عدد اليوم
حسام عبدالنبي (دبي)
حققت المراكز المالية العاملة في الإمارات، نجاحات متتالية منذ بدء عملها قبل سنوات، وبفضل الرؤية الاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير وتنويع الاقتصاد، باتت تلك المراكز تتصدر قائمة أفضل المراكز المالية في العالم. وعبر المراكز المالية المختلفة، والتي تمثل مناطق حرة، نجحت دولة الإمارات في أن تصبح موطناً لأهم الشركات العالمية العاملة في القطاع المالي بعد أن وفرت بيئة أعمال لا يمكن منافستها، ما جعل تلك الشركات تفضل الاستقرار والعمل انطلاقاً من الدولة.
أفضل أداء
يعد مركز دبي المالي العالمي، أحد أبرز اللاعبين الرئيسيين في القطاع المالي العالمي، وواحداً من أهم المراكز المالية الرائد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وتثبت النتائج التي حققها المركز في العام الماضي، نجاح الرؤية الاستراتيجية لقيادة الدولة لتطوير وتنويع الاقتصاد حيث نجح المركز في تحقيق أفضل أداء سنوي في تاريخه، ليواصل دوره المحوري في دعم اقتصاد دولة الإمارات.
ونجح مركز دبي المالي العالمي خلال العام الماضي، وعلى الرغم من تحديات الجائحة العالمية، في تحقيق أهداف النمو المحددة في «استراتيجية 2024» قبل ثلاث سنوات من موعدها المقرر خلال النصف الأول من عام 2021 الذي شهد تسجيل 996 شركة جديدة في المركز، وهو أعلى رقم يسجل على الإطلاق خلال عام واحد بزيادة قدرها 36% بالمقارنة مع العام 2020. ويوازي هذا النمو في عدد الشركات المسجلة في المركز أكثر من ثلاثة أضعاف متوسط القيم المسجلة خلال العقد الماضي. وارتفع العدد الإجمالي للشركات المسجلة النشطة في المركز المالي من 2919 في عام 2020 إلى 3644 شركة في عام 2021 بزيادة قدرها 25%. كما ارتفع عدد الشركات التي تنشط في القطاع المالي والابتكار من 915 شركة في عام 2020 إلى 1124 شركة الآن بزيادة قدرها 23%.
وخلال عام 2021، قدّم مركز دبي المالي العالمي أداءً مالياً قوياً ساهم في تحقيقه أعلى مستويات الإيرادات السنوية والأرباح التشغيلية على الإطلاق. فقد ارتفعت إيرادات المركز بنسبة 16% لتصل إلى 897 مليون درهم إماراتي بالمقارنة مع 774 مليون درهم في عام 2020، وبنسبة زيادة قدرها 7% عن المستويات المسجلة خلال فترة ما قبل الجائحة في عام 2019 والتي بلغت حينها 838 مليون درهم والتي كانت أقوى سنة مالية في تاريخ المركز. وساهمت زيادة الإيرادات وتدابير ضبط التكاليف في تعزيز الأرباح التشغيلية للعام والتي بلغت 573 مليون درهم بزيادة قدرها 26% بالمقارنة مع عام 2020 الذي بلغت أرباحه التشغيلية 457 مليون درهم، وبنسبة 13% بالمقارنة مع عام 2019 الذي بلغت أرباحه التشغيلية 510 ملايين درهم.
وللمرة الأولى على الإطلاق، تجاوزت قيمة إجمالي الأصول حدود 14,80 مليار درهم (4 مليارات دولار أميركي)، مما يعكس بوضوح قوة الوضع المالي الذي يتمتع به المركز.
وواصل مركز دبي المالي العالمي الاستفادة من الإقبال القوي على مرافقه عالمية المستوى ذات الموقع الاستراتيجي. وخلال العام، تم تأجير 350 ألف قدم مربعة إضافية من المساحات التجارية ضمن المركز بالمقارنة مع 201,900 قدم مربعة في عام 2020، ويشكل ذلك زيادة بنسبة 73%.
الأفضل عالمياً
يصنف مركز دبي المالي العالمي ضمن قائمة أفضل المراكز المالية عالمياً فهو يحتضن 17 بنكاً من أصل أفضل 20 بنكاً في العالم، و25 من أصل أهم 30 بنكاً من البنوك ذات الأهمية النظامية عالمياً، وخمس من أصل أفضل عشر شركات تأمين، وخمس من أصل أبرز عشر شركات في مجال إدارة الأصول، وغيرها العديد من شركات المحاماة والاستشارات الرائدة على مستوى العالم.
وحقق المركز نمواً كبيراً عبر مختلف قطاعات أعماله، بما في ذلك الخدمات المصرفية وأسواق رأس المال وإدارة الثروات والأصول والخدمات المهنية. وجاء العدد الأكبر من العملاء الجدد في المركز من قطاعي التكنولوجيا المالية والابتكار. وخلال عام 2021، ازداد عدد هذه الشركات من 303 إلى 503 شركات.
وارتفع إجمالي قيمة الأصول المصرفية المحجوزة في مركز دبي المالي العالمي ليصل إلى 198.5 مليار دولار مقارنة بنحو 189.4 مليار دولار في عام 2020، بزيادة نسبتها 5%. ويمثل ذلك أكثر من 20% من إجمالي الأصول المصرفية المُوحّدة للقطاع المالي في دولة الإمارات. وارتفع إجمالي عمليات الإقراض التي أجرتها شركات المركز المالي ليصل إلى 108.1 مليار دولار، مقارنة بنحو 64 مليار دولار في العام السابق، بزيادة بنسبة 69%. واستثمر مديرو محافظ إدارة الثروات والأصول في مركز دبي المالي العالمي 151.4 مليار دولار في عام 2021 مقارنة بمبلغ 145.6 مليار دولار في عام 2020، بزيادة بنسبة 4%. وبلغ إجمالي أقساط التأمين المكتتبة لقطاع التأمين 1.8مليار دولار، بارتفاع من 1.7 مليار دولار في عام 2020، بزيادة قدرها 8%.
منظومة متكاملة
يوجد في سوق أبوظبي العالمي، 2932 كيان «شركة» مسجلة، وتتجاوز قيمة إجمالي الأصول المدارة 33 مليار دولار، ووقع السوق 116 اتفاقية شراكة مع السلطات المالية الرائدة في جميع أنحاء العالم إلى جانب 32 مذكرة تفاهم مع جهات تنظيمية مالية مختلفة في 18 دولة.
ونجح سوق أبوظبي العالمي، المركز المالي الدولي الذي يتخذ من عاصمة دولة الإمارات مقراً له، وتم افتتاحه في أكتوبر 2015، في الحصول على جائزة «أفضل مركز مالي للعام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» لأربع سنوات متتالية، تقديراً لمبادراته ومساهماته الفاعلة في القطاع المالي وأسواق رأس المال في المنطقة. وأثبت المركز قدرته على توفير منظومة مالية متكاملة وواسعة النطاق تسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد للتمويل ومزاولة الأعمال، وحلقة وصل استراتيجية بين الاقتصادات المتنامية في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا وسائر أنحاء العالم.
وتؤكد وزارة الاقتصاد أن سوق أبوظبي العالمي يوفر بيئة تنظيمية عالية الجودة للشركات المتخصصة بالقطاع المالي عبر نظام ترخيص مزدوج للشركات إذ تتيح للشركات المسجلة فيها التقدم للحصول على رخصة تجارية أخرى صادرة عن دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي (DED) مما سمح لتلك الشركات بإجراء أنشطة تجارية خارج حدود سوق أبوظبي العالمي
وترتكز استراتيجية سوق أبوظبي العالمي على المقومات ونقاط القوة الرئيسية التي تمتلكها إمارة أبوظبي، والتي تشمل الخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الثروات وإدارة الأصول وتداول المشتقات المالية والسلع والابتكار المالي والاستدامة. كما يشرف السوق باعتباره مركزاً مالياً دولياً على إدارة جزيرة المارية، وهي منطقة مالية حرة تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 114 هكتاراً (14.1 كلم مربع).
وخلال اجتماع مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، بعد إعادة تشكيله، قال أحمد جاسم الزعابي، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، إن الرؤى المستقبلية لسوق أبوظبي العالمي تتماشى مع مبادئ الخمسين التي تحدد توجهات الدولة للخمسين سنة المقبلة، مشدداً على مواصلة الجهود الرامية إلى إرساء بيئة شاملة ومتقدمة تمكن من نمو وتطوير المؤسسات المحلية والدولية في المنطقة وسائر أنحاء العالم. كما أكد المجلس خلال الاجتماع، مواصلة مسيرة النمو وتعزيز القطاع المالي واستقطاب الشركات والاستثمارات من أنحاء العالم مع توفير بيئة أعمال حيوية معززة بالابتكار والنمو وإطار تنظيمي راسخ.
استراتيجية 2030
وقال عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، إن مركز دبي المالي العالمي يلعب دوراً مهماً في حفز المرحلة الجديدة من النمو مع مساهمته بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، كاشفاً أن المركز سيركز في عام 2022 على دفع عجلة الاقتصاد المستقبلي من خلال جذب المزيد من استثمارات القطاع المالي إلى دولة الإمارات.
وأكد كاظم، أنه في أعقاب نجاح مركز دبي المالي العالمي بتحقيق أهداف النمو المحددة ضمن استراتيجيته لعام 2024 قبل موعدها المقرر بثلاث سنوات، تم إطلاق استراتيجية عام 2030 والتي تعكس الدور الهام الذي يلعبه المركز في دعم النمو الاقتصادي المستدام وترسيخ المكانة المتميزة التي تتمتع بها دبي كمركز عالمي للشركات المالية الرائدة وشركات التكنولوجيا المالية والابتكار
وأضاف كاظم: «وكجزء من استراتيجية 2030، دشّن مركز دبي المالي العالمي مركز«إنوفيشن هب» الذي يشكّل أكبر منظومة لشركات التكنولوجيا المالية والابتكار في المنطقة، وقد تمكن من تحقيق نجاح مذهل لدرجة أن مركز دبي المالي العالمي سيقوم بتنفيذ خطة توسعة للمركز بواقع 3 أضعاف لتصبح مساحته الإجمالية 315 ألف قدم مربعة بحلول نهاية عام 2023، لافتاً إلى أن المركز يحتضن أكثر من 500 شركة متخصصة في مجال التكنولوجيا والابتكار تتراوح بين شركات ناشئة وأخرى تعتبر من بين أبرز الشركات العالمية الكبرى في هذا المجال، أي ما يشكل نسبة تتجاوز 60% من إجمالي شركات التكنولوجيا والابتكار المتواجدة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
جاذبية دولية
وواصل مركز دبي للسلع المتعددة، تحقيق أداءً استثنائياً على مدار السنوات الماضية بدعم من مخططات والرؤية الاستراتيجية لقيادة الدولة لتطوير وتنويع الاقتصاد، وليحقق المركز في عام 2021 أفضل أداء سنوي منذ تأسيسه بعد أن استقطب 2485 شركة جديدة إلى دبي في عام 2021 من 146 منطقة جغرافية مختلفة، وسجل أفضل أداء له في أشهر يونيو، أغسطس، سبتمبر، ونوفمبر، ليرتفع عدد الشركات المسجلة فيه إلى أكثر من 20 ألف شركة.
وتقديراً لجهوده المستمرة للارتقاء بخدماته وأدائه الاستثنائي، حصل مركز دبي للسلع المتعددة في أكتوبر 2021 على جائزة «أفضل منطقة حرة في العالم للعام 2021» من مجلة «إف دي آي» التي تصدر عن صحيفة فاينانشال تايمز، وذلك للعام السابع على التوالي.
ونجح مركز دبي للسلع المتعددة في استقطاب شركات جديدة من مجموعة واسعة من القطاعات، بعد ما شهده من طلب قوي من الأسواق الدولية، بجانب توسعه في مراكز السلع المختصة التابعة له وإطلاق مركز كريبتو. وسجل المركز إقبالاً كبيراً من الأسواق الرئيسية المستهدفة، ومنها الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا، مما يعكس استمرار جاذبية دبي كوجهة رائدة للتجارة، وسهولة تأسيس وممارسة الأعمال التجارية في مركز دبي للسلع المتعددة.
وخلال الربع الأول من العام الحالي أعلن مركز دبي للسلع المتعددة، انضمام 665 شركة جديدة إلى منطقته الحرة بدبي، مسجلاً بذلك أفضل أداء له خلال فترة الربع السنوي الأول منذ تأسيسه قبل عشرين عاماً. ويمثّل هذا الإنجاز القياسي الجديد نمواً بنسبة 13% على أساس سنوي، وهو أعلى بنسبة 25% من متوسط أداء مركز دبي للسلع المتعددة خلال خمس سنوات. ويؤكد ذلك تنامي مكانة دبي كوجهة دولية رائدة للتجارة وممارسة الأعمال، من خلال تأسيس الشركات والأعمال في مركز دبي للسلع المتعددة.
وأكد أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، إن المركز بات يحتل مكانةً بارزةً على صعيد الجاذبية الدولية للشركات حيث يعتبر تسجيل 665 شركة جديدة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022 رقماً قياسياً آخر لمركز دبي للسلع المتعددة، يسهم في إبراز الإمكانات الهائلة المتوفرة عند الانضمام إلى المركز.
