عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
واصلت الأسهم الأميركية تراجعها في آخر أيام التداول في العام، لتسجل أسوأ أعوامها منذ عام 2008، الذي شهد ذروة الأزمة المالية العالمية، وبخسائر غير مشهودة في سنوات للمؤشرات الرئيسية الثلاثة.
وفي الدقائق الأخيرة من تعاملات العام، قلصت الأسهم الأميركية خسائرها، ليخسر مؤشرا «أس آند بي 500» و«داو جونز» الصناعي ما يقرب من ربع نقطة مئوية، بينما كانت خسارة مؤشر ناسداك قريبة من عُشر نقطة مئوية، إلا أن الخسائر السنوية كانت أكبر كثيراً. وبعد عام سيطر فيه التضخم على الأخبار، وتعددت قرارات بنك الاحتياط الفيدرالي التي استخدم فيها كل أسلحته لإبطاء الاقتصاد، كان طبيعياً أن يتواصل تراجع الأسواق، حتى الأسبوع الأخير من العام.
وخلال العام المنتهي، اقتربت خسارة مؤشر «أس آند بي 500» من عشرين بالمائة، بينما فقد مؤشر ناسداك نحو ثلث قيمته، وتراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو تسعة بالمئة، لكن الأسوأ من كل ذلك كان أن أغلب المستثمرين مازالوا يرون أن الأسواق لم تصل إلى القاع، رغم كل تلك الخسائر.
وبينما كان أغلب القطاعات في البورصة الأميركية يتألم، بفعل التضخم المرتفع والرفع المتتالي لمعدلات الفائدة، كانت أسعار النفط والغاز ترتفع بشكل لافت مما ساهم في نمو قطاع الطاقة خلال العام المنصرم، حيث ارتفع مؤشر «إس آند بي» لشركات القطاع ما يقرب من 65%، بينما لم يربح أي قطاع آخر داخل المؤشر الأكثر تعبيراً عن سوق الأسهم الأميركية أكثر من 5% هذا العام.
وكان عام 2022 كابوساً على شركات التكنولوجيا حول العالم، وتحديداً في وادي السيليكون بكاليفورنيا، وذلك بعد أعوام من التمتع بمعدلات فائدة صفرية، وأرباح تنمو بمعدلات غير مسبوقة.
وخلال العام المنتهي، خسرت شركات التكنولوجيا المتداولة في البورصة الأميركية ما يقرب من 4 تريليونات دولار من قيمتها السوقية، استحوذت عشر شركات فقط منها على ما يقرب من 1.6 تريليون دولار من تلك الخسارة. ولم تنج الأسهم الأوروبية من الخسائر، حيث تسببت التوترات الجيوسياسية في القارة العجوز، والمخاوف من عدم قدرة البلاد على تجنب السقوط في الركود مع استمرار البنوك المركزية في رفع الفائدة، في تراجعها على مدار العام. وخسر المؤشر العام للأسهم الأوروبية ستوكس 600 ما يقرب من 12.9% هذا العام، مسجلاً أسوأ أداء له منذ 2018.
وفي لندن، أغلق مؤشر «فايننشال تايمز» 100 البريطاني منخفضاً 0.8%، مع تقليص ساعات التداول في آخر أيامها في العام، بينما سجل مؤشر الأسهم الألمانية داكس، في أكبر اقتصاد في أوروبا، خسارة سنوية بنسبة 12.3%، وهي أسوأ خسائره السنوية منذ 2018.
