عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن) في إشارة على اقتراب فقاعة العقارات الأميركية من الانفجار بعد سنوات من الانتعاش، شهد عدد المنازل المعروضة للبيع في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي ارتفاعاً كبيراً مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، بعد أن تسببت معدلات الفائدة الأميركية المرتفعة، والمبالغة في أسعار المنازل المعروضة للبيع، في عزوف المشترين للمرة الأولى منذ أكثر من خمسة أعوام على أقل تقدير.ويوم الخميس، قال موقع Realtor.com، الذي يعد واحداً من أكبر موقعين للترويج لمبيعات العقارات في الولايات المتحدة، إن ارتفاع الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري تسبب في تراجع المبيعات، لتسجل المنازل المعروضة للبيع الأسبوع الماضي ارتفاعاً بنسبة 9% مقارنة بنفس الأسبوع من العام الماضي، وهو أكبر ارتفاع لها منذ بدأت الشركة في تتبع أعداد تلك المنازل في عام 2017. وتزامنت البيانات الصادرة عن الموقع الشهير مع صدور تقرير آخر من شركة الوساطة في العقارات "ردفين" يؤكد ارتفاع عدد المنازل المضافة إلى قائمة المعروض للبيع خلال فترة الأسابيع الأربعة المنتهية منتصف مايو الجاري بمعدل يقترب من ضعف معدل ارتفاعها خلال نفس الفترة من العام الماضي.
قروض الرهن العقاري
وقالت داريل فيرويذر، كبير الاقتصاديين بالشركة، في لقاء مع قناة سي ان بي سي الإخبارية المختصة بالاقتصاد والأسواق، إن "ارتفاع معدلات الفائدة المطبقة على قروض الرهن العقاري تسبب في حدوث تحولات كبيرة في سوق الإسكان، ودفع ذلك بائعي المنازل إلى السعي للعثور على مشترٍ قبل أن يضعف الطلب بصورة أكبر". وتسبب الانخفاض الكبير في معدلات الفائدة الأميركية، وتريليونات الدولارات الرخيصة التي تم ضخها في الاقتصاد الأميركي في أعقاب ظهور فيروس كوفيد – 19 وصدور أوامر الإغلاق الكبير في أغلب الولايات الأميركية عام 2020، في انخفاض الفائدة على قروض الرهن العقاري إلى أدنى مستوياتها منذ بدء تسجيلها قبل ما يقرب من نصف قرن. ولامس معدل الفائدة على هذه النوعية من القروض لمدة ثلاثين عاماً 2.5% في بعض الصفقات خلال العامين الماضيين، الأمر الذي ساعد ملايين الأميركيين على شراء منزلاً جديداً، وتسبب في ارتفاع أسعار العقارات بصورة غير مسبوقة.
تشديد السياسة النقدية
ومع توجه بنك الاحتياط الفيدرالي لاتباع سياسات تقييدية، تشمل رفع معدلات الفائدة على أمواله وإيقاف مشترياته من السوق الثانوية للسندات، ارتفع معدل العائد على سندات الخزانة الأميركية لعشر سنوات، الأكثر تأثيراً في تسعير قروض الرهن العقاري، متجاوزاً 3.15% للمرة الأولى منذ عام 2018. ووفقاً لمكتب الإحصاءات الأميركية، انخفضت مبيعات المنازل حديثة البناء خلال شهر أبريل الماضي بنسبة 16% مقارنة بالشهر السابق.
وعلى نحو متصل، تراجعت المبيعات المعلقة، التي تقيس عدد ما تم توقيعه من عقود بيع المنازل القائمة، بنسبة 4% مقارنة بشهر مارس، وبنسبة 9% مقارنة بشهر أبريل من العام الماضي، ليكون الشهر المنتهي هو السادس على التوالي الذي يشهد انخفاضاً في المبيعات، التي تشهد حالياً أبطأ وتيرة لنموها في ما يقرب من عقد من الزمان.
