الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التنويع الاقتصادي يعزز نمو الخدمات اللوجستية بالإمارات

التنويع الاقتصادي يعزز نمو الخدمات اللوجستية بالإمارات
4 ديسمبر 2022 02:51

حسام عبدالنبي (دبي) 

حدد خبراء عاملون في قطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد بالدولة، عدداً من العوامل التي تمثل قاطرة لنمو القطاع، ومنها الرؤى الوطنية لدعم التنويع الاقتصادي بالتوازي مع تسارع وتيرة زيادة تعداد فئة الشباب، واستهداف مضاعفة المساهمة الاقتصادية للقطاع الصناعي ثلاث مرات خلال السنوات العشر القادمة، إلى جانب التطورات المتسارعة في المشاريع العملاقة لربط الموانئ البحرية مع مراكز النقل الرئيسية في العالم.
ويتسارع نمو قطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد في دولة الإمارات خلال العام المقبل، حيث يتوقع أن تنمو صناعة الخدمات اللوجستية في دولة الإمارات إلى 31.4 مليار دولار أميركي بحلول 2026.
توقعت الدكتورة شيرين نصار، المدير العالمي للدراسات اللوجستية في جامعة «هيريوت وات» دبي، أن تنمو صناعة الخدمات اللوجستية في دولة الإمارات إلى 31.4 مليار دولار أميركي بحلول عام 2026. نمو القطاع
وقالت: إنه من المتوقع أيضاً أن يستمر القطاع في النمو بوتيرة سريعة مع التطورات المستمرة، مثل تطوير شبكة السكك الحديدية لربط الموانئ البحرية ومراكز النقل الرئيسية والقطاع الخاص العالمي (بقيادة مبادرة جواز السفر اللوجستي العالمي، ومبادرات مثل استراتيجية دبي الصناعية 2030، ورؤية أبوظبي 2030)، منبهة إلى أنه رغم ذلك النمو، فهناك حاجة لتحفيز الصناعة للاستثمار في الأفراد، وتسخير إمكانات التكنولوجيا ودمج الاستراتيجيات المستدامة، مع ضرورة أن يكون لدى الشركات الطرق الصحيحة للوصول إلى البيانات المتوافرة والتي تمثل أهمية قصوى لصناعة الخدمات اللوجستية، واستخدامها لاتخاذ القرارات الصحيحة.
وأكدت نصار، أنه لمواصلة النمو في الصناعة، يجب على قادة الأعمال في قطاع الخدمات اللوجستية التركيز على المواهب والتعاون والاستدامة لتوسيع نطاق أعمالهم في عام 2023.
وذكرت أنه في ما يخص أداء واتجاهات قطاع اللوجستيات وسلاسل التوريد في عام 2023، فتجدر الإشارة إلى أن بيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية، تكشف أن الربع الأول من عام 2021 شهد أكبر قدر من التمويل الذي تم جمعه في صناعة الخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدار السنوات الأربع الماضية، حيث ارتفع على أساس سنوي بنسبة 179%، مشيرة إلى أن التحول الرقمي على مستوى القطاع قد تطور، وأعادت المنظمات هيكلة نماذج أعمالها واعتمدت نهجاً أكثر مرونة لتظل قادرة على المنافسة والبقاء على صلة بالمتغيرات في الصناعة.
ميزة مستدامة
وأوضحت نصار، أن الشركات ذات سلاسل التوريد المرنة تتمتع بميزة مستدامة، خصوصاً خلال الاضطرابات اللوجستية غير المسبوقة الناجمة عن الوباء، وبالتكيف مع المعايير الجديدة، تعلمت الشركات الحاجة إلى مراجعة نماذج وظائف العمل الحالية، وإعادة تنظيم عملها وإعادة تحديد أدوار ومهارات عمالها.
   
فجوة المواهب 
وفقاً للدكتورة شيرين نصار، فإن قطاع الخدمات اللوجستية يتطور بسبب التحول الرقمي المستمر، إلى جانب ضغوط الاستدامة والامتثال لإزالة الكربون التي تنطوي على ممارسات جديدة. 
وقالت: إن فجوة المواهب والاحتفاظ بالمواهب كانت بالفعل من أكبر التحديات التي تواجه قادة اللوجستيات وسلسلة التوريد، وسيستمر هذا التحدي في السنوات القادمة، منوهة بأنه نتيجة لذلك، هناك حاجة متزايدة للمواهب القادرة والمجهزة بمعرفة اللوجستيات الشاملة والمهارات المتعلقة بسلاسل التوريد، خاصة أن المهن الأكثر طلباً في قطاعات الخدمات اللوجستية تتطلب معرفة ومهارات محددة في شكل تدريب تقني أو دورات قصيرة أو شهادة جامعية أو درجة ماجستير لأدوار أعلى في سلسلة التوريد وإدارة الخدمات اللوجستية، علاوة على ذلك، تحتاج المتطلبات المهنية للقطاع برامج تعليمية متقدمة للتعامل مع التغيرات والاضطرابات المستمرة التي تتطلب صقل مهارات الأفراد وإعادة تأهيلهم. 
وعن توقعاته لأداء قطاع سلاسل الإمداد في المستقبل، توقع حسين حسني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جروكارت «Grocart» أن تشهد مستوى متسارعاً من الاستثمار، حيث تسعى الشركات إلى تعزيز قدرات التخطيط في سلسلة التوريد من خلال اعتماد عوامل تمكين رقمية أكثر تقدماً، مثل التخطيط المعرفي والتحليلات التنبؤية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وكذلك إضافة قدر أكبر من الشفافية والرؤية إلى سلاسل التوريد الآمنة باستخدام تقنيات المتابعة والتتبع المتقدمة وتكنولوجيا الـ«بلوك تشين». 

فرص نمو  
من جانبه، أكد كيري كوتسيكوس، نائب الرئيس المدير العام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «إنفور» أنه تبرز فرص نمو كبيرة ضمن قطاع التوزيع واللوجستيات على وجه الخصوص في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، حيث تعمل الرؤى الوطنية لدعم النمو والتنويع الاقتصادي بالتوازي مع تسارع وتيرة زيادة تعداد فئة الشباب، على دفع الطلب على الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد في المنطقة، مدللاً على ذلك باستهداف دولة الإمارات مضاعفة المساهمة الاقتصادية للقطاع الصناعي ثلاث مرات خلال السنوات العشر القادمة، من خلال استراتيجية «مشروع 300 مليار».

سلاسل التوريد 
وأفاد كوتسيكوس، أن هناك إمكانية أمام شركات التوزيع وسلاسل التوريد في الشرق الأوسط لتحقيق نمو ضخم خلال السنوات القادمة بالتزامن مع نمو اقتصادات المنطقة وتنويعها، لافتاً إلى أنه لأجل تحقيق ذلك، تحتاج هذه الشركات إلى تجاوز عقبات رئيسية أمام تحولها الرقمي الحقيقي.
وأوضح كوتسيكوس، أنه حسب دراسة استقصائية صادرة عن مؤسسة آي دي سي للأبحاث بتكليف من شركة «إنفور»، فهناك إقبال من شركات التوزيع وسلاسل التوريد في الشرق الأوسط على اعتماد نهج التقنيات الرقمية أولاً بهدف الاستفادة من فرص النمو الضخمة المتاحة في المنطقة، منوهاً بأن الدراسة سلطت الضوء على تحديات كبيرة تواجه الكثير من تلك الشركات في هذا السياق، تشمل انعدام وضوح الرؤية في سلاسل التوريد، وقلة المهارات الرقمية، والاعتماد على أنظمة تقنية متقادمة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©