عدد اليوم
يوسف البستنجي (أبوظبي)
أكد مشاركون في فعاليات أسبوع أبوظبي المالي، الذي اختتم فعالياته أمس، لـ«الاتحاد» أن الحضور المحلي والعالمي الكثيف الذي شهدته الفعاليات، هو مؤشر مهم على تعزيز مكانة أبوظبي كمركز مالي عالمي، وموقع استراتيجي يقدم الفرص الاستثمارية المجدية والمستدامة، ويحظى بدعم حكومي لمواجهة التحديات وتطوير القطاع المالي والتكنولوجيا الرقمية الخاصة به، وينقله نحو آفاق عالمية جديدة.
وشهد «الأسبوع المالي»، حضور أكثر من 100 شركة، من 30 دولة، منها 16 شركة ناشئة عرضت منتجاتها وخدماتها وبرامجها خلال أسبوع أبوظبي المالي، في مربعة سوق أبوظبي العالمي بجزيرة المارية، وسط مشاركة غير مسبوقة، من كل الأطراف المحلية والعالمية المعنية والمهتمة بالقطاع المالي.
وتسعى الشركات التي عرض معظمها ابتكارات وأنظمة تقنية وتكنولوجية حديثة، إلى اقتناص الفرص التي تعرضها حكومة أبوظبي، والشركات الحكومية، والبنوك والشركات المالية الإماراتية والإقليمية والعالمية والقطاع المالي عامة.
وقال مشاركون: إن القطاع المالي في أبوظبي يشهد قفزة نوعية وتطوراً تقنياً غير مسبوق، وهو يتجه نحو مرحلة جديدة تطغى عليها الخدمات الرقمية وتهيمن عليها التكنولوجيا المالية، وسط دعم كبير من حكومة أبوظبي للمستثمرين.
تسريع الأعمال
وقالت هناء بركات، مدير مساعد أول في منصة «ستارت إيه دي» لـ«الاتحاد»: «أتاح أسبوع أبوظبي المالي الفرصة أمام الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم للتجمع والازدهار في مكان مهم واستراتيجي». وأضافت: من المهم لـ«ستارت إيه دي» أن تكون جزءًا من هذا الحدث إلى جانب 16 شركة ناشئة تعرض أعمالها في أسبوع أبوظبي المالي.
وقالت: يعد هذا وقتا مهما للشركات الناشئة في الإمارات والمنطقة، حيث من المتوقع أن تضم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما لا يقل عن 10% من الشركات العالمية المتخصصة في التكنولوجيا المالية بحلول عام 2030.
وأوضحت بركات أن «ستارت إيه دي» هي منصة تسريع أعمال عالمية تحظى بدعم من شركة «تمكين» وتتخذ من جامعة نيويورك أبوظبي مقراً لها.
وبينت، أن المنصة تقوم بتوجيه الشركات الناشئة للتوسع داخل دولة الإمارات وخارجها.
وقالت: تقدم المنصة نموذجا جديدا للابتكار، من خلال إنشاء برامج تركز على تحقيق أثر فعلي بالتعاون مع الشركاء، بما في ذلك الحكومات والشركات والمستثمرون ومؤسسات الابتكار، مما يعزز مساعي دولة الإمارات في التحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة.
وأما شركة تمكين فهي شركة مقرها أبوظبي تهدف إلى إطلاق مشاريع تسهم في ازدهار المشهد الاجتماعي والثقافي والتعليمي في دولة الإمارات من خلال عقد شراكات مع جهات محلية ودولية رائدة لتحقيق الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي.
الاستثمارات الرقمية
وقال سامر حجازي شريك ورئيس مكتب أبوظبي، ورئيس الخدمات المالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة جرانت ثورنتون: هناك دعم كبير من حكومة أبوظبي للشركات المستثمرة بالإمارة، لمواجهة أي تحديات تواجه المستثمرين وتسهيلها.
وأضاف: هناك أيضاً تغيير في منهجية العمل بالقطاع المالي بعد مرحلة كوفيد-19 ولكن التركيز حالياً ينصب على التحديات الجديدة وكيف نكون مستعدين للمرحلة المقبلة.
وأضاف: نرى تغيير في اللوائح والأنظمة بدولة الإمارات بما يدعم التطور التكنولوجي وتعزيز استخدام التقنيات المتطورة.
وقال: حاليا نشهد تركيزاً كبيراً على الاستثمارات الرقمية في القطاع المالي، والتوجه نحو تطوير القطاع المالي الإماراتي باستخدام التكنولوجيا، وهو توجه حكومي واضح لأبوظبي، ونحن نعمل لنكون ضمن هذا التوجه.
وأوضح حجازي أن شركة جرانت ثورنتون هي إحدى الشركات العاملة المتخصصة في قطاع التدقيق والاستشارات.
وقال: تتعامل الشركة حاليا، مع العديد من القطاعات خاصة القطاع الحكومي، ولدى الشركة تركيز على القطاع المالي بما في ذلك البنوك والشركات المالية وشركات التأمين وصناديق إدارة الثروات الخاصة.
وبين أن الشركة تقدم استشارات في مجال الضرائب والقوانين، وغيرها.
تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة
قالت إيمان عادل، نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في «باي موب» (Paymob)، بوابة المدفوعات المتعددة القنوات المتكاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان، إن أسبوع أبوظبي المالي يشكل لقاء محوريا لجميع العاملين في مجال التكنولوجيا المالية لمناقشة الفرص الحالية والمستقبلية في هذا القطاع الذي يشهد انتشارا واسعا على مستوى المنطقة وخصوصا في ما يتعلق بدولة الإمارات التي تمكنت في غضون سنوات قليلة من أن تتحول إلى وجهة مالية متنوعة تستقطب كما كبيرا من الشركات العاملة في هذا القطاع.
وأشارت إلى أن، الشركة تخطط للقيام باستثمارات ضخمة في سوق دولة الإمارات على مدار السنوات الثلاث المقبلة. واعتبرت أن هذا التوسع في السوق المحلي لتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والمؤسسات المتناهية الصغر في مختلف أنحاء دولة الإمارات من خلال اعتماد حلول مدفوعات رقمية تعتبر الأفضل لدفع عجلة نمو الاقتصاد الرقمي.
وقالت: إن الإمارات تتمتع ببيئة ديناميكية تعزز روح المبادرة والابتكار وتحظى بدعم هائل من قبل القطاع الحكومي. وأوضحت أن «باي موب» توفر الخدمات اللازمة لأكثر من 16.5 مليون مستخدم مسجلين في شبكة بنيتها التحتية المتعلقة بالمحافظ الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة، كما توفر هذه الشركة بنية تحتية أكثر شمولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان تشتمل على أكثر من 40 طريقة دفع عبر شبكة الإنترنت وفي المتاجر عبر بوابتها ونقاط البيع، بالإضافة إلى تطبيق «باي موب».
