عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (دبي)
يستعد القطاع السياحي والفندقي في دولة الإمارات لموسم سياحي مزدهر، يبدأ في منتصف سبتمبر الجاري ويستمر حتى أبريل من عام 2023، وسط مؤشرات إيجابية على استقبال تدفقات سياحية كبيرة، تسهم في تسجيل الفنادق لمعدلات إشغال قياسية، تعادل المستويات المسجلة خلال فترة استضافة «إكسبو 2020 دبي»، وفي ارتفاع أسعار الإقامة، بما يتراوح بين 20 و%30.
وكشف مديرو فنادق وشركات سياحية ومواقع حجز، عن تفاؤلهم بانطلاق القطاع السياحي في الدولة نحو موسم ثانٍ من الانتعاش بعد جائحة «كوفيد-19»، بما يرسخ مكانة الدولة في خريطة السياحة العالمية كإحدى أبرز مناطق الجذب على مستوى العالم؛ بفضل ما تزخر به من مقومات ومزايا تضعها في صدارة الوجهات السياحية المفضلة. وأرجع هؤلاء تفاؤلهم بالانتعاش المرتقب للسياحة في الإمارات خلال الموسم الجديد، إلى العديد من الأسباب، أبرزها، السمعة العالمية التي تحظى بها الدولة كواحدة من أكثر الوجهات السياحية أماناً في العالم، وتنوع وتعدد الخيارات السياحية التي توفرها الدولة للزوار، والجودة الفائقة للبنية التحتية المعززة لصناعة السياحة والسفر من منتجعات وفنادق ومطارات ووسائل نقل، والطقس المعتدل خلال الموسم وخاصة في فصل الشتاء، فضلاً عن استعداد القطاع لجني ثمار استضافة «إكسبو 2020 دبي» بعودة أعداد كبيرة من المشاركين والزوار إلى الدولة مرة أخرى مع عائلاتهم.
كأس العالم
وأضاف هؤلاء أن تزامن موسم الذروة بالقطاع السياحي في الإمارات مع انطلاق كأس العالم قطر 2022، الذي أعلنت دولة الإمارات عن منح حاملي بطاقة «هيّا» المخصصة لمشجعيه، تأشيرة سياحية متعددة الدخول والإقامة لمدة تصل إلى 90 يوماً برسوم مخفضة تبلغ 100 درهم، يبدأ التقديم عليها من 1 نوفمبر المقبل مع إمكانية التمديد لفترة مماثلة، من شأنه أن يسهم في استقطاب شرائح جديدة من السياح. وتوقعوا أن تبلغ حصة مشجعي كأس العالم من نزلاء بعض الفنادق ما يتراوح بين 5 إلى 10%، خلال فترة البطولة التي تبدأ 21 نوفمبر وتستمر حتى 18 ديسمبر 2022.
انتعاش متواصل
وتوقع هيثم عمر المدير العام لفندق الجداف روتانا، دبي، أن يشهد الربع الأخير من العام الجاري رواجاً سياحياً كبيراً في دولة الإمارات، مع انطلاقة الموسم السياحي والنمو القوي في الطلب من الأسواق الخارجية والمحلية، وزخم المعارض والمؤتمرات التي تستضيفها الدولة، فضلاً عن توقع استضافة بعض الفنادق لمجموعات سياحية مرتبطة بكأس العالم قطر 2022.
وتوقع عمر أن يحافظ القطاع الفندقي على مستويات الأداء القياسية التي سجلها خلال الربع الأخير من العام الماضي والتي سجل متوسط أسعار الغرف المتاحة خلالها ارتفاعاً كبيراً، بعد أن قفزت معدلات الإشغال لأكثر من 90%، بفضل استضافة إكسبو 2020 دبي، والتدفقات السياحية من كافة أنحاء العالم، مرجحاً أن تشهد أسعار الغرف الفندقية المتاحة ارتفاعاً يتراوح بين 30 و35% خلال الربع الأخير مقارنة بالربع الثالث من العام الجاري. وأكد هيثم محافظة القطاع الفندقي على تسجيل معدلات إشغال تتخطي الـ90%.
زخم يتجدد
من جهته، أفاد محمد عوض الله، الرئيس التنفيذي لمجموعة تايم للفنادق، أن المؤشرات الأولية للحجوزات الفندقية في الربع الأخير من العام الجاري، تشير إلى أن الموسم السياحي المقبل على أعتاب آفاق واعدة وموجة ازدهار كبيرة تبدأ اعتباراً من منتصف سبتمبر الجاري وتتزايد تدريجاً خلال الأشهر المقبلة.
وتوقع عوض الله أن تسجل الفنادق على معدلات إشغال مرتفعة تضاهي المسجلة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي التي شهدت انطلاق إكسبو 2020 دبي والزخم الكبير الذي شهدته فنادق الدولة، بدعم من السياحة الترفيهية وسياحة الأعمال والمؤتمرات، متوقعاً ارتفاع أسعار الغرف بنسبة تتراوح بين 20 و30% عن متوسط أسعار الربع الثالث من العام الجاري.
السياحة تجني ثمار «إكسبو»
من جهته، أشار سمير حمادة، الرئيس التنفيذي لشركة إيليفيت دي إم سي للسياحة، إلى وجود طلب مرتفع على السياحة إلى دولة الإمارات، ودبي مع بداية الموسم الجديد، الذي يعد أول موسم سياحي بعد إكسبو 2020 دبي، والذي حقق نجاحاً استثنائياً في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كوجهة سياحية مفضلة على مستوى العالم.
اعتدال أسعار الفنادق
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة إيليفيت دي إم سي للسياحة، أن تزامن ذروة الموسم السياحي في الإمارات الذي يتسم عادة بارتفاع طبيعي في الطلب من الأسواق الخارجية والإقليمية، مع انطلاق كأس العالم في قطر والطلب المتوقع أن يضيفه إلى الإشغال الفندقي في دبي بنسبة تتراوح بين 5 و10%، خلال فترة شهري نوفمبر وديسمبر، سيسهم في تعزيز الازدهار السياحي هذا الموسم، مشدداً على أهمية أن تحافظ الفنادق على مستويات أسعار معتدلة خلال فترة الذروة وعدم المغالاة بسبب الارتفاع المتوقع في الطلب.
موسم الذروة
من جهته، أشار روهيت فيج نائب رئيس قسم التطوير في شركة ستاي ويل القابضة، إلى أن الربع الأخير من العام يعد الفترة الأكثر رواجاً بالنسبة لقطاع الضيافة سنوياً، موضحاً أنه اعتباراً من أكتوبر، ستكون الأشهر الستة التي تليه هي الأكثر ازدحاماً نتيجة للطقس المناسب وعودة الزخم لصناعة المعارض والمؤتمرات.
أسعار الإقامة الفندقية
أظهرت بيانات شركات متخصصة في الحجوزات الفندقية عبر الإنترنت، قفزة كبيرة في أسعار الغرف في بعد الفنادق بالدولة خلال فترة كأس العالم «قطر 2022»، تصل إلى 60%، مقارنة بالفترة المماثلة في العام الماضي.
وأظهرت البيانات التي رصدتها «الاتحاد» أن متوسط سعر غرفة فندقية في قطاع الضيافة بالدولة سيتراوح بين 345 و410 دولارات خلالي شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين مقارنة مع سعر يتراوح بين 225 و240 دولاراً للفترة المماثلة من العام الماضي.
