عدد اليوم
حسام عبدالنبي (دبي)
حدد خبراء في مجال التقنية وتكنولوجيا المعلومات 10 مكاسب تجنيها الشركات من وراء استخدام الحلول التكنولوجية المتعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ورقمنه العمليات والأنظمة، مؤكدين أن الحلول التكنولوجية باتت ضرورية لاستمرارية الأعمال والقدرة على التكيف مع متطلبات عصر الاقتصاد الرقمي.
وبحسب الخبراء، تلخص مكاسب الشركات من تطبيق الحلول التكنولوجية في اتخاذ القرارات الإدارية السليمة، مع تقديم حلول واقعية لمشكلات سلاسل التوريد، والتنبؤ والوقاية من أعطال الإنتاج، إلى جانب تحسين خدمة العملاء، والتسعير الدقيق للمنتجات، وتحسين رضا الموظفين، مع تعزيز مرونة الأعمال، وزيادة المبيعات وتحسن الربحية، واستمرارية الأعمال خلال الأزمات، فضلاً عن الامتثال للقوانين واللوائح المنظمة للأعمال.
وحسب تقرير لشركة أبحاث الأسواق العالمية «غارتنر» فمن المتوقع أن يصل إجمالي الإنفاق على تقنية المعلومات في العالم إلى 4.5 تريليون دولار في العام 2022، بزيادة قدرها 3% عن العام 2021، مقدراً حجم الإنفاق على تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الجاري بأكثر من 170 مليار دولار.
حلول الصناعة
بدايةً يرى خالد الشامي، نائب الرئيس لاستشارات الحلول بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «إنفور»، إنه في ظلّ التحدّيات المتنامية التي تواجه القطاع الصناعي اليوم، كالتضخم ومشاكل سلاسل التوريد والتوترات السياسية، بدأ الكثير من الشركات الصناعية في اللجوء إلى حلول تعلّم الآلات للمساعدة في التغلّب على تلك التحدّيات وتعزيز عملياتها وتحقيق النمو، منبهاً أن حلول الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات يمكن أن تصبح أصولاً قيمة لتوسيع معرفة المصنّعين بعملياتهم ومنتجاتهم وإنتاجهم، كما أنها تعزز إجراءات اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وتضفي قيمة أساسية على الأعمال، ما يُكسب كليهما أهمية أكبر من أي وقت مضى في مناخ اليوم المليء بالتحدّيات.
وقال الشامي، إنه في ظل جائحة كورونا برزت ستة محركات أساسية معزّزة للقيمة، يمكن للمصنّعين الاستفادة منها عبر دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات، وهي معلومات العمليات، معلومات الأصول، معلومات التنبؤ، معلومات المبيعات، معلومات التسعير، وأخيراً معلومات رأس المال البشري.
وأوضح أنه فيما يخص معلومات العمليات فيمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات، زيادة قدرة الشركات على اتخاذ القرارات السليمة لكل من عمليات الأعمال وعمليات التصنيع عبر التعامل مع طريقة لاكتشاف الانحرافات في نظام المحاسبة لمنع الاحتيال.
وأشار إلى أن معلومات الأصول تُعدّ شائعة الاستخدام في الصيانة التنبؤية والوقائية، ومن المفيد أن تكون الشركة قادرة على التنبؤ بوقت تعطل إحدى المعدات أو تعطّلها غير المتوقع عن العمل، خاصة أن ذلك يمثل أحد الأسباب الرئيسة لضياع الفرص وخسارة القيمة أثناء الإنتاج، لافتاً إلى أن حلول تعلّم الآلات تساعد بفعالية في حلّ مشكلات سلاسل التوريد، عبر معرفة الشركة لما يجب أن تطلبه من مواد، والوقت المناسب لذلك، كما تمكّنها من التنبؤ عندما يكون هناك شُحّ في بعض المواد.
وأضاف الشامي، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات تتيح للشركات معلومات المبيعات والتي تساعد في تحسين الكفاءة والفاعلية في إدارة علاقات العملاء، وتجيب على التساؤلات حول «أفضل العملاء المستهدفين المحتملين»، كما تساعد في التنبؤ بأهداف المبيعات للعام القادم.
وذكر أن الحصول على معلومات التسعير من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات، تدعم تسعير المنتجات بناء على آليات السوق وتكشف عن الفرص، حيث يمكن رفع الأسعار لزيادة الهوامش الربحية، وكذلك معرفة المَواطن التي قد تتقلص فيها الهوامش وكيفية التعامل معها، مؤكداً أن معلومات رأس المال البشري، ترفع كفاءة العمل عبر تقديم رؤىً متعمقة حول سبل تحسين رضا الموظفين واستبقائهم، كما يمكنها تحديد الموظفين الذين يفكرون في ترك العمل قبل أن يقدموا استقالاتهم، وهذه مسألة مهمة في ظلّ الشُحّ الحاصل في سوق الكفاءات المهنية اليوم.
أداء الشركات
ومن جهته أكد جيرهارد هارتمان، نائب رئيس المشاريع متوسطة الحجم في «سايج» الشرق الأوسط وأفريقيا، أن التكنولوجيا تساهم في تحسين أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة بشكل ملموس، ولذلك فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة بادرت بعد أزمة وباء كوفيد-19، إلى تسريع خطط الأعمال الخاصة بها لتشمل الإنفاق على التقنيات الحديثة، مرجعاً ذلك إلى دراسات أظهرت أن الرقمنة ساهمت في تعزيز مرونة الأعمال على المدى البعيد وزيادة الأرباح قبل احتساب الفوائد والضرائب بمعدل يتراوح بين 12 إلى 20% خلال العام الأول من استخدام التقنيات الرقمية، وأنها عززت سرعة دخول الأسواق بمعدل يتراوح بين 40 إلى 50%.
وحدد هارتمان، ستة أسباب رئيسية تدفع الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الاستثمار في تحسين قدراتها التقنية، فقال إن أتمتة العمليات الروتينية تساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة على أن تتحلى بالكفاءة والمرونة وزيادة تركيز الموارد البشرية في الشركة على الأمور الاستراتيجية وخدمة العملاء والمجالات الأخرى ذات القيمة المضافة.
وقال: إن التكنولوجيا المبتكرة تتيح للشركات الصغيرة والمتوسطة ميزات المرونة والكفاءة والاطلاع الكافي لإدارة الشؤون المالية والعمليات والموظفين، وبإمكان تلك الشركات استخدام البيانات الفورية المستقاة من الموارد البشرية وقوائم الرواتب ومنصات المحاسبة للحصول على رؤية دقيقة لأداء الأعمال وتوقع التوجهات المستقبلية وتحسين الأرباح. وأضاف أنه يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة التكيف بشكل أفضل مع المتغيرات عند استخدام التكنولوجيا المناسبة.
وذكر هارتمان، أنه علاوة على تبسيط العمليات اليدوية، تساعد أنظمة الموارد البشرية وأنظمة الرواتب على تغيير تجربة الموظفين، وعند دمج أنظمة الموارد البشرية وأنظمة الرواتب سيوفر ذلك تجارب خدمة ذاتية تساعد على تمكين الموظفين بحيث يستخدمون الخدمة الذاتية على أجهزتهم الذكية أو حواسيبهم لمراجعة معلوماتهم وتحديثها، والنفاذ إلى كشوف المرتبات، وتقديم طلبات الإجازات وغيرها.
تعزيز الابتكار
يقول دانييل جيانغ، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «علي بابا كلاود إنتليجنس»، إن توظيف الذكاء الاصطناعي عبر السحابة، يعزز الابتكار ويسهم في خلق فرص جديدة للنمو في قطاع التجزئة، منوهاً بأن جائحة كورونا حفزت العديد من العلامات التجارية في قطاع البيع بالتجزئة لتسريع خططها الرامية إلى تعزيز حضورها على الإنترنت، حيث أدركت العديد من العلامات التجارية حاجتها إلى تكييف استراتيجياتها بسرعة وبشكل كبير، وتجديد بنيتها التحتية لتكنولوجيا المعلومات بالكامل، وهي تدابير ضرورية للاستجابة بفعالية للتغيرات الحاصلة في سلوك المستهلكين، واغتنام فرص البيع بالتجزئة أثناء تطورها في الاقتصاد الرقمي بعد الجائحة.
وقال: إن العديد من تجار التجزئة اكتشفوا خلال فترة الجائحة، الدور الذي لعبته تقنيات الحوسبة السحابية، المدفوعة بالتحليلات، في دعم الزيادة الهائلة في أعداد المتسوقين عبر الإنترنت وقدرتها على توفير خيارات متعددة تتيح توسيع نطاق البنية التحتية أو تقليصها بناءً على احتياجات العمل في الوقت الفعلي، إلى جانب مساهمة الحلول المتنوعة التي توفرها الحوسبة السحابية، مثل حلول الشبكات العالمية، وحلول إدارة الحاويات، وخدمات النسخ الاحتياطي وإمكانية الاسترداد الموحدة، في طمأنة تجار التجزئة بقوة ومتانة منصاتهم، بغض النظر عن التنامي السريع في الطلب على منتجاتهم.
ولفت إلى أن رقمنة عمليات تلبية طلبات العملاء، وتدقيق ومراجعة المدفوعات، ومعلومات المخزون وعمليات سلسلة التوريد يساعد إدارة الشركات في اتخاذ قرارات مستنيرة مع سهولة الوصول إلى العملاء النهائيين مباشرةً، مع تقديم تجربة تسوق سلسة عبر أو دون الاتصال بالإنترنت للمتسوقين.
وأشار جيانغ، إلى أن توظيف الحوسبة السحابية مهم لتعزيز تجربة العملاء؛ إذ تؤدي التكنولوجيا المبتكرة إلى تقديم تجربة تسوق مميزة عبر الإنترنت تضاهي تجربة التسوق في المتجر، ويعد البث المباشر من الأدوات المفيدة في تحسين تجربة تفاعل العملاء للمساعدة في زيادة المبيعات.
التقنيات في شكل خدمات
أفاد جون ديفيد لڤلوك، نائب الرئيس للأبحاث الكبرى لدى «غارتنر»، بأن الزيادات في الأسعار وضعف القدرة على التوريد حول العالم، عوامل جعلت مسؤولي تقنية المعلومات في المؤسسات يفضلون الحصول على التقنيات في شكل خدمات، عوضاً عن تملّكها، موضحاً أن الإنفاق على التقنيات السحابية حقق نمواً قدره 18.4 % في العام 2021، ويُتوقّع أن يرتفع إلى 22.1 % في 2022.
وتوقع لڤلوك، أن يشهد الإنفاق على أنظمة مراكز البيانات أقوى نمو بين جميع القطاعات في العام 2022، وذلك بنسبة 11.1 %، وأن تنمو الاستشارات السحابية وتنفيذ المشاريع السحابية والخدمات السحابية المدارة بنسبة 17.2 % هذا العام، لتبلغ قيمتها 255 مليار دولار، بعد أن وصلت إلى 217 مليار دولار في 2021، ما يساعد على دفع قطاع خدمات تقنية المعلومات بشكل عام إلى تحقيق نمو يبلغ 6.2 % في 2022.
مكاسب استخدام الحلول التكنولوجية
1- اتخاذ قرارات إدارية سليمة
2- حل مشكلات سلاسل التوريد
3- التنبؤ والوقاية من أعطال الإنتاج
4- تحسين خدمة العملاء
5- التسعير الدقيق للمنتجات
6- تحسين رضا الموظفين
7- تعزيز مرونة الأعمال
8- زيادة المبيعات وتحسن الربحية
9- استمرارية الأعمال خلال الأزمات
10- الامتثال للقوانين واللوائح
