الرهن العقاري الأميركي يسجل أدنى مستوى في عقدين

شريف عادل (واشنطن)

أخبار ذات صلة

استطلاع رأي: اهتمام الأميركيين بسباق الرئاسة في أدنى مستوياته

الرئيس الصيني: واشنطن وبكين يجب أن تكونا شريكتَين وليس خصمين

مع بقاء معدل التضخم عند أعلى مستوياته في أكثر من أربعة عقود، واضطرار بنك الاحتياط الفيدرالي لاتباع سياسات نقدية تقييدية، تشمل رفع معدلات الفائدة والتوقف عن شراء السندات، ومنها سندات الرهن العقاري، من السوق الثانوية، تراجع الطلب على قروض الرهن العقاري في الولايات المتحدة لأدنى مستوياته في اثنين وعشرين عاماً، بعد أن التهمت الأسعار المرتفعة دخول الأميركيين، ولم تترك لهم الكثير مما يمكن توجيهه لسداد المزيد من الأقساط.
وخلال الأسبوع الماضي فقط تراجع الطلب على هذه القروض بنسبة 6.3% مقارنة بالأسبوع السابق، وبما يقرب من 19% مقارنة بنفس الأسبوع من العام الماضي، حيث لم يقتصر الأمر على استمرار ارتفاع أسعار المنازل بوتيرة غير مسبوقة خلال العامين الماضيين، وإنما امتدت معوقات الشراء لتشمل ارتفاع معدل الفائدة الذي تطلبه مؤسسات الإقراض، ليقترب من ضعف ما كان عليه مطلع العام الحالي.
وأرجع جويل كان، نائب رئيس جمعية مصرفيي الرهن العقاري MBA للتوقعات الاقتصادية والصناعية، تراجع الطلب على شراء العقارات إلى ارتفاع الفائدة على قروض الرهن العقاري، التي أضرت أيضاً بعمليات إعادة التمويل التي تقدمها مؤسسات الإقراض. وقال كان: «تراجعت استمارات طلب قروض الرهن العقاري للأسبوع الثالث على التوالي، وصولاً لأدنى مستوياتها منذ عام 2000، بعد أن وصلت معدلات الفائدة المطبقة لأكثر من اثنين بالمائة فوق ما كانت عليه قبل عامٍ واحدٍ فقط»، متوقعاً استمرار التراجع خلال الأسابيع المقبلة.
وتراجع الطلب على القروض التقليدية والحكومية لشراء المنازل منذ بداية الربع الثاني من العام الحالي بعد أن أسهمت توقعات دخول الاقتصاد الأميركي، والعالمي، في ركود، نتيجة لمحاولات البنك الفيدرالي كبح جماح التضخم من خلال رفع معدلات الفائدة. ورغم رفع معدلات الفائدة على أموال البنك لثلاث مرات خلال العام الحالي، كان آخرها هو الأعلى منذ عام 1994، مازال التضخم المرتفع يحد من قدرة راغبي الشراء، ويضع الكثير من التحديات أمام رغبتهم في تحقيق الحلم الأميركي وامتلاك منزل. وشجع تراجع الطلب الحالي مطوري العقارات على إبطاء نشاط بناء المنازل، لتجنب زيادة المعروض وانخفاض الأسعار، ولكن أيضاً بسبب النقص المستمر في مواد البناء، وارتفاع تكاليفها، وعدم توفر العمالة.
ومع تزايد توقعات الأسواق بقيام البنك الفيدرالي برفع معدل الفائدة على أمواله في اجتماع السابع والعشرين من شهر يوليو الجاري بما لا يقل عن خمسٍ وسبعين نقطة أساس، ارتفع متوسط معدل الفائدة الثابتة على قروض الرهن العقاري لثلاثين عاماً لمبالغ 647.2 ألف دولار أو أقل ليكون 5.82% بعد أن كان 5.74% في الأسبوع السابق، وذلك للقروض التي تمثل ثمانين بالمائة أو أقل من قيمة المنزل المطلوب شراؤه. وبالنسبة للمبالغ الأكبر، ارتفع متوسط معدل الفائدة المطبق عليها ليكون 5.31% مقارنة بمعدل 5.25% في الأسبوع السابق.