عدد اليوم
يوسف العربي (دبي)
يحقق السوق العقاري في الإمارات أداءً قوياً منذ بداية العام الجاري، في ظل توقعات بمواصلة المؤشرات الإيجابية وتحقيق نمو مطرد لسوق العقارات السكنية بحلول نهاية العام، بحسب خبراء عقاريين. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن السوق العقاري يشهد زيادة ملموسة في بيع العقارات الفاخرة والمميزة بالتزامن مع زيادة استثمارات أصحاب الثروات، والدخل المرتفع، فيما تحقق العقارات المتوسطة أداء إيجابياً. وأضافوا أن تَوفُّر البيئة الآمنة، وجودة الحياة الاستثنائية، وتكلفة المعيشة التي تتناسب مع مختلف مستويات الدخل، فضلاً عن انخفاض أسعار العقارات مقارنة بمعدلات الدخل، ساهمت كلها في انتعاش القطاع العقاري.
نمو مطرد
وقال هوازن اسبر، الرئيس التنفيذي لمشاريع المدن المتكاملة في «ماجد الفطيم العقارية» لـ«الاتحاد»: إن السوق العقاري في الدولة حقق أداءً قوياً منذ بداية العام الجاري، لذلك تتزايد التوقعات بمواصلة المؤشرات الإيجابية وتحقيق نمو مطرد لسوق العقارات السكنية بحلول نهاية العام.
وقال اسبر: إن القطاع العقاري شهد انتعاشاً ملموساً في ظل الدعم اللامحدود والمبادرات النوعية التي أطلقتها حكومة الإمارات مؤخراً متمثلةً في سياسات دعم الوافدين، وقوانين الإقامة الجديدة، وإقامة رواد الأعمال والمستثمرين، مما ساهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات في طليعة الدول كأفضل مكان للعيش والعمل، وإيجاد فرص استثمارية عديدة.
استثمارات أجنبية
وفي ما يتعلق باستثمارات الأجانب في المشروعات العقارية في دبي، قال اسبر: إن توجهات المشترين وتفضيلاتهم تتباين تبعاً لاختلاف المجمعات السكنية المتواجدة في كل بلد، وبالطبع يحتل سوق العقارات السكنية في مدينة دبي مكانة عالمية مرموقة مقارنة بالمدن العالمية الأخرى، نظراً للعديد من العوامل التي تسهم في استقطاب المشترين من مختلف أنحاء العالم.
ونوه إلى أنه من أبرز عوامل الجذب تَوفّر البيئة الآمنة، وجودة الحياة الاستثنائية، وتكلفة المعيشة التي تتناسب مع مختلف مستويات الدخل، فضلاً عن انخفاض أسعار العقارات مقارنة بنسبة الدخل.
وأشار إلى أنه تم رصد إقبال متزايد على الاستثمار العقاري من قبل أصحاب الدخل المرتفع خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي يشير إلى مرحلة جديدة من النمو خلال الفترة المقبلة.
ولفت إلى أن الكثير من المستثمرين هم من مقيمي دولة الإمارات، الذين قرروا الانتقال إلى أرضها للاستمتاع بمستوى معيشي استثنائي وبالنظر إلى المشروع الذي تطوره الشركة داخل مجمع تلال الغاف السكني، فإن النسبة الحالية للمشترين غير المقيمين تبلغ حوالي 20%، مع تسجيل زيادة مطّردة خلال الأشهر الماضية.
سوق مزدهرة
ومن جانبه، قال فرهاد عزيزي، الرئيس التنفيذي لشركة «عزيزي للتطوير العقاري»، إنه منذ ظهور جائحة «كوفيد – 19»، انتقل عدد كبير من الأثرياء، وأصحاب الثروات إلى الإمارات وخاصة دبي مع عائلاتهم، وأقبل هؤلاء على الاستثمارات العقارية الفخمة ذات العائد العالي.
وأضاف: «إنه وفق البيانات الصادرة عن دائرة الأراضي في دبي، يتبين أن حجم المبيعات في سوق الإسكان الفاخر في الإمارة ارتفع بنسبة 5.27% في الربع الأخير 2021، حيث تعد الإمارات ودبي المركز المثالي لهذه الفئة، ويعزى ذلك إلى تلبية احتياجاتهم في توفير جودة حياة استثنائية».
ولفت عزيزي إلى أنه فضلاً عن الأسس القوية التي يمتاز بها الاقتصاد الكلي، والقائمة على التجارة والعقارات والإنشاءات وغيرها من القطاعات المهمة، تعد الإمارات مركزاً عالمياً متقدماً للأعمال والسياحة.
ونوه بأنه تم إنشاء العديد من المشاريع العقارية الفاخرة الجديدة لزيادة عروض المنازل الراقية نتيجة تنامي الطلب من جانب المستثمرين على العقارات الفاخرة.
وأشار إلى أنه عندما يتعلق الأمر بالعائد على الاستثمار، يبدو أن الوحدات السكنية العائلية هي الأكثر ربحية بين أنواع مختلف الوحدات العقارية.
ونوه بأن دبي تعد سوقاً مزدهراً للمشترين، حيث لا تزال الأسعار منخفضة نسبياً للقدم المربعة مقارنة بالأسعار في المدن العالمية الأخرى، الأمر الذي يجعل منها ملاذاً آمناً، مع تحقيق نمو مضمون في ارتفاع قيمة العقارات وعائدات الإيجار على حد سواء.
مسار تصاعدي
وحول توقعاته لأداء القطاع العقاري في الإمارات خلال المرحلة المقبلة، قال إن السوق يمضي في مسار تصاعدي واضح موات للمشترين، حيث تكون أسعار العقارات أدنى من قيمتها الحقيقية، ما يجعلها أعلى جاذبية من الأسواق العالمية المماثلة.
وأضاف أن العديد من السمات المتميزة للاقتصاد الكلي، والإصلاحات التي أدخلت على نظام التأشيرات في الإمارات، وغيرها من التحسينات القانونية، وترسيخ مكانتها بصورة متزايدة كمركز رائد للأعمال والسياحة، فمن المؤكد أن الأسعار ستواصل مسار نموها بشكل أكثر وضوحاً.
ونوه بأن خبراء الصناعة يتوقعون أن تتجاوز نتائج العام الجاري الأرقام التي تحققت في العام 2021 بكثير، بالإضافة إلى ذلك كبح العرض عن طريق اللجنة العقارية العليا في دبي والتي تضع سقفاً لعمليات الإطلاق الجديدة.
وتوقع حدوث زيادة مستمرة في الطلب مع انتقال المشترين من التأجير إلى التملك، وتسجيل درجة أعلى من الإقبال على الاستثمار في العقارات الأكثر فخامة وبالتالي، ستتغير معادلة العرض والطلب بسرعة لتميل نحو زيادة الطلب، ما سيؤدي في نهاية المطاف أيضاً إلى ارتفاع واضح في الأسعار.
مؤشرات إيجابية
أكد محمد تركي، مدير العقارات في مجموعة الوليد العقارية أن السوق العقاري في الدولة يسجل أداءً قوياً منذ بداية العام الجاري، في ظل توقعات بمواصلة المؤشرات الإيجابية وتحقيق نمو مطرد لسوق العقارات السكنية بحلول نهاية العام.
وأرجع تركي انتعاشة العقارات إلى عدة عوامل منها التعديلات الإيجابية على قوانين الإقامة، فضلاً عن تنوع المنتج العقاري في الإمارة وملاءمته لمختلف شرائح المستثمرين. ونوه بأن الوقت الحالي هو الأنسب للاستثمار في العقارات الفاخرة والمميزة التي تتمتع بعوائد استثمارية عالية يصعب توافرها في الأسواق العقارية العالمية المماثلة.
أداء استثنائي
قال إسماعيل الحمادي المؤسس والرئيس التنفيذي للرواد للعقارات المتخصصة في الاستشارات والتسويق العقاري، إن سوق العقارات يحقق أداء استثنائياً نظراً لتضافر العديد من العوامل التي يأتي في مقدمتها التعديلات على أنظمة الإقامة والإقبال على العقارات الفاخرة.
وأكد أن العقارات الفاخرة كانت من العوامل التي ساهمت في حياكة أولى دعائم سمعة القطاع العقاري وترسيخ مكانته عالمياً، وستظل كذلك بفضل ضخ المزيد من الجهود لتعزيز وجودها في السوق وفق مشاريع نوعية تم تصميمها بطرق حديثة مبتكرة من طرف علامات تجارية عالمية.
وأضاف أن تراجع أسعار العقارات بسبب جائحة كوفيد- 19، أعاد العقارات الفاخرة إلى واجهة سوق الطلب مرة أخرى، وكان العام 2020 السنة التي تحققت فيها أمنيات الكثير من المقيمين ومن خارج الدولة في تملك عقارات أحلامهم بأسعار منافسة وما زالت الفرصة قائمة لكل من يرغب في ذلك حالياً، حيث مازال سوق العقارات الفاخرة يشهد حالة من النشاط تقوده صفقات بيع انتقائية في بعض المناطق، معززاً بالتغييرات الأخيرة التي طرأت على قانون الإقامة ومنح الجنسية للمقيمين وفق الشروط المنصوص عليها.
