الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محمد كركوتي يكتب: أبوظبي تحصن المناخ بقوة

محمد كركوتي يكتب: أبوظبي تحصن المناخ بقوة
22 مايو 2022 01:50

حققت أبوظبي قفزات نوعية على صعيد حماية المناخ، عبر التمسك بالتزاماتها ومن خلال مبادرات لا تتوقف للوصول إلى وضعية الحياد المناخي بحلول عام 2050. والإمارات بشكل عام، تضيف إنجازاً فوق آخر في هذا الميدان الذي ربطته بالتنمية المستدامة، وبحماية البشرية ومستقبلها. كانت (ولاتزال) أول المبادرين ومن أكثر الجهات براعة في تنفيذ مشاريعها البيئية، التي تصب في النهاية في الهدف العالمي للسيطرة على ارتفاع حرارة الأرض، وللحفاظ على المكتسبات الطبيعية لهذا الكوكب. وفي فترة قصيرة، صارت محوراً عالمياً رئيسياً، في ساحة شكلت الهم الأول للبشر. ومهدت الإمارات الطرق (وليس الطريق) لمزيد من المشاريع العملية، بما في ذلك استضافتها العام المقبل لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28، الذي أشاد في نسخته السابقة بأسكوتلندا، بالدور الإماراتي المحوري.
من هنا يمكن النظر إلى توقعات هيئة البيئة في أبوظبي، بانخفاض نصيب الفرد من ثاني أوكسيد الكربون في عام 2030 بنسبة 35%، علماً بأن هذه الحصة انخفضت بالفعل بمعدل 6% العام الماضي. وهذه النقطة أساسية، ليس فقط على صعيد حماية المناخ، بل من جهة تخفيف الأضرار عن الاقتصاد المحلي، ناهيك عن تفادي مئات الحالات من الوفيات المبكرة. وهذا يعزز أيضاً وفاء الدولة بالتزاماتها وفق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية الخاصة بالمناخ. ولدعم هذا المسار الحيوي، تمضي هيئة أبوظبي للبيئة بالعمل المركز على مجموعة من المحاور، في مقدمتها الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في كل القطاعات، عبر استخدام مصارف الكربون الطبيعية الاصطناعية. وهذا يتم حالياً برفد مخططات التنويع الاقتصادي في الإمارة.
المهام متعددة ومتشعبة، كما أنها مرتبطة باستراتيجية تنموية هائلة. منها التحكم في الانبعاثات، عبر مشاريع تستهدف خفضاً سنوياً بحوالي مليون طن من مكافئ ثاني أوكسيد الكربون. والتركيز على تكنولوجيا الزراعة المائية، والسيطرة على انبعاثات حرق الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى كفاءة الطاقة وفعاليتها، ناهيك عن مبادرة «مصدر» التي تمثل محوراً رئيساً، من خلال تخصيص أبوظبي أكثر من 15 مليار دولار لبرامج الطاقة المتجددة، التي تعتبر أساساً للتخلص التدريجي في الانبعاثات الكربونية. في حين أنها تشجع كل حراك استثماري متصاعد بهذا النوع من الطاقة. في حين تعمل الإمارة على إنشاء وسائل مستدامة للنقل والمواصلات. وهذه أيضاً نقطة مهمة تحقق فيها أبوظبي قفزات نوعية بمساحة زمنية قصيرة. وهيئة أبوظبي للبيئة تنفذ مشاريعها في هذا المجال بأدوات فاعلة، مثل زراعة 14 مليون شجرة من أشجار القرم، في إطار تعزيز ما أصبح يعرف بـ «مصارف الكربون»، وغيرها من المشاريع.
كل هذه الإنجازات بما فيها خفض نصيب الفرد من إنتاج «الكربون»، والبدائل النظيفة للطاقة، دعمتها في الواقع مسيرة طويلة من الحراك والالتزامات والمبادرات تعود إلى أكثر من ثلاثة عقود، لتكون هناك استراتيجية في العمل المناخي الشامل الآن تمتد لثلاثة عقود أخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©