الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كيانات إماراتية تبتكر لتقليص البصمة الكربونية

كيانات إماراتية تبتكر لتقليص البصمة الكربونية
16 يناير 2023 01:23

حسام عبدالنبي (دبي) 

اتخذت كيانات وشركات إماراتية عاملة في القطاعات الاقتصادية المختلفة، مبادرات مبتكرة لتقليل بصمتها الكربونية والتوافق مع مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050 والتي تستهدف الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية. 
وأصبح مفهوم الاستدامة عنواناً رئيسياً لاستراتيجيات الإنتاج والعمل في الشركات المختلفة، حتى أن الشركات والمؤسسات في القطاعات الأقل تأثيراً على البيئة أعلنت عن مبادرات وشراكات عالمية لمستقبل خالٍ من الانبعاثات.
وتظهر تقارير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات تحقيق تقدم ملموس في مجال الحياد الكربوني، فعلى سبيل المثال نجحت شركات الطيران في تشغيل رحلات بصافي انبعاثات كربونية صفرية، وتوسعت البنوك في توفير التمويل الأخضر، وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في جميع المباني المملوكة لها أو التي تديرها، كما تمكنت مصانع الإسمنت من إنتاج خرسانة خضراء وزيادة الاعتماد على الوقود ذو البصمة الكربونية المنخفضة في العملية الإنتاجية. 
وفي قطاع الزراعة الذي يعتبر صديقاً للبيئة، تم استخدام أساليب مبتكرة للزراعة ونهج جديد لإنتاج الطعام، وفي قطاع السياحة تسعى الشركات لأن تصبح الوجهات السياحية في الدولة مستدامة ولزيادة استقبال السفن السياحية الصديقة للبيئة. إلى ذلك، سعت شركات الاتصالات لتقليل البصمة البيئية لشبكاتها، من خلال تبني حلول مستدامة بيئياً تعزز من جودة أداء الشبكة، في حين أنتج قطاع الصناعة ملابس مستدامة ومنتجات تقلص انبعاثات ثنائي أوكسيد الكربون.
ووقع عدد من الكيانات والشركات الإماراتية الكبرى، تعهداً مسؤولاً تجاه المناخ لدعم حملة إزالة الكربون في دولة الإمارات، بما يتماشى مع مبادرة الإمارات الاستراتيجية الصافية صفر بحلول عام 2050. وضمت قائمة الشركات الموقعة على ميثاق المناخ كلاً من: بيئة والإمارات للطبيعة والصندوق العالمي للطبيعة ومجموعة ماجد الفطيم، بنك ستاندرد تشارترد، إتش إس بي سي، مصدر، الإمارات العالمية للألمنيوم، مجموعة حديد الإمارات أركان، الدار العقارية ومجموعة الإمارات للبيئة ومجموعة شلهوب. وخلال انعقاد فعاليات الحوار الوطني الخامس حول الطموح المناخي في أبوظبي، انضمت مجموعة جديدة من الشركات للتعهد، مثل شركة فارنك، المتخصصة في مجال إدارة المرافق الذكية والخضراء، كما حضر ممثلون عن شركات إماراتية أخرى، ومنها شركة طاقة، وسيراج باور، وتاكا سوليوشنز، وطلبات، وزيورخ للتأمين الشرق الأوسط، ومصرف الإمارات المركزي، والعديد من الشركات غيرها.

قطاع الطيران تحالفات «الأجواء النظيفة للغد»
عقدت شركات الطيران العاملة في الدولة تحالفات مع شركات متخصصة من أجل العمل في أجواء نظيفة وتعاونت معها أجل الحد من الانبعاثات الكربونية وتشغيل رحلات طيران بصافي انبعاثات كربونية صفرية ترتكز بالكامل على نظام «حجز الوقود المستدام».
وشغلت شركة «الاتحاد للطيران»، رحلة عبر الأطلسي بصافي انبعاثات كربونية صفرية ترتكز بالكامل على نظام «حجز الوقود المستدام» واستخدامه للحد من الانبعاثات الكربونية، حيث اعتبرت تلك الرحلة مثال رائع على تطبيق القطاع لأفكار جديدة طرحها تحالف الأجواء النظيفة للغد. وتمكنت «الاتحاد للطيران» من خفض حجم الانبعاثات الكربونية على متن الرحلة بحوالي 250 طناً مترياً باستخدام وقود الطيران المستدام والكفاءات التشغيلية. وتم تحقيق ذلك بإزالة حوالي 26 ألف غالون من وقود الطائرات المصنع من النفط من خلال استخدام ما يعادل الكمية نفسها من وقود الطيران المستدام المصنّع من قبل منظمة «وورلد إنرجي» في مطار لوس أنجلس الدولي.
وقالت مريم القبيسي، رئيس قسم الاستدامة والتميز في شركة الاتحاد للطيران، إن تلك الرحلة أثبتت أن نظام «حجز الوقود واستخدامه» هو الطريق الوحيد نحو تحقيق صافي انبعاثات كربون صفرية في قطاع الطيران باستخدام التقنيات الحالية، وهو إطار العمل المطلوب لتحويل الأعمال إلى حين توفر وقود الطيران المستدام. وكشفت القبيسي عن أن شركة «الاتحاد للطيران» نجحت في إطار شراكتها المستمرة مع شركة «ساتافيا» في خفض حجم بصمتها الكربونية إلى أكثر من 6500 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مشيرة إلى أن الشركة قامت في العام الماضي بتشغيل الرحلة EY20 المستدامة من لندن هيثرو إلى أبوظبي، والتي نجحت في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 72%. 

استبدال الطائرات
كشفت شركة ويز إير، عن متوسط انبعاثات الكربون الناجمة عن رحلاتها خلال عام 2022 والتي سجلت 55.2 جرام لكل راكب في الكيلومتر الواحد، مما يشكل انخفاضاً بنسبة 15.4% عن مستوياتها المسجلة لعام 2021 ويعتبر أدنى متوسط تسجله الشركة على الإطلاق في سنة واحدة، معلنه أنها تسعى أيضاً إلى خفض كثافة الانبعاثات الكربونية بنسبة 25% بحلول عام 2030.
وقال يوهان إيدهاجن، رئيس شؤون الموظفين والمسؤولية الاجتماعية والبيئية وحوكمة الشركات في «ويز إير»، إن استراتيجية الاستدامة في الشركة ترتكز على تجديد أسطولها من الطائرات، واستبدال الطائرات القديمة بطائرات إيرباص A321neo الحديثة والتي تسهم في تقليل الضجيج بحوالي 50% واستهلاك الوقود بنسبة 20% والانبعاثات الكربونية بنسبة 50% قياساً بالطراز السابق، منوهاً بأن الشركة وقعت مذكرة تفاهم مع شركة إيرباص لاستكشاف إمكانات تشغيل الطائرات التي تعمل بوقود الهيدروجين، ومذكرة ثانية مع شركة «أو أم في» لتزويدها بوقود الطيران المستدام بين عامي 2023 و2030، حيث تؤكد هذه الشراكات مدى التزام «ويز إير» بخفض كثافة الانبعاثات الكربونية بحلول نهاية العقد الحالي.

قطاع الإسمنت خرسانة خضراء ووقود منخفض الكربون
تعد صناعة الإسمنت من أكبر القطاعات المسؤولة عن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، لذا فإن مصانع الإسمنت العاملة في الدولة تبذل جهوداً حثيثة لخفض البصمة الكربونية، وذلك بعدة وسائل مثل استخدام الوقود الحيوي ذي البصمة الكربونية المنخفضة لتشغيل عملياتها التصنيعية، وإنتاج أنواع الخرسانة الخضراء منخفضة الانبعاثات الكربونية. وضمن هذا التوجه وقعت مصانع أسمنت الفجيرة، وأسمنت جي إس دبليو، ولافارج الإمارات، وستار للإسمنت 4 مذكرات تفاهم مع شركة الإمارات للوقود البديل، ووزارة التغير المناخي والبيئة، لاستخدام الوقود البديل المنتج من محطة معالجة النفايات البلدية الصلبة في إمارة أم القيوين بشكل جزئي لتشغيل عملياتها التصنيعية. وتستهدف مذكرات التفاهم استخدام 500 طن يومياً من الوقود الحيوي ذو البصمة الكربونية المنخفضة ضمن أنشطة المصانع الإنتاجية، وذلك تأكيداً على التزامهم باشتراطات الاستدامة. 

خريطة طريق
من جانبه، أكد عمرو نادر، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة A3&Co، أن خريطة الطريق لإزالة الكربون من صناعة الإسمنت تتضمن عدد من الآليات والخطوات الممنهجة التي يمكن لمنتجي الإسمنت اعتمادها لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 47%، مبيناً أن من أبرز الخطوات، التميز التشغيلي وتحسين محفظة المنتجات عبر كامل سلسلة القيمة، باستخدام أنواع الوقود البديلة والطين المكلس أو الإسمنت البلوري. ولفت نادر، إلى أنه على الصعيد العالمي فإن صناعة الإسمنت تعد من أكبر القطاعات المسؤولة عن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، حيث إن كل دولار واحد من الإيرادات ينشأ عنه 6.9 كيلوجرام من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وفقاً لأحدث تقارير ماكينزي، مشدداً على أنه يجب على الحكومات رفد الصناعة بالحوافز الضرورية مثل تسعير الكربون وتطوير المعايير الخضراء لتعهيد المشاريع العامة لما من شأنه تسريع وتيرة التقدم بهذا الإطار. 

40 % أقل في الانبعاثات
أعلنت «أكسيونا»، وهي شركة عالمية متخصصة في توفير الحلول التجديدية لاقتصاد خالٍ من الكربون، عن نجاحها في تقليل 36% من البصمة الكربونية الناتجة عن مشروعين إنشائيين بفضل استخدام أحدث أنواع الخرسانة الخضراء منخفضة الانبعاثات التي ينتج عن تصنيعها انبعاثات أقل بنسبة 40% مما ينتج عن تصنيع الخرسانة التقليدية مع الحفاظ على نفس الخصائص الإنشائية، وكذلك استخدام الصلب الأخضر الذي ينتج عنه انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أقل بنسبة 36% بالمقارنة بمتوسط الانبعاثات الناتجة في هذا المجال علاوة على أنه تتم إعادة تدوير 93% من المواد المستخدمة في إنتاجه منخفض الانبعاثات، وأيضاً نفذت «أكسيونا» تدابير أخرى، مثل استخدام الآلات الكهربائية والمواد الخام المحلية والطاقة المتجددة، ولتتمكن من خلال هذين المشروعين من منع انبعاث ما يقرب من 980 طناً من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي.

الزراعة أساليب مبتكرة للحد من الاحتباس الحراري
يضع نظام الغذاء العالمي عبئاً ثقيلاً على البيئة، ويساهم في توليد أكثر من ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويسهم اتباع النهج الجديدة في الزراعة وإنتاج الطعام، والذي يشمل الزراعة الرأسية واللحوم المزروعة في المختبر، في تقليل كمية المياه والمساحات المطلوبة لإنتاج الكميات نفسها أو أكثر منها، ما يساهم في تقليل الحاجة إلى النقل لمسافات طويلة، ويخفض نسب استهلاك المواد الكيميائية ومبيدات الآفات. كما أن اللحوم المستزرعة في المختبر، تتطلب طاقة ومياهاً أقل من اللحوم المستزرعة تقليدياً، ما يؤدي إلى توليد انبعاثات أقل بكثير.
وتشارك المزارع العضوية وشركات إنتاج وتوزيع المنتجات الطازجة، في جهود تخفيض البصمة الكربونية، حيث أعلنت «إمارتس بيو فارم»، أكبر مزرعة عضوية مملوكة للقطاع الخاص في الإمارات، عن تبنيها مفهوم «من المزرعة إلى المائدة»، وهو عبارة عن مطبخ قروي الطابع يلتزم بابتكار وجبات عضوية منخفضة البصمة الكربونية. 
كما أعلنت شركة «ايليت أجرو» عن مضاعفة المساحة المخصصة لإنتاجها من أنواع معينة من الفاكهة، مثل التوت الأزرق لإطالة موسم الحصاد هذا العام، بالإضافة إلى توفير أصناف جديدة من هذه الفاكهة ذات القيمة الغذائية العالية، حيث إن تزويد تجار التجزئة في الدولة بالمنتجات المزروعة محلياً لنحو ثمانية أشهر سنوياً، يساعد بدوره على تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن عمليات الاستيراد.

الاتصالات شبكات أكثر استدامة منخفضة «البصمة»
في إطار الالتزام باستراتيجية الاستدامة التي أطلقتها في شهر يوليو 2022، وعبر نشر أحدث مجموعة من أنظمة الراديو من إريكسون عبر شبكتها تمكنت مجموعة e& (مجموعة اتصالات سابقاً)، من تحسين كفاءة طاقة الشبكة، حيث أدت المرحلة الأولية لنشر الأنظمة الجديدة إلى تحقيق خفضٍ كبيرٍ في استهلاك الطاقة وصل إلى نسبة 52%، مع تركيب نظام راديو 6626 ثنائي النطاق وثلاثي القطاعات، مقارنة بأجهزة الراديو السابقة. ويعادل الانخفاض في استهلاك الطاقة 7.6 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، لكل موقع، والتي تتكون من أربع نواقل لإشارة التطور طويل الأمد، وعلاوة على ذلك، أدى نشر نظام راديو متوسط النطاق من الجيل الخامس إلى تحسين كفاءة الطاقة بنسبة 20% مقارنة بالجيل السابق من نظام الراديو. 
وقال خالد مرشد، الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات في اتصالات من e& إن الشركة واصلت التزامها بتطلعات الاستدامة بمرونة عالية، حيث تركز على تقليل البصمة البيئية لشبكتها من خلال تبني حلول مستدامة بيئياً تعزز من جودة أداء الشبكة، معرباً عن ثقته في أن خفض استهلاك الطاقة الذي تم تحقيقه عبر نشر نظام راديو إريكسون، سيساعد في بناء شبكة أكثر استدامة وأعلى أداءٍ في جميع أنحاء الدولة.

 قطاع البنوك تمويل «أخضر» وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة
تشارك البنوك المحلية بفعالية في دعم المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، إذ توفر البنوك التمويل الأخضر لشراء السيارات الكهربائية وتمويل المباني صديقة البيئة، وتدعم البنوك القائمة مشاريع تقليل انبعاثات الكربون وإزالتها، وتقدم خدمات لخفضها. وفي هذا الإطار، أبرم بنك الإمارات دبي الوطني، مذكرة تفاهم واتفاقية مع شركة هانيويل «المدرجة في بورصة ناسداك» لإطلاق مشروع «هانيويل فورج كونّيكتيد سيرفيسز»؛ بهدف دفع عجلة الاستدامة، وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة من خلال تطبيق حلول التحول الرقمي والابتكار في المباني. وكجزء من الاتفاقية، ستطبق «هانيويل» حلولها في مجال إدارة أداء المؤسسات في كل المباني التابعة لبنك الإمارات دبي الوطني، مما سيساعد مجموعة «الإمارات دبي الوطني» على تحسين استهلاك الطاقة والكفاءات التشغيلية، حيث تمتد العقارات التابعة لمجموعة بنك الإمارات دبي الوطني على مساحة تبلغ 5.77 مليون قدم مربعة، تشمل 2.53 مليون قدماً مربعة من المساحات السكنية، و2.73 مليون قدم مربعة من المساحات المكتبية، إلى جانب 509.8 ألف قدم مربعة من المساحات المخصّصة لتجارة التجزئة. وستوفر مذكرة التفاهم لعملاء بنك الإمارات دبي الوطني إمكانية الوصول إلى حلول «هانيويل» الجاهزة والقائمة على التكنولوجيا السحابية وتقنيات المباني، والتي يمكن أن تساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك كفاءة الطاقة، وتقليل البصمة الكربونية عبر تتبع الانبعاثات الكربونية.

التمويل الأخضر
وشدد بنك الفجيرة الوطني على التزامه بدعم العملاء من خلال المبادرات التي تساهم في توسيع وتسريع ممارسات الاستدامة، بما يتوافق مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050. ووقع البنك مذكرة تفاهم مع «هونشي موتورز»، لدعم توسعة أسطولها من السيارات الكهربائية الجديدة في دولة الإمارات. وتتيح الشراكة إمكانية الاستفادة من خطط التمويل الأخضر الخاصة بالبنك لاستقدام المزيد من السيارات الكهربائية إلى دولة الإمارات، حيث يمكن للعملاء في دولة الإمارات عند شرائهم لسيارة كهربائية من علامة «هونشي موتورز» الحصول على قرض تمويل للسيارات بمعدلات فائدة مشجعة تبدأ من 3.25% «معدل ثابت».

مسؤولية بيئية 
وأعلن بنك رأس الخيمة الوطني، عن تعاونه مع شركة «هانيويل» لإطلاق مشروع استراتيجي يهدف إلى دعم تحقيق أهداف الحدّ من الانبعاثات الكربونية من خلال تحسين أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء وإدارة المباني في المبنى الرئيسي للبنك في رأس الخيمة، والذي يمتد على مساحة تصل إلى 19.9 ألف متر مربع. كما ستطبق الشركة تدابير تتميز بالكفاءة من حيث استهلاك الطاقة قائمة على نهج تحقيق وفورات مضمونة فيها طوال فترة العقد الممتد لخمسة أعوام، كما تجري بشكل منتظم عمليات تقييم وتحسين لأداء الأنظمة في المبنى من حيث وفورات الطاقة لتحديد الفرص المتاحة لتعزيز مستويات توفير استهلاك الطاقة. 

مبانٍ صديقة
من جهته، كشف بن والكر، رئيس قسم استشارات المشاريع والبناء في شركة «نايت فرانك» عن أن البنوك تفحص البصمة الكربونية للمخططات الجديدة قبل منح التمويل الإنمائي، مشيراً إلى أن تقارير الشركة تظهر أن الأصول التجارية المصنفة وفقاً لمعايير الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات يتم البحث عنها على نحوٍ متزايد، لا سيما من قِبل الشركات الدولية الكبرى.

السياحة  سفن صديقة للبيئة
ظهر مفهوم السياحة البحرية الخضراء، مؤخراً من أجل دعم الجهود والتوجهات الدولية للاستدامة والحفاظ على البيئة. وأشار عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إلى أنه في إطار أهمية الاستدامة وخفض البصمة الكربونية وهما عنصران أساسيان ضمن استراتيجيتنا السياحية، فإن دبي ترحب باستقبال السفن السياحية الصديقة للبيئة وهو ما يعزز الجهود لتصبح دبي وجهة سياحية عالمية مستدامة. 
وأصبح «دبي هاربر» الواجهة البحرية، أول وجهة تستضيف سفينة رحلات سياحية جديدة تعمل بالغاز الطبيعي المسال، ليمهد بذلك الطريق أمام قطاع الرحلات السياحية البحرية الخضراء. إذ يعتبر الغاز الطبيعي المسال أنظف وقود بحري غير كهربائي قابل للاحتراق ويمكن أن يسهم في الحدّ من الانبعاثات بنسبة تصل إلى 30%. وضمن التوجه ذاته، وقعت شركة الصير للمعدات والتوريدات البحرية، وهي شركة عالمية تعمل في العديد من القطاعات البحرية وإحدى الشركات التابعة للشركة العالمية القابضة، طلبية أربع ناقلات منتجات جديدة من المتوقع أن يتم تسليمها قبل نهاية الربع الرابع من العام المقبل حيث تستعد الشركة لنقل الوقود الانتقالي مثل الميثانول، ما يساعد القطاع على الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري. 

الصناعة منتجات تقلص الانبعاثات
أسست شركة فلاش للترفيه، شراكة مع شركة دي جريد، المتخصصة بتصميم حلول التصنيع المستدامة، من أجل الاستفادة من «خبرة دي جريد» وتقنياتها المتطورة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية من الاتحاد بارك في جزيرة ياس، وتحويلها إلى نسيج عالي الجودة يُستخدم لصناعة الزي الموحد للموظفين والمرشدين العاملين في الاتحاد بارك، وستقوم شركة دي جريد بإعادة تدوير البلاستيك إلى ملابس مصنوعة بتقنية جرينسبان والتي تستهلك مياه أقل بنسبة 50% وطاقة أقل بنسبة 20% وينجم عنها انبعاثات كربونية أقل بنسبة 55%.
وإلى ذلك ذكرت شركة «البيادر إنترناشيونال»، المتخصصة في مجال تصنيع وتوريد حلول تغليف المواد الغذائية، أنها تنفذ مساراً استراتيجياً يدعى 4-R ويمهد الطريق نحو نموذج عمل الاقتصاد الدائري الذي يركز على محاور رئيسية وتشمل «إعادة التصميم، وتقليص الانبعاثات، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير». وتحمي منهجية العمل هذه من إلقاء مواد التغليف البلاستيكية في مكبات النفايات، من خلال تحسين سبل إعادة استخدامها وتدويرها، والحد من البصمة الكربونية المرتبطة بتصنيع المنتجات من خلال تبني أسلوب تصميم صديق للبيئة، لضمان ترسيخ أسس الاقتصاد الدائري في كل خطوة. كما أكدت الشركة امتلاكها مجموعة واسعة من حلول تغليف المواد الغذائية المستدامة، منها منتجات مصنوعة من لب قصب السكر، وتساهم عملية إنتاجها في تقليص انبعاثات ثنائي أوكسيد الكربون، في حين تعتبر قابلة للتحلل ويمكن تحويلها لسماد صناعياً وتقلص من البصمة الكربونية.
 ووقعت مناطق خليفة الاقتصادية أبوظبي (مجموعة كيزاد)، المركز المتكامل للصناعة والتجارة والخدمات اللوجستية في إمارة أبوظبي، اتفاقية تأجير مدتها 50 عاماً مع شركة «ستار بيبر ميل» المتخصصة في صناعة المنتجات الورقية، لتأسيس منشأة جديدة لصناعة لفافات الورق المقوى الكبيرة (الكرافت الجامبو) المعاد تدويرها بهدف تنويع منتجاتها وتعزيز قدرات تصنيع منتجات ورق التغليف القابلة للتحلل في دولة الإمارات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©