الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهند تقترب من لقب «الأكثر سكاناً» في العالم

الهند تقترب من لقب «الأكثر سكاناً» في العالم
29 يناير 2023 01:31

حسونة الطيب (أبوظبي)

كانت الصين تحتل الصدارة في قائمة الدول الأكثر تعداداً سكانياً في العالم لمئات السنين، حيث بلغ عدد سكانها 225 مليوناً في عام 1750، أي ما يزيد على %25 من سكان العالم، تليها الهند بكثافة سكانية قدرها 200 مليون. 
لكن الهند انتزعت اللقب، بعدد سكان يناهز 1.425.775.850، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة.
ويفوق حجم اقتصاد الصين، نظيره الهندي (الخامس عالمياً) بنحو 6 مرات، ومن المرجح مساعدة عدد سكان الهند المتصاعد، في اللحاق به. 

القوة العاملة
كما من المنتظر، مساهمة الهند، بنحو 20% من الزيادة في القوة العاملة العالمية التي يتراوح عمرها بين 15 و64 عاماً في الفترة من الآن وحتى عام 2050، بحسب «ذا إيكونيميست».
وفي المقابل، يشهد عدد سكان الصين، تراجعاً ملحوظاً، حيث بلغت نسبة الفئة العاملة، ذروتها قبل 10 سنوات. وبحلول عام 2050، يكون متوسط عمر السكان، 51 سنة، بما يزيد على 12 سنة، بالمقارنة مع الفترة الحالية.
واتخذت الدولتان، تدابير كبيرة للحد من زيادة الكثافة السكانية، خلال القرن الماضي، فيما ساعدت المجاعة التي تعرضت لها الصين في عام 1959، البلاد على الحد من نمو السكان.
وبعد مضي 10 سنوات، أطلقت الصين حملة تنادي بتأخير سن الزواج وتقليل معدلات الإنجاب، ما كان له تأثير أكبر من سياسة الطفل الواحد التي فرضتها الصين في 1980. 

المعجزة الاقتصادية الصينية 
وقطفت الصين، ثمار سياساتها، حيث نتجت المعجزة الاقتصادية التي حققتها، عن الارتفاع في معدل سن الفئة العاملة، خلال الفترة بين سبعينيات القرن الماضي، وبداية الألفية الثانية. وبقلة عدد الأطفال الذين تعولهم الأسرة، يمكن للوالدين تحقيق استثمار أفضل. 
وفي حين تعتبر زيادة عدد الآباء، عن عدد الأطفال ميزة حسنة، عندما يكون الأطفال صغاراً، يكون العكس عندما يكبر الآباء. 
لكن يبدو، أن على البلاد، دفع الثمن الآن، في الوقت الذي يبلغ فيه الذين ساهموا في النهضة سن المعاش، ليتحولوا إلى عبء يثقل كاهلها.
 وعلى الطرف الآخر، فشلت الهند في خفض معدلات الإنجاب، حيث كانت أول دولة في العالم، تطرح برنامج تنظيم الأسرة على نطاق وطني في خمسينيات القرن الماضي. 
وفي الفترة بين 1975 و1977، إبان حكم أنديرا غاندي، انتشرت حملات التطعيم للحد من الإنجاب، مدعومة ببعض الدول الغربية. كما عزلت الحكومة الرجال، في معسكرات وأجرت لهم عمليات تحول دون خصوبتهم.  وانتهت هذه المعسكرات التي لم تحقق انخفاضاً كبيراً في عدد المواليد، بانتهاء حقبة حكم أنديرا. 
وتراجعت معدلات الإنجاب في الهند، لكنها بوتيرة أكثر بطئاً بالمقارنة مع الصين. 

التطور الاقتصادي 
وبمتوسط عمر عند 28 عاماً ونمو مطرد في معدل القوة العاملة، تلوح أمام الهند الآن، فرصة لقطف ثمار كثافتها السكانية، حيث تمكن اقتصادها مؤخراً من احتلال المرتبة الـ 5 على حساب بريطانيا، ليتحول بعدها للمرتبة الثالثة، كأكبر اقتصاد في العالم، بحلول عام 2029. 
لكن تعتمد رفاهية شعب الهند، على إنتاجية شبابها، والتي لا تضاهي نظيرتها الصينية، حيث يشارك أقل من 50% من البالغين الهنود في القوة العاملة، بينما تزيد النسبة في الصين على 65%. 
ويتفوق الصينيون الذين تتراوح أعمارهم بين 25 سنة وأكثر، على الهنود بنحو 1.5 سنة في مجال التعليم. 
كل ذلك، لا يحصن الصين ضد تداعيات سياسات تحديد النسل التي انتهجتها. 
وقامت الحكومة في 2016، بإيقاف سياسة الطفل الواحد، بينما أزالت كل القيود التي كانت تفرضها على الأسرة في 2021، لكن لم يفلح ذلك في الحد من تراجع معدل المواليد. 
وأدت سياسة الصين القاضية للوصول لدرجة الصفر في الإصابة بفيروس «كوفيد-19»، لمزيد من عزوف الناس عن الإنجاب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©