عدد اليوم
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أكد رؤساء شركات عالمية عاملة في الدولة مشاركون في «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2023»، أن دولة الإمارات تعد من الدول السباقة في التحول إلى الحلول منخفضة الانبعاثات الكربونية. وقالوا لـ «الاتحاد»، إن الشركات تنفذ في الوقت الحالي عدداً من المشاريع التي تتضمن تطبيق حلول تقنية وتشغيلية لإزالة الكربون، مشيرين إلى أن تنفيذ تلك المشاريع يأتي بالتزامن مع توجهات الدولة لتسريع جهود تخفيض الكربون خاصة مع استضافة دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، وتأكيد معالي الدكتور سلطان الجابر رئيس المؤتمر وجوب التركيز على عملية تسريع تخفيض الكربون.
وتنفذ أبوظبي في الوقت الحالي عدداً من مشاريع الطاقة النظيفة والمياه، والتي تسهم في تحول قطاع الطاقة وتخفيض نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وأهمها محطة براكة للطاقة النووية التي تسهم في الحد من انبعاثات الكربون بمقدار 21 مليون طن كل عام، وذلك بعد الانتهاء من مفاعلاتها الأربعة في عام 2024. كما ستوفر مشاريع تحلية المياه باستخدام التناضح العكسي في أبوظبي، بما في ذلك محطة الطويلة لتحلية المياه بالتناضح العكسي، خفضاً سنوياً في الانبعاثات بمقدار 4 ملايين طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2027، إضافة إلى مشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 2 جيجاوات مع خفض سنوي تقديري للانبعاثات يصل إلى 2.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، حيث من المتوقع أن يكتمل المشروع في العام الجاري. كما تعمل محطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليون طن سنوياً، فيما سيحقق مشروع العجبان للطاقة الشمسية خفضاً سنوياً تقديرياً للانبعاثات يبلغ 2.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بمجرد اكتماله.
تسريع التحول
وقال فريدريك كلو، المدير الإداري لحلول الطاقة الحرارية والتوريد في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «إنجي العالمية»، إن دولة الإمارات دائماً ما تركز على تبني الحلول التي تستهدف خفض الانبعاثات الكربونية في جميع المشروعات التي يتم تنفيذها، ولذا تحرص شركة «إنجي» التي تعد رائدة عالمياً في توفير حلول خدمات الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية وتحلية مياه البحر، على معالجة تحديات الطاقة ومكافحة التغير المناخي، وذلك عبر العمل عن كثب مع أصحاب المصلحة والمعنيين في الصناعة لخفض الانبعاثات الكربونية، وتقدم خيارات وحلول مرنة تساعد الحكومات والشركات على تسريع وتيرة التحول إلى حلول منخفضة الكربون.
وقال إن الشركة لديها قسماً للأعمال يقدم حلول كفاءة الطاقة للمباني الحكومية والمرافق الصناعية، وتبحث أيضاً عن مشاريع الطاقة الشمسية في الموقع، حيث تنفذ هذا النوع من المشاريع للمنشآت الصناعية المعزولة تمامًا وغير المتصلة بالشبكة، نظراً إلى أنها تنتج الطاقة باستخدام الوقود الأحفوري ومحركات الديزل التي تصدر الكثير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لذلك نعمل على استبدال محركات الديزل بألواح شمسية، منوهاً أن هذا الحل يعد فعالاً كونه لا يصدر أي انبعاثات كربونية.
وأوضح كلو، أن الشركة تعمل أيضاً على مشاريع تحلية مياه البحر منخفضة الانبعاثات الكربونية باستخدام تقنية التناضح العكسي، وقد فازت مؤخرًا بمناقصة لتطوير وتشغيل محطة المرفأ 2 لتحلية مياه البحر بهدف تحسين إمدادات المياه في إمارة أبوظبي، وسيتم الإغلاق المالي للمشروع في الأسابيع المقبلة، مؤكداً وجود الكثير من الفرص الماثلة أمام الشركة في الإمارات لتحلية مياه البحر في ظل الحاجة الكبيرة جداً لتلك المشاريع.
مصادر الطاقة المتجددة
وأشار كلو، إلى أنه في ظل انتشار مصادر الطاقة المتجددة، تعتبر مشاريع (بطاريات التخزين) في غاية الأهمية، لذا سيكون هناك حاجة كبيرة لزيادة سعة تخزين البطاريات، منوهاً بأن شركة مياه وكهرباء الإمارات «EWEC» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، كانت قد أعلنت إنها تريد الدخول في مزيد من المناقصات الخاصة بمشاريع تخزين البطاريات بسعة 200 ميغاوات، لذا نتطلع إلى تلك المشاريع بحماس، ونتوقع أن تطرح هذه المناقصة خلال الشهر المقبل.
وذكر كلو، أن الشركة تنفذ أيضاً مشاريع تبريد المناطق، حيث تملك حصة كبيرة في الشركة الوطنية للتبريد المركزي «تبريد»، تبلغ 40%، وتقود نمو الأعمال التجارية، مشيراً إلى أن حلول تبريد المناطق تعد أيضاً فعالة جداً في إزالة الكربون، نظراً إلى أن نسبة الانبعاثات الكربونية تعتبر أقل بكثير مقارنة بالحلول الفردية كالمكيفات وغيرها من الأجهزة المنزلية. وأعلن أن شركة «إنجي سوليوشنز» فازت مؤخراً بمشروع مشترك بين القطاعين العام والخاص لإضاءة الطرق في إمارة أبوظبي بتقنية LED ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة، وسيسهم المشروع في توفير ما يصل إلى 2400 مليون كيلو واط/ساعة، مما يعادل خفض الاستهلاك بنسبة 74%، على امتداد فترة الامتياز للمشروع البالغة 12 عاماً، مختتماً بالتأكيد على أن أسبوع أبوظبي للاستدامة، يتيح فرصة واعدة للشركات لعقد اجتماعات لعرض الحلول التقنية والتشغيلية وحلول إزالة الكربون التي تعتبر من المواضيع الأهم خلال الفترة الأخيرة خاصة قبل استضافة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، حيث أكد معالي الدكتور سلطان الجابر الذي تم تعيينه رئيسًا للمؤتمر وجوب التركيز على عملية تسريع تخفيض الكربون.
خفض استهلاك الطاقة
ومن جهته، أكد رينو كابري، الرئيس التنفيذي لشركة Enova، المتخصصة في مجال الإدارة المتكاملة للطاقة والمنشآت، أن استراتيجية الشركة تتوافق مع التوجه الذي تشهده دولة الإمارات نحو الاستدامة، حيث تتطلع الدولة إلى استضافة مؤتمر (COP28) الخاص بالمناخ والذي يركز على قضايا الاستدامة وأثرها على التغير المناخي، في حين تسعى المؤسسات العاملة في الدولة إلى اعتماد سياسات صديقة للبيئة بما يتوافق مع رؤية الدولة.
وقال إنه في إطار جهود الشركة لمساعدة الشركات على خفض استهلاك الطاقة، تمكّن عملاء الشركة على مدار العشرين عاماً الماضية من خفض انبعاثات الكربون بأكثر من 420 ألف طن وتوفير ما قيمته 370 مليون درهم، مشيراً إلى أن الشركة تشارك في فعاليات «القمة العالمية لطاقة المستقبل» لإلقاء الضوء على أحدث التوجهات في مجال إدارة الطاقة والمنشآت، وتستعرض هذا العام أحدث الابتكارات في مجال إدارة الطاقة، ودور الإدارة المتكاملة للطاقة والمرافق في تحسين العمليات، ومساهمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في تلبية الارتفاع المرتقب في الطلب على الطاقة النظيفة.
ولفت كابري إلى أن «إنوڤا» عززت أعمالها في قطاع المواصلات، بما في ذلك العمل مع 9 مطارات دولية واثنين من خطوط المترو والترام، كما تعمل الشركة مع عملاء في قطاع مراكز التسوق (وفي مقدمتها المراكز التابعة لشركة ماجد الفطيم) وقطاع الرعاية الصحية والمستشفيات، فضلا عن قطاعات أخرى.
وذكر أنه على سبيل المثال تم إبرام اتفاقية في مجال أداء الطاقة مع شركة «ماجد الفطيم للتسلية والترفيه والسينما» ستضمن تنفيذ وصيانة مجموعة من تدابير الحفاظ على الطاقة ضمن مواقع «ڤوكس سينما»، وفي إطار هذه الاتفاقية، ستحقق «ڤوكس سينما» توفيراً في استهلاك الطاقة في مرافقها بنسبة 14.8% على أساس سنوي فضلاً عن توفير سنوي مستهدف يبلغ 1.3 جيجاوات/ساعة في استهلاك الكهرباء، مع خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بمقدار 305 طن سنوياً.
مواجهة التحديات
قال ياسر ناجي، مدير مجموعة «ويلو» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمدير العام في دولة الإمارات، إن أزمة التغير المناخي أصبحت من أخطر التحديات التي تواجه العالم اليوم، ويتوجب علينا حشد الجهود للحد من تداعياتها، وإيجاد الحلول الملائمة والمستدامة لهذا التحدي، مؤكداً أهمية تنظيم دولة الإمارات لـ «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2023»، بوصفها منصةً مثاليةً لإبراز التقنيات الحديثة التي تم تطويرها لدعم العمل المناخي على المستوى العالمي، فضلاً عن كونها فرصة لبناء العلاقات الجديدة واستكشاف سبل تعزيز وتسريع التنمية الصناعية في المجالات الحيوية كالطاقة والمياه والنفايات والمدن الذكية والمناخ والبيئة، مع الالتزام بدفع عجلة تبنِّي الحلول الذكية والمستدامة في القطاع لتحقيق مستهدفات الاستدامة في دولة الإمارات والمنطقة والمساهمة في مواجهة الأزمة المناخية.
وقال إن ناجي، إن «ويلو الشرق الأوسط»، الشركة الألمانية الرائدة في مجال تصنيع المضخات وأنظمتها وتقنياتها الرقمية، تشارك في فعاليات الدورة الـ 17 من «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2023»، لإبراز حلول المضخات الذكية والحديثة التي عملت الشركة على تطويرها والتي تضمن توفير الطاقة وتحقيق الاستدامة، وتعزيز تبنِّي أنظمة المضخات المبتكرة لرفع مستويات كفاءة الطاقة، منوهاً بأن «ويلو» تستعرض خدماتها المتقدِّمة في مجال البناء والإنشاءات، فضلاً عن حلول وأنظمة إدارة المياه، والتي تهدف من خلالها إلى التأكيد على أهمية تطوير بنية تحتية آمنة ومستدامة للمياه، في ظلِّ التحديات المتواصلة التي تفرضها الأزمة المناخية.
