بالتضخم إلى مستواه المستهدف بالقرب من 2%، أو «تعديل المعدل المستهدف» لجعله أكثر اتساقاً مع ظروف العرض المتغيرة، أو الانتظار لمعرفة ما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة التعايش مع تضخم مستقر بنسبة 3% إلى 4%. وأكد العريان أنه لا يعرف ما الذي سيختاره البنك الفيدرالي في مثل هذه الحالة، إلا أنه قدر احتمال الوصول إلى تلك النقطة بنسبة 50%.
ورغم تراجع التضخم في الولايات المتحدة من ذروته عند 9.1% التي سجلها في يونيو، مازالت هناك علامات على استمرار ارتفاع الأسعار الأساسية في الاقتصاد، وفي مقدمتها أسعار المواد الغذائية، لاسيما البيض، فيما أطلق عليه Eggflation.
وارتفعت أسعار الغاز 26 سنتاً في شهر ديسمبر مقارنة بالشهر الماضي، ولا يزال التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة شديدة التقلب، مستمراً في عناده، ويأبى التراجع إلا قليلاً. والأسبوع الماضي، قالت وزارة العمل، إن الاقتصاد أضاف 517 ألف وظيفة في يناير، مثلت ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما توقعته «وول ستريت».
