السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

زيادة مطردة في الطلب على أسواق السيارات بالدولة

زيادة مطردة في الطلب على أسواق السيارات بالدولة
6 نوفمبر 2022 03:04

 يوسف العربي (أبوظبي)

تشهد أسواق السيارات في الإمارات حالياً زيادة مطردة في الطلب، في وقت يشهد فيه القطاع العالمي استمرار نقص إمدادات السيارات الجديدة نتيجة نقص أشباه الموصلات، بحسب وكلاء وخبراء بالقطاع.
 وقال هؤلاء: إن وكلاء السيارات المعتمدين في الإمارات عمدوا إلى إنشاء قوائم انتظار من العملاء الراغبين في شراء السيارات الجديدة لتسليم العديد من الموديلات بناءً على هذه القوائم بعد فترات تمتد إلى أكثر من ثلاثة أشهر.
وتوقعوا عودة عمليات الإنتاج العالمي وتوريد السيارات الجديدة للسوق المحلية لوضعها الطبيعي بداية العام المقبل. 
وتسبب وباء «كوفيد» بازدياد طلب المستهلكين على الأجهزة الإلكترونية، وكان قطاع صناعة السيارات الأكثر تضرراً من نقص أشباه الموصلات التي تُعد جزءاً أساسياً للعديد من الأنظمة في السيارات الحديثة. وتتزامن أزمة نقص رقائق أشباه الموصلات مع أزمة سلسلة التوريد العالمية، ما تسبب باضطرابات في أسواق السيارات العالمية، وتقلبات في أسعار السلع، وقطع الغيار والمواد الخام، ما أثر على عمليات التصنيع في قطاع السيارات على مختلف المستويات.
وقال تييري صباغ، رئيس نيسان العربية السعودية وإنفينيتي الشرق الأوسط، والمدير التنفيذي في نيسان الشرق الأوسط لـ«الاتحاد»: إن قطاع السيارات رغم مرونته واجه سلسلة تحدّيات غير مسبوقة خلال السنوات الماضية، ومع استمرار تأثير النقص العالمي في أشباه الموصلات على مختلف القطاعات، وخاصةً صناعة السيارات حول العالم، كان على الشركة المنتجة تعديل خططها وتوقّعاتها نتيجة هذا النقص المستمر في الرقائق للحدّ من تأثير المشكلة على العملاء.
وأضاف أن «نيسان» لجأت إلى تعديل جداول الإنتاج وعمليات التّصنيع، وعملت عن كثب مع شركائها المحليّين والدوليين لتفادي التأخّر في تسليم المركبات لوكلائها وعملائها. 
وأضاف أنه بالنسبة إلى «نيسان»، شكّلت القدرة على التكيّف مع الظروف المتغيّرة العامل الأساسيّ في مواجهة هذه التحديات، وفي ظلّ استمرار النقص العالمي في السيارات الجديدة، نلتزم بمواصلة مراعاة احتياجات العملاء وتعزيز تجربتهم عبر الخدمات الرقمية التي نوفّرها لهم في مختلف المجالات.
 تقلبات الأسعار
وقال صباغ، إن أسعار المركبات على مستوى العالم شهدت تقلّبات في الفترة الأخيرة، ويعزى ذلك إلى حدّ ما إلى النقص في أشباه الموصلات، وكذلك العوائق التي تعترض عمليّات الإنتاج، وارتفاع أسعار المواد الخام، وتفاقم التحديات اللوجستية. 
 ونوه بأنه لتفادي ارتفاع الأسعار العالمي، قامت الشركة من جهتها باتخاذ الاحتياطات اللازمة وطلب المواد مسبقاً حيثما أمكن ذلك، كما حرصت رغم التحديات على تقليل تأثيرات تقلّب الأسعار على عملائها وتعزيز القيمة الإجمالية لسيارات «نيسان»، بالتعاون مع شركائها المحليين، وذلك من خلال إطلاق عروض مبيعات جذّابة وضمانات طويلة الأمد وباقات الخدمة ما بعد البيع.
وأشار إلى أن «نيسان»، حافظت على مرونة إدارة أعمالها خلال هذه المرحلة الصّعبة، وكذلك على الربحيّة واستمرارية الأعمال، مرتكزين على خطة التحوّل العالمي «Nissan NEXT» التي تم إطلاقها في 2019 والتي مكن الشركة من خفض التكاليف الثابتة، وإطلاق منتجات جديدة ورفع الإيرادات لكلّ مركبة.
وحول الموعد المتوقع لعودة عمليات الإنتاج والتوريد لطبيعتها قال صباغ، إن جائحة «كوفيد - 19» فرضت طبيعة حياة جديدة على المجتمعات، ويتعيّن على الشركات في مختلف القطاعات التكيّف معها ومواصلة العمل في ظلّ استمرار النقص في أشباه الموصلات.

قوائم انتظار 
وقال محمد خضر، رئيس شركة الماجد للسيارات، موزع سيارات «كيا موتورز» في الإمارات، إن سوق السيارات المحلية يشهد طلباً مطرداً في ظل نقص توريدات المصنعين، ما أدى إلى وجود قوائم انتظار تمتد إلى أكثر من ثلاثة أشهر.
 ونوه بأن نقص التوريدات من السيارات الجديدة يأتي في إطار تحدٍّ عالمي يتعلق بنقص أشباه الموصلات، واضطراب سلاسل التوريد العالمية عقب جائحة «كوفيد - 19».
وحول تأثير تلك المتغيرات على حجم مبيعات القطاع خلال الفترة الماضية، قال خضر: إن نقص المعروض يحد من إجمالي المبيعات التي باتت أقل من الوضع الطبيعي. وتوقع عودة عمليات الإنتاج العالمي وتوريد السيارات الجديدة للسوق المحلية لوضعها الطبيعي بداية العام المقبل.

انتعاش السوق رغم نقص التوريدات 
قال بلال نصر الرئيس التنفيذي لشركة «نيو أوتو» للسيارات، إن ظهور قوائم الانتظار في سوق السيارات يأتي انعكاساً لانتعاش السوق في ظل استمرار تأثير نقص الرقائق وانخفاض مستوى الإنتاج العالمي للسيارات الجديدة.
 وأضاف أنه من المتوقع أن نشهد زيادة أسعار الرقائق الإلكترونية نتيجة الارتفاع في تكاليف تصنيعها، وبالتالي سينعكس ذلك على أسعار المنتجات التي تدخل الرقائق في صناعتها كالهواتف الذكية والحواسيب، ومنها بالتأكيد السيارات.
 وأوضح أن الاتحادات الكبرى في العالم، كالولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي تسعى إلى إيجاد متنفس لحلّ هذه الأزمة من خلال الشراكات الاستثمارية، واقتراح قوانين لدعم صناعة الرقائق، ويؤدي تعدد مصادر الإنتاج، وعدم الاستحواذ عليها من قبل بعض الشركات والدول إلى الحد من تحديات تصنيعها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©