عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، اختتم المؤتمر العالمي للمرافق أمس نسخته الأولى بمركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وأكد مسؤولون ورؤساء شركات طاقة دولية الدور الرائد لدولة الإمارات في دعم الجهود العالمية لمواجهة تحديات قطاع الطاقة، وخفض الانبعاثات الكربونية، ومواجهة التغير المناخي.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»، على هامش مشاركتهم في المؤتمر، إن التحديات الراهنة تتطلب زيادة التعاون والتنسيق بين دول العالم، مشيدين بدور الإمارات في نشر حلول الاستدامة والطاقة النظيفة حول العالم.
كما أكدوا أهمية المؤتمر العالمي للمرافق في دعم قطاع الطاقة العالمي، وتقديم منصة استثنائية للجهات الفاعلة في قطاعي الطاقة والمياه على مستوى العالم لبحث التوجهات والتقنيات والابتكارات، التي تؤثر على مستويات الطلب المستقبلية على إمدادات المياه ومصادر الطاقة في العالم.
وشهد المؤتمر والمعرض المصاحب له الذي تستضيفه شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، بتنظيم من شركة دي إم جي إيفنتس، مشاركة أكثر من 10 آلاف متخصص في قطاع المرافق، و120 شركة عارضة من مختلف أنحاء العالم، بهدف تسليط الضوء على الإجراءات الاستباقية الرامية إلى رقمنة أنظمة الطاقة والمياه، والحد من الانبعاثات واستقطاب الاستثمارات طويلة الأمد.
كما جمع المؤتمر ما يزيد على 200 متحدث من المتخصصين في قطاع المرافق، ونحو ألف من ممثلي الجهات المشاركة في المؤتمر الذي استضاف 50 جلسة نقاشية استراتيجية وفنية.
زيادة الأعمال
وأكد الدكتور مصطفى الجزيري، المدير الإداري لدى «هيتاشي إنرجي» في الإمارات، الخليج العربي، الشرق الأدنى وباكستان، الدور الرائد للإمارات في نشر حلول الطاقة النظيفة والمتجددة عالمياً، ودعم الجهود العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي.
وأوضح أن المكانة الرائدة للإمارات في مجال الطاقة، تشجع الشركة على زيادة أعمالها بالإمارات، مضيفاً أن أعمال «هيتاشي إنرجي» بالإمارات تضاعفت خلال العام الماضي، لا سيما مع فوز الشركة نهاية العام بمشروع من «سامسونج سي آند تي كوربوريشن» لربط عمليات حقول أدنوك البحرية بشبكة الكهرباء البرية في دولة الإمارات، التي تملكها وتشغلها شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة).
وتوقع الجزيري استمرار نمو أعمال «هيتاشي» في الإمارات خلال العام الحالي، مع مواصلة الإمارات الكشف عن مشاريع جديدة في مجال الطاقة، ومشاركة الدولة في تحقيق مستقبل محايد للكربون، بما يتوافق مع استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، موضحاً أن الإمارات توفر فرص أعمال واعدة لشركات الطاقة العالمية.
وأوضح أن «هيتاشي إنرجي» ركزت خلال مشاركتها بالمؤتمر العالمي للمرافق على قضايا الاستدامة والرقمنة، وهو ما يتوافق مع تركيز دولة الإمارات على الابتكار والتحول الإحلالي المدفوع بالتكنولوجيا عبر منشآت الطاقة، سعياً منها لبناء نماذج أعمال مرنة منخفضة الكربون مدعومة بالأتمتة والحلول الرقمية.
وقال الجزيري: نبذل جهوداً متواصلة للوصول إلى صافي صفر انبعاثات كربونية، ضمن خطتنا للاستدامة حتى العام 2030، من خلال دعم عملياتنا التشغيلية بالطاقة الكهربائية الخالية من الوقود الأحفوري بنسبة 100%، حيث أثمر هذا النهج عن خفض الانبعاثات المكافئة لثاني أكسيد الكربون بنسبة 50% مقارنة بالعام 2019.
مكانة رائدة
إلى ذلك، أكد فرديناند فارجا، مدير مفوّض وشريك أول في بوسطن كونسلتينج جروب في الإمارات، أن الإمارات تتبوأ مكانة متميزة بقطاع الطاقة، وتعد أحد اللاعبين البارزين بالقطاع، وهو ما يظهر في استضافتها للعديد من الفعاليات الدولية الكبرى بالقطاع مثل معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» وأسبوع أبوظبي للاستدامة، فضلاً عن استضافة أبوظبي لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» منذ عام 2009.
وقال فارجا: يشكل المؤتمر العالمي للمرافق 2022، الذي تستضيفه أبوظبي، منصة مثالية لإجراء نقاشات بنّاءة حول العديد من الموضوعات، لا سيما ما يتعلق بالانبعاثات الكربونية، وتحقيق الحياد الكربوني والمناخي.
وأشار إلى أهمية استضافة الإمارات لمثل هذه الفعاليات المهمة، لا سيما قبيل استضافة الدولة لمؤتمر الأمم المتحدة «كوب 28» عام 2023.
10 آلاف زائر مختص
قال جاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في«طاقة»، الشركة المستضيفة للنسخة الأولى للمؤتمر العالمي للمرافق: حققت النسخة الأولى للمؤتمر العالمي للمرافق نجاحاً باهراً، الأمر الذي لا يقتصر على إبراز أهمية الدور الحيوي الذي يلعبه قطاع المرافق في بناء مستقبل مستدام فحسب، بل أيضاً ترسيخ مكانة إمارة أبوظبي المتميزة على الصعيد العالمي وإسهامها في تحقيق التحوّل المنشود في قطاع الطاقة.
وأضاف: نجحنا من خلال الشراكة مع شركة«دي إم جي إيفنتس»، المتخصصة بتنظيم المؤتمرات والمعارض، باستضافة أكثر من 10 آلاف زائر مختص، وتنظيم جلستي حوار على المستوى الوزاري، إلى جانب حلقات نقاش رفيعة المستوى ولقاءات تقنية هدفت بشكل رئيسي لتبادل الرؤى والخبرات والمشاركة في رسم معالم مستقبل قطاع المرافق.
التحول الرقمي
استقطب المؤتمر باقةً من أبرز قادة وخبراء القطاع من مختلف أنحاء المنطقة والعالم على مدى ثلاثة أيام، وسلطت مجموعة من الجلسات المتنوعة، الضوء على أهمية وتكريس استراتيجيات التحول الرقمي التي تركز على المستقبل. وعلى هامش مشاركته في الجلسات النقاشية لليوم الثالث من المؤتمر، قال الدكتور عفيف سيف اليافعي، الرئيس التنفيذي لـ«ترانسكو»، رئيس اللجنة الفنية وعضو اللجنة التنفيذية للمؤتمر العالمي للمرافق: نشهد في الإمارات نمطاً للتوافق بين ذروة استهلاك الطاقة وذروة إنتاج الطاقة المتجددة، مما يتيح توظيف الطاقة المتجددة في عدد من الأغراض المختلفة، منها توليد الكهرباء، والتبريد وغيرها.
ومن جانبه، قال دانيلو موريسكو نائب الرئيس والمدير العالمي لقطاعات الطاقة والمياه في شركة (إيه بي بي)، خلال مشاركته في إحدى جلسات المؤتمر: تتمحور أهداف شركة إيه بي بي على بناء مستقبل أكثر إنتاجية واستدامة، إذ إننا نؤمن بأهمية اعتماد خطط الاستدامة والكفاءة في مختلف عملياتنا.
وبدوره، قال كريستوفر هدسون، رئيس شركة دي إم جي إيفنتس، الشركة المنظمة للمؤتمر العالمي للمرافق: أتاح المؤتمر منصة مثالية للشركات والجهات المتخصصة لاستعراض باقةً من الأفكار والحلول وأفضل الممارسات في مجال المرافق أمام جمهور من أبرز خبراء القطاع وقادته.
