السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محمد كركوتي يكتب: سوق العملات الرقمية.. والحاجة إلى التنظيم

محمد كركوتي يكتب: سوق العملات الرقمية.. والحاجة إلى التنظيم
22 أغسطس 2022 00:55

أكثر ما يثير الدهشة من مواقف المشرعين حيال العملات الرقمية في البلدان الغربية تحديداً، أنهم يهاجمونها، لكنهم لا يقومون بأي خطوة حيال مراقبتها أو تنظيمها أو السيطرة على حراكها بصورة أو بأخرى. ومع ذلك يعثرون على مناسبات لتكرار الجملة المشتركة بينهم، وهي «لا بد من تنظيم العملات المشفرة». حتى أن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد أكدت مراراً، أن العملات الرقمية لا تستند إلى شيء على الإطلاق. ليس مهماً تحليل المُشرعة الأوروبية الذي يعرفه الجميع، المهم أن المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) قرر أخيراً دخول ميدان متابعة ومراقبة وتنظيم الرموز المشفرة، بتحذير واضح للبنوك من مخاطر التعامل بهذه العملات.
المشاكل التي قد تظهر في أي لحظة، تشمل كل شرائح المستثمرين، الذين لا يزالون متمسكين بأهمية ضخ أموال في عملات مشفرة تعرضت لانهيار تلو الآخر، بما في ذلك أكبر عملة «بتكوين» التي خسرت أكثر من 70% من قيمتها منذ نهاية العام الماضي. وكان ذلك طبيعياً مع تراجع القيمة الإجمالية لرموز التشفير من ثلاثة تريليونات إلى 900 مليار دولار. المخاطر التي تؤرق المشرعين الأميركيين هي تلك التي تستهدف الاستقرار المالي، في جو مضطرب يمر به الاقتصاد العالمي. فأزمة مالية جديدة تضاف إلى المشهد الدولي العام، ستقلب كل الموازين المتبقية في الميدان الاقتصادي. كل ما يريده هؤلاء المشرعون حالياً، أن تنسق البنوك مع «الفيدرالي»، لضبط الحراك، والتأكد من قانونيته.
لكن المشكلة تبقى حاضرة، إذا ما ظلت اللوائح التنظيمية المباشرة للعملات المشفرة شبه غائبة عن المشهد. بما في ذلك أدوات تتبع الشبهات بغسل الأموال، أو تمويل الإرهاب، إلى جانب طبعاً، المطالبات المالية الأخيرة بتغطية الخسائر الهائلة، وتحديداً من صناديق التحوط. والخوف الحالي أيضاً، يأتي من موجة كبيرة من الاقتراض أقدم عليها مستثمرون صغار، لضخها في العملات المشفرة، على أمل جني مكاسب عالية وسريعة. ما يرفع احتمالات حدوث أزمة ديون، وسط هذا المشهد المضطرب. وقبل أيام، اعتذر مؤسس عملة «تيرا» الكوري الجنوبي دون كوون للمستثمرين على الخسائر التي تسبب بها، وبلغت 40 مليار دولار. لكنه في ساعات قليلة أسس عملة جديدة أطلق عليها «تيرا 2»، هبطت في اليوم الأول لطرحها من 11 إلى 2 دولار.
يبدو أن «الفيدرالي الأميركي» جاد هذه المرة في متابعة حراك العملات الرقمية، لكن لم يُظهر حتى الآن أي «أسلحة» قوية بهذا الصدد، باستثناء بعض التحذيرات للبنوك بضرورة التنسيق معه، علماً بأن خطواته لإصدار عملة رقمية خاصة به (الدولار الرقمي) لا تزال بطيئة، وكذلك الأمر على ساحات البنوك المركزية الرئيسة حول العالم، التي باتت هي الأخرى تخشى من فقاعة مالية تنفجر في أسوأ وقت، من سوق لعملات مشفرة بلغ عددها أكثر من 4000 عملة لم تكتسب أي منها الثقة، من قبل أي من المشرعين، باستثناء بعض أولئك المستثمرين الباحثين عن الثراء السريع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©