عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
تبحث شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، عن المزيد من الفرص الاستثمارية بمجال طاقة الرياح، من خلال التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم تستهدف تطوير وإنشاء وتشغيل محطات طاقة رياح بحرية وبرية في العديد من بلدان العالم، فضلاً عن مواصلة تنفيذ وتدشين العديد من المشاريع الجديدة.
وقال محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لـ«مصدر» لـ«الاتحاد»: تحرص «مصدر» على تعزيز قدراتها في قطاع طاقة الرياح، الذي يمثل سوقاً ينطوي على أهمية استراتيجية، وسنقوم بتسخير خبراتنا الواسعة في هذا المجال من أجل المساهمة في دعم جهود الدول لتحقيق طموحاتها المتعلقة بتنويع مصادر الطاقة، وتسريع وتيرة التحوّل نحو مصادر طاقة نظيفة، وتحقيق الأهداف الخاصة بالحياد المناخي.
تمثل محطات الرياح البرية والبحرية العائمة، حلولاً فعّالة لتوليد الكهرباء بتكلفة منخفضة وبدون انبعاثات كربونية. وتشمل مشاريع «مصدر»، التي تم تنفيذها بالفعل، في مجال محطات طاقة الرياح البحرية «مصفوفة لندن»، ومحطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة، ومحطة طاقة الرياح البحرية العائمة «هايويند اسكوتلاند» التي دخلت حيز التشغيل في أكتوبر 2017.
وفي مجال طاقة الرياح البرية تشمل قائمة مشاريع «مصدر»، محطة دومة الجندل في المملكة العربية السعودية، ومحطة «ظفار» في سلطنة عُمان، و«الطفيلة» في المملكة الأردنية الهاشمية، و«شيبوك 1» في صربيا، ومحطة «ميناء فيكتوريا» في جزر سيشل، و«كرونوفو» في مونتينيغرو، ومحطة طاقة رياح مقاومة للأعاصير في ساموا. ولدى «مصدر» العديد من محطات طاقة الرياح البرية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تضم محفظة مشاريعها محطة «روكسبرينغز» ومحطة «سترلينغ» ومحطة «كويوتي» ومحطة «لاس ماهايداس» ومحطة «ميليغان 1».
فرص التعاون
وأعلنت «مصدر»، وشركة «آر دبليو اي رينوبلز» الألمانية خلال شهر سبتمبر الماضي، عن توقيع مذكرة تفاهم تستهدف بحث فرص التعاون لتطوير محطات طاقة رياح بحرية في عدد من الأسواق الرئيسية.
وبموجب مذكرة التفاهم، ستعمل الشركتان على بحث المزيد من الفرص لتطوير مشاريع أخرى يحدد طبيعتها الطرفان. وتمتلك كلٌ من «مصدر» و«آر دبليو اي» حصصاً في مشروع مصفوفة لندن، التي دخلت طور التشغيل في العام 2012.
تطوير وتشغيل
وأعلنت «مصدر» مطلع شهر سبتمبر الماضي، عن إتمام عملية الإغلاق المالي لمشروع محطة «زارافشان» لطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاواط، والتي تعد أول محطة طاقة رياح تقام على مستوى المرافق الخدمية في أوزبكستان. وكانت شركة «مصدر» قد أبرمت اتفاقيات مشتركة مع الحكومة الأوزبكية في عام 2020 لتطوير وإنشاء وتشغيل محطة زرافشان لطاقة الرياح، أكبر مشروع طاقة متجددة في منطقة آسيا الوسطى، حيث يأتي هذا المشروع في إطار خطط أوزبكستان لتوفير 25% من حاجتها من الكهرباء من مصادر متجددة مع نهاية العقد الحالي. ومن المتوقع أن تدخل محطة زارافشان لطاقة الرياح بقدرة 500 ميجاواط حيز التشغيل التجاري بنهاية عام 2024، وسوف تكون قادرة على توفير الكهرباء لـ500 ألف منزل والمساهمة في تفادي إطلاق 1.1 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
مشاريع متكاملة
ووقعت «مصدر» خلال يونيو الماضي اتفاقيات مع وزارة الطاقة في جمهورية أذربيجان لتطوير مشاريع طاقة نظيفة ومتجددة بقدرات إنتاجية إجمالية تبلغ (4 جيجاواط) في المرحلة الأولى، مع الحصول على حق تطوير (6 جيجاواط) إضافية كمرحلة ثانية. وشملت الاتفاقيات في المرحلة الأولى، تنفيذ مشاريع لطاقة الرياح البرية بقدرة 1 جيجاواط، وأخرى في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 1 جيجاواط، بالإضافة إلى اتفاقية لتطوير مشاريع متكاملة لطاقة الرياح البحرية بقدرة 2 جيجاواط لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
تعاون مشترك
وشهد شهر مايو الماضي، توقيع شراكة استراتيجية بين «أدنوك» و«مصدر» و«بي بي» تهدف إلى تحقيق تقدم ملموس في التعاون المشترك بين الأطراف الثلاثة في مجالات الطاقة المتجددة، بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف والتكنولوجيا المتطورة للاستفادة من الفرص التي يوفرها التحول في قطاع الطاقة.
واتفقت «أدنوك» و«بي بي» على بدء مرحلة التصميم (FEED)، في مشروع «اتش تو تيسايد» للهيدروجين المنخفض الكربون في المملكة المتحدة، بينما وقعت شركة «مصدر» و«بي بي» مذكرة تفاهم لبحث فرص التعاون المحتمل في تشييد منشأة «تيسايد» لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مجمّع «تيسايد» الصناعي بالمملكة المتحدة والتي سيتم تشغيلها بطاقة الرياح البحرية.
بحث الفرص
كما أعلنت «مصدر» في ذات الشهر عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة الإنشاءات البترولية الوطنية، وذلك بهدف بحث فرص التعاون في مجالات طاقة الرياح البحرية، والهيدروجين الأخضر، وغيرها من تقنيات الطاقة المتجددة. وسوف تركز الشركتان بدايةً على التعاون في مجال طاقة الرياح البحرية، على أن يتوسع نطاق التعاون ليغطي قطاعات أخرى من ضمنها إنتاج الهيدروجين الأخضر ونظم بطاريات تخزين الطاقة.
فرص تطوير
ووقعت «مصدر» مطلع العام الحالي، اتفاقية مع «كوزمو انرجي هولدينجز كو»، وذلك لبحث فرص تطوير مشاريع طاقة متجددة تشمل مشاريع في مجال طاقة الرياح البحرية باليابان.
وبموجب مذكرة التفاهم، سوف تعمل «مصدر» و«كوزمو انرجي» على تطوير مشاريع لطاقة الرياح البحرية، والتي تسهم في دعم تحقيق أهداف اليابان المتمثلة في توفير 10 جيجاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030 و45 جيجاواط بحلول عام 2040.
وتم في شهر ديسمبر الماضي الإعلان عن شراكة تجمع كلاً من شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» وشركة مبادلة للاستثمار «مبادلة» وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، والتي تمكن كلاً من هذه الشركات من امتلاك حصة في «مصدر»، وذلك بهدف تعزيز مكانة الشركة العالمية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة. وسوف يتم في إطار هذه الشراكة الجديدة زيادة حجم استثمار الشركة في تقنيات الطاقة المتجددة، والتي تشمل طاقة الرياح.
تدشين مشاريع جديدة
شهد العام الماضي تدشين «مصدر» لعدد من المشاريع الجديدة بمجال طاقة الرياح، حيث أقامت «مصدر»، وصندوق «تاليري سولار ويند 2» في ديسمبر، مراسم تدشين رسمية لمشروعين لطاقة الرياح يتشاركان في ملكيتهما في بولندا.
وكانت قد أعلنت كل من «مصدر» وصندوق «تاليري سولار ويند 2»، في يناير 2021 عن استحواذهما على حصص بنسبة 50% لكل منهما في مشروعين لطاقة الرياح، ليكون ذلك أوّل استثماراتهما في قطاع الطاقة المتجددة في بولندا.
وتقع محطة «ملاوا» لطاقة الرياح التي تبلغ قدرتها 37.4 ميجاواط في محافظة «مازوفيتسكي» شمال بولندا، فيما يقع مشروع «كراجيو»، الذي يضم محطتين لطاقة الرياح بقدرة إجمالية تبلغ 14 ميجاواط، في محافظة «بودلاسكي» بالشمال الشرقي.
وفي أغسطس 2021، تمت عملية ربط محطة دومة الجندل لطاقة الرياح، الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط والأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية، بشبكة الكهرباء الرئيسية في السعودية، لتبدأ عملية التشغيل لتنتج المحطة أول ميجاواط ساعي من طاقة الكهرباء الخالية من الكربون. ويتولى ائتلاف تقوده «إي دي إف رينوبلز» و«مصدر»، مهمة تطوير محطة دومة الجندل لطاقة الرياح على مستوى المرافق الخدمية وباستطاعة 400 ميجاواط.
