الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كيف يمكن تسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة؟

حقل «بيجاجا» في ماليزيا التابع لشركة مبادلة للطاقة
6 سبتمبر 2022 15:54
  • حقل «بيجاجا» في ماليزيا التابع لشركة مبادلة للطاقة
    حقل «بيجاجا» في ماليزيا التابع لشركة مبادلة للطاقة

 


*منصور محمد آل حامد

إرث طويل تفخر به دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال توفير الطاقة للعالم، وهو ما رسخ أسس النمو والتنمية، واستمراريته كركيزة أساسية للاقتصاد المحلي.

وخلال الأعوام القليلة الماضية، شهدنا أحد أكبر التحولات، وهو تحقيق طموح دولة الإمارات العربية المتحدة في انتقالها من دولة رائدة في إنتاج المنتجات النفطية إلى وجهة رائدة في مجال تحول قطاع الطاقة. ولا يخفى التزام دولة الإمارات بهذا التحول، والتي توفر من خلالها الخطة الوطنية لتغير المناخ خريطة طريق للوصول إلى الهدف المنشود، حيث تقرر استثمار 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة على مدى العقود الثلاثة المقبلة. وفضلاً عن ذلك، فإن التعهد إزاء الوصول إلى مستوى الحياد الكربوني التام في عام 2050 يجعل الإمارات أول دولة في المنطقة تلتزم بهذه الغاية.

مؤتمر المناخ

ويضيف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ الذي يعقد في الإمارات العام المقبل المزيد من الزخم، كما سيعزز الدور الريادي للدولة، وبالنسبة إلينا كشركة دولية للطاقة تنتشر عملياتها في 11 دولة، فإننا في طليعة هذا التغيير، وكذلك تُشاركنا شركات المرافق والطاقة في أبوظبي ذات الرؤية.

وهنا يبرز سؤال مهم: كيف يمكن لقطاع النفط والغاز أن يلعب دوراً رئيسياً في تحول الطاقة، وحتى المساعدة في تسريع وتيرة التغيير؟ إن نقطة البداية تتلخص في إثبات حقيقة أن شركات الطاقة المسؤولة تلعب دوراً حيوياً، ويمكن أن نأخذ الغاز الطبيعي كنموذج لجسر يصلنا لمستقبل قليل الانبعاثات؛ إذ تعد البصمة الكربونية للغاز الطبيعي أقل بنسبة 50% تقريباً من الفحم، بالإضافة إلى أن الغاز يتوافر بكميات كبيرة، ويستند على شبكة من البنية التحتية تضمن وصول منتجاته إلى المجتمعات بأمان وكفاءة. وفي مناطق مثل جنوب شرق آسيا التي تحظى بتركيبة سكانية شابة وحيوية، تشير التوقعات إلى نمو متزايد في الطلب على الغاز خلال العقد المقبل.


عجلة النمو والتطور 
ومن شأن هذا التحول أن يدعم عجلة النمو والتطور في تلك المجتمعات، وفي هذا الصدد نفخر بدورنا الفاعل، لاسيما وأننا بدأنا أخيراً الإنتاج في مشروعنا الرائد للغاز «بيجاجا» في ماليزيا، ليتوّج عشر سنوات من جهود التطوير، تم فيها ضخ ما يزيد على مليار دولار.
نؤمن أن الغاز هو جزء من الحل، وهذا ما يفسر التزامنا بتوسيع مكانتنا عبر سلسلة القيمة للغاز، إضافة لامتلاكنا حالياً محفظة منحازة للغاز بنسبة 70%، لكن في الوقت الذي يلعب فيه الغاز دوراً مهماً في عملية التحول، فهو يمثل مكوناً واحداً فقط من عناصر المعادلة، وأعتقد أن هناك ثلاث ركائز أساسية يجب توظيفها في قطاع النفط والغاز.
الأولى، ضرورة أن نكون واضحين بشأن نوايانا وخططنا المستقبلية، ومن هذا المنطلق، أصبحت مبادلة للبترول اليوم مبادلة للطاقة، وهذه العلامة التجارية القوية ليست مجرد تحديث للشكل العام، بل هي تجسيد لإستراتيجية الشركة الجديدة وبالتالي أداء دورنا في تحول الطاقة من خلال التوسع في سلسلة القيمة للغاز، إضافة إلى التوسع في قطاعات الطاقة الجديدة، مثل الهيدروجين الأزرق والتقاط الكربون.
وندرك تماماً أن الطريق أمامنا لن يكون سهلاً في ظل المشهد التنافسي، حيث تتحد العديد من شركات الطاقة لتبني إستراتيجيات مماثلة، ومع ذلك نمتاز ببصمتنا الفريدة في هذا المجال، وتوجيه الاستثمارات لتقليل الانبعاثات من عملياتنا. وأرى أنه من المهم أن نشير إلى هذا التغيير وهو ما تهدف علامتنا التجارية الجديدة للقيام به على أرض الواقع.
وتتمثل الركيزة الثانية في إعطاء أولوية للتكنولوجيا، ففي مجالات أخرى مثل الهيدروجين الأزرق، لم نصل حتى الآن إلى التقدم التقني المثالي، ويمكننا تحقيق ذلك من خلال رعاية الابتكار وتقديم الحوافز ووضع سياسات قوية وطويلة الأجل. ونسعى لتطبيق هذا النهج عبر كافة مراحل عملياتنا، بدءاً من الإنتاج، مروراً بتكامل نظم الطاقة، وحتى طرق عمليات تقليل الانبعاثات الكربونية.


التحديات والحلول 
وأخيراً، ينبغي علينا أن نتشارك للتعامل مع هذه التحديات، إذ لا يمكن لطرف واحد إيجاد كافة الحلول، فضلاً عن أن العديد من المشاريع لا تزال في مراحلها التجريبية. ومن خلال الشراكات فقط، يمكننا بناء المعرفة وتعزيز الخبرات، وزيادة الثقة في الاستثمار من خلال تقاسم المخاطر.
لقد لمسنا هذا الواقع في الإمارات مع مجموعة من اللاعبين الرئيسيين في هذا القطاع، حيث اجتمعوا معاً لتطوير مؤسسات رائدة في المجالات المستحدثة ضمن منظومة الطاقة. ومن هذا المنطلق، فإننا في مبادلة للطاقة نعتبر الشراكة عنصراً أساسياً لاستراتيجيتنا الجديدة، وهذا ما يفسر عملنا مع عدد من شركائنا في مبادرات تحول الطاقة.
إن التحول بات حقيقة على أرض الواقع، ونلاحظ توالي فصوله في الوقت الراهن. ومع أنه ليس بذات الشكل والوتيرة ويتم في مناطق مختلفة، إذ سنشهد حتماً العديد من التحولات المتباينة، مع إمكانية تحقيق التوازن بين الحاجة إلى توفير طاقة بكميات موثوقة وآمنة للمجتمعات من جهة، وبين الأولويات الملحّة للاستدامة من جهة أخرى.
ومع إطلاق مبادلة للطاقة الفصل التالي من مسيرتها، فإنني على ثقة تامة من إمكانية تحقيق هذا التوازن، ونعلم أن الطريق لا يزال طويلاً أمامنا، لكن لا يمكننا التعامل مع تسريع التحول وكأنه أحد الخيارات، بل هي ضرورة ينبغي أن نراها واقعاً بيننا.


** الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للطاقة

 

المصدر: الاتحاد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©