عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
واصل سعر الدولار الأميركي الارتفاع أمام الجنيه المصري بعد تجاوزه في منتصف تعاملات الأربعاء، 30 جنيهاً، في قفزة تاريخية وغير مسبوقة، مع توقعات من خبراء اقتصاديين ومصرفيين باستمرار ارتفاع الدولار خلال الساعات والأيام المقبلة حتى يتم الوصول لسعر توازني يجذب السيولة الدولارية الموجودة خارج القطاع المصرفي.
وقال محمد أنيس الخبير الاقتصادي المصري، إن الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار هو إعادة انضباط لسوق صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية حتى يكون هناك سوق وسعر واحد للدولار، مضيفاً أن هذا الارتفاع هو البداية الحقيقية لعودة الانضباط للنشاط النقدي والاقتصادي في مصر.
ووصف أنيس لـ «الاتحاد»، ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه بـ «الطبيعي»، مضيفاً أن ارتفاع سعر الدولار في السوق الرسمي لجذب السيولة الدولارية الموجودة خارج القطاع المصرفي الرسمي وإلغاء حالة وجود سعرين لسعر صرف الدولار أمام الجنيه وإلغاء وجود سوقين رسمي وموازٍ.
وأشار إلى أن هذه الارتفاعات مستمرة إلى أن يحدث سعر توازن يسمح بالسيولة الدولارية الموجودة خارج القطاع المصرفي ودخولها إلى القطاع المصرفي عبر عدة وسائل كالشهادات التي تم طرحها بفائدة 25%، لافتاً إلى أن الأسواق من منتجين ومستوردين وتجار ذهب وسيارات وغيرهم تتعامل مع سعر صرف دولار يصل إلى الارتفاع الذي حدث خلال الساعات الماضية حتى الآن.
وشدد على أن هذا الارتفاع هو إقرار واقع برفع الأسعار داخل القطاع المصرفي حتى يتم جذب السيولة الدولارية وإلغاء السوق الموازي، مضيفاً أن السعر الذي وصل إليه الدولار الآن قريب من السعر الموازي.
فيما أشارت الدكتورة سهر الدماطي الخبيرة المصرفية، إلى أن اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي أكد أنه سيتم الوصول لسعر صرف مرن مع تدخل المركزي في بعض الأحوال لتقليل التقلبات، مضيفاً أن البنك المركزي بدأ في ارتفاع تدريجي خلال الفترة الماضية، ثم ترك سعر صرف الدولار يحدد عن طريق الطلب والعرض ليتجاوز 30 جنيهاً في منتصف تعاملات اليوم.
وأضافت الدماطي لـ «الاتحاد»، أن السعر الذي سجله الدولار اليوم قريب من السعر العادل في السوق، مشيرة إلى أن هذا السعر مشجع أيضاً للعديد من المستثمرين الأجانب الذين لديهم رغبة للاستحواذ على شركات مصرية مطروحة في البورصة، ما يؤدي إلى دخول دولار إلى مصر، معتبرة أن هذه الزيادة خطوة في الاتجاه الصحيح.
وقرر البنك المركزي المصري مؤخراً رفع أسعار الفائدة 300 نقطة أساس بالتزامن مع السماح للجنيه بالانخفاض مقابل الدولار، تبعه قيام بنكي الأهلي ومصر الحكوميين بطرح شهادات ادخار لمدة سنة بعائد 25%.
وشهد سعر صرف الدولار قفزات غير مسبوقة بدأت في 19 مارس من العام الماضي، بإعلان البنك المركزي المصري في اجتماع استثنائي السماح بارتفاع سعر صرف الدولار من مستوى 15.77 جنيه إلى نحو 19.64 جنيه، ليسجل الدولار الأميركي مكاسب نسبتها 24.5%، أما الخفض الثاني فقد جاء في نهاية أكتوبر الماضي، حيث تقرر تحريك أسعار صرف الدولار إلى مستوى 24.25 جنيه، لتضيف الورقة الأميركية مكاسب جديدة تبلغ نسبتها 23.4%.
وكان الخفض الأخير خلال الأسبوع الأول من العام الحالي، حيث تم تحريك أسعار صرف الدولار إلى مستوى 27.70 جنيه في الوقت الحالي، ليضيف الدولار مكاسب أخرى بنسبة 14.2%، ثم ارتفع سعر صرف الدولار اليوم الأربعاء ليتجاوز 30 جنيهاً في قفزة تاريخية غير مسبوقة.
