الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سباق عالمي لإنعاش قطاع الابتكارات

سباق عالمي لإنعاش قطاع الابتكارات
12 فبراير 2023 02:03

حسونة الطيب (أبوظبي)

يساور دول أوروبا وأميركا، الكثير من القلق، حول التقدم السريع الذي تحرزه الصين في مجال التقنيات الجديدة. وأنفقت الصين، نحو %35 مما أنفقته أميركا في عمليات البحث والتطوير خلال العام 2008، وما يقارب %50 أي نصف ما أنفقته أوروبا. وبينما تمكنت الصين، من تجاوز أوروبا في عام 2014، بلغت استثماراتها %85 من إنفاق أميركا في القطاع في عام 2020. 
وتقوم الصين في الوقت الحالي، بإعداد الجزء الأكبر من البحوث الأكاديمية الأكثر قيمة في العالم، بالمقارنة مع أميركا. وكان من المتوقع، تجاوز الصين لأميركا خلال العام الماضي، في إنتاج جملة من السلع المتقدمة تكنولوجياً، التي تتضمن تقنية المعلومات والأدوية والأجهزة الإلكترونية. 
وبجانب محاولتها تقليص صادراتها التقنية للخارج، تضخ الحكومة الأميركية المزيد من الاستثمارات في قطاع الابتكارات، حيث وافق الكونجرس العام الماضي، على إنفاق 370 مليار دولار في الطاقة الخضراء، بما فيها تخصيص أموال ضخمة لعمليات البحث والتطوير. كما أصدر في الشهر الذي سبقه، قانون الرقاقات والعلوم، الذي يوفر نحو 52 مليار دولار، على مدى السنوات الـ4 المقبلة، لقطاع أشباه الموصلات، وتشجيع نشاط البحث والتطوير في القطاع الخاص.

العلوم التطبيقية والتقنية 
ويعمل القانون، على إحياء المؤسسة الوطنية للعلوم، لزيادة التركيز على العلوم التطبيقية والتقنية، ومن ثم مضاعفة تمويلها. وتستثمر كل من اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية، مليارات الدولارات في رقاقات الحاسب الآلي. وأعلنت المملكة المتحدة في عام 2022، استثمار مليار دولار، في وكالة الاختراع والبحوث المتقدمة. 
وينتج عن كل ذلك، طفرة عالمية كبيرة في استثمارات الابتكار، حيث تجاوز حجم الإنفاق العالمي في قطاع البحث والتطوير في 2020، نحو2.1 تريليون دولار، ما يزيد على 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بحسب «ذا إيكونيميست». 
استثمرت الحكومة الأميركية، بسخاء في عمليات الابتكار خلال الحرب الباردة، من خلال شركات مثل «أن أس أف»، حيث بلغت استثماراتها 1.86% من الناتج المحلي الإجمالي في 1964. كما ارتفعت استثمارات القطاع الخاص، لنحو الضعف من واقع 1% في عام 1979، إلى 2% في 2017. وبينما برزت شركات عملاقة في أميركا، مثل «جوجل» و«فيس بوك» و«أمازون» و«آبل»، برزت أخرى في الصين تتضمن «علي بابا» و«بايدو» و«تنسنت» و«جي دي دوت كوم».
ولمقارنة الاستثمارات التي خُصصت لعمليات الابتكار في كل جانب من جانبي المحيط الهادي، ينبغي التعرف على الأموال التي تم إنفاقها في البحث والتطوير واستثمارات رأس المال والتمويل الحكومي المباشر والتقنيات المتقدمة وغيرها. ويؤكد ذلك محافظة أميركا على موقعها، بإنفاق نحو 800 مليار دولار أو 3.8% من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2020، بالمقارنة مع الصين عند 660 مليار دولار، ما يساوي 2.7% من ناتجها المحلي الإجمالي.
لكن تمكنت الصين من زيادة إنفاقها، بوتيرة أسرع من نظيراتها في الغرب، فضلاً عن أن استثماراتها أكثر ملاءمة أيضاً. ورغم تخصيص أميركا، لما بين 15 إلى 20% من مصروفاتها، لعمليات الابتكار، فإن الشركات الصناعية التابعة للحكومة الصينية وإعانات القطاع الصناعي، عززت من الجهود الحكومية في مجال الابتكار. 
بدأت الحكومة الصينية، مسيرة استثماراتها في أشباه الموصلات، في وقت مبكر عند عام 2014، بجمع 20 مليار دولار، عبر مبادرة (الصندوق الكبير)، وجمع 30 مليار دولار أخرى في جولة ثانية.

الذكاء الاصطناعي 
وخصصت أميركا رأسمالها الاستثماري، لصناعات استراتيجية تشمل، الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والتقنية الحيوية والطاقة والحوسبة الكَمية. وفي حين ارتفعت حصة استثمارات أميركا، من 10 إلى 20% على مدى الـ10 سنوات الماضية، قفزت استثمارات الصين من 15 في 2019، إلى 35% في 2020. ويقدر إنفاق الصين، في البحوث الأساسية، بنسبة قدرها 6%، بينما ترصد أميركا 17% لهذا الغرض. كما ارتفع حجم تمويل عمليات البحث والتطوير من قبل المؤسسات غير الربحية، خلال الفترة من 2010 إلى 2019، من 12 مليار دولار، إلى 22 مليار دولار.
أطلقت أميركا، في 2021، وكالة مشاريع البحوث المتقدمة للصحة، بميزانية قدرها مليار دولار، للتركيز على بحوث الطب الحيوي. وارتفع إجمالي تمويل هذا القطاع، من 4 مليارات دولار في 2021، لما يقارب 6 مليارات دولار في 2022.

شبكات اتصال الجيل الخامس 
تُعد الصين، رائدةً في بعض المجالات، مثل شبكات اتصال الجيل الخامس. كما تستحوذ على %80 من الإنتاج العالمي لبطاريات أيون الليثيوم، إلا أن دول الغرب تتقدم عليها في الطب الحيوي والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. ورغم أن أميركا تقوم بإنتاج نسبة قليلة من رقاقات الحاسب الآلي المتطورة، فإن بعض مؤسساتها تميل لتصميم تلك الرقاقات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©