الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات النفط والغاز الأوروبية العملاقة تتجه نحو الهيدروجين

توجه نحو الهيدروجين لتلبية احتياجات أوروبا من الطاقة
11 مايو 2022 20:45

 
روتردام (هولندا) (أ ف ب) -بعدما عملت طيلة 20 عاما في قطاع النفط والغاز، قررت تاتيانا بلوك أن تغيّر مسارها المهني لتصبح مستشارة بالهيدروجين الأخضر في هولندا، إذ إنها تسعى إلى «تزويد المجتمع بالطاقة» لكنها تريد أيضًا محاربة الاحتباس الحراري. إلّا أن استخراج الغاز الطبيعي والإنتاج الصناعي للهيدروجين الأخضر هما عمليتان مختلفتان تمامًا، لكن نقلهما وتوزيعهما لهما الكثير من القواسم المشتركة، «ففي الحالتين، هناك غازات وخطوط أنابيب، ويمكنني توظيف خبرتي هنا»، حسبما قالت بلوك لوكالة فرانس برس خلال القمة العالمية للهيدروجين في روتردام هذا الأسبوع. وهي عادت إلى الجامعة لنيل شهادة ماجستير في الطاقة المستدامة عام 2020. تندفع كبرى الشركات الأوروبية نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر، إلى جانب الشركات العملاقة للغاز الصناعي مثل الشركة الألمانية «ليندي» Linde والشركة الفرنسية «اير ليكيد» Air Liquide والأميركية «اير بروداكتس» Air Products، بالإضافة إلى الشركات المتخصصة بالطاقات المتجدّدة ومجموعة من الشركات الناشئة.

الجدوى الاقتصادية 

كانت شركتا «شيل» و«بي بي» الراعيان الرئيسيان للقمة التي عُقدت في روتردام، إلى جانب المجموعة السعودية آرامكو. وترعى الشركتان الفرنسيتان «إنجي» و«توتال إنرجي» القمة الباريسية «ايفولوسيون» Hyvolution المكرّسة أيضًا للهيدروجين هذا الأسبوع. ويقول أحد مصنّعي المعدّات في القطاع، وطلب عدم الكشف عن هويته: «يشير وجودهم في هذه المعارض إلى أنهم يشاركون في التحول رغم أن الهيدروجين ليس مجزيًا بالنسبة لهم بعد حتى اللحظة». وهو ما عبر عنه منظمو جناح شركة «شل» في معرض روتردام، بحيث تحاول الشركة، للمرة الثالثة في 25 عامًا، تطوير نشاطاتها في مجال الهيدروجين. وتوضح المديرة التجارية في «شيل» في هولندا ليزا مونتاناري أن الهيدروجين هو «السكين السويسري للانتقال» إلى استخدام الطاقات النظيفة، نظرًا لتعدّد استخداماته. وتنشط المجموعة الهولندية أيضا في بناء الآلات المستخدمة لإنتاج الهيدروجين والمحللات الكهربائية التي تفصل الهيدروجين عن الأوكسجين في جزيء المياه. ويتطلب تشغيلها الكثير من الكهرباء، وعندما تأتي الكهرباء من مصادر متجددة يقال إن الهيدروجين «أخضر». وتُطوّر شركة «شل» نفسها أيضا في إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة والتنقل بالشاحنات والقوارب والطائرات العاملة بالهيدروجين، وحتى في استيراد وتصدير الهيدروجين. وتضيف ليزا مونتاناري: «نتوقّع أن يكون هناك نقص في الهيدروجين في شمال غرب أوروبا»، ما يعني أن من الضروري إيجاد موانئ لاستيراد الهيدروجين عبرها.

صفر انبعاثات

شركات النفط «أكثر من يتوجّب عليها العمل» -ولا تزال الالتزامات المناخية لشركات النفط - أي غالبًا الوصول إلى صفر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 - تفتقر إلى المصداقية وتستند إلى تقنيات لم يتم إثبات فعاليتها على نطاق واسع، حسبما جاء في تقرير حديث من معهد «كاربون تراكر» Carbon Tracker للأبحاث.يقول مدير مكتب الاستشارات البريطاني E4tech توم هيوتن إن شركات النفط هي «أكثر من يتوجّب عليه العمل وأكثر من يحتاج إلى الانتقال» إلى الطاقات النظيفة. ويلفت معظم المحللين الذين تواجدوا في معرض روتردام إلى أن أزمة الغاز في أوروبا والهجوم الروسي على أوكرانيا هما «محرّكان أساسيان» للتخلي عن بعض الاعتمادات في مجال الغاز. ويشير هيوتن إلى أن شركات النفط هي مستهلكة كبيرة للنفط في عمليات التكرير الخاصة بها، ما قد يدفع شركة «شل» إلى الاستثمار في بناء محلل كهربائي بقوة 200 ميجاوات في ميناء روتردام قد يؤمّن تغذية بالهيدروجين لـ2300 حافلة يوميًا إذا وُجدت حافلات عاملة بالهيدروجين يومًا ما. وفي هذه الحالة، سيعمل المحلل الكهربائي من خلال كهرباء تولّدها مزرعة رياح بحرية في بحر الشمال افتُتحت في العام 2020. غير أن قطاع النفط والغاز يُصنّف في المرتبة الرابعة بين القطاعات التي تهتمّ في استخدام الهيدروجين الأخضر، بحسب طارق حلمي وهو مستشار لدى ديلويت Deloitte. وتأتي قبله الشركات المصنّعة للأمونيا والتي تتعرّض لانتقادات كثيرة بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤثر على توازن الكربون في الزراعة بحيث تستخدم الأمونيا لصناعة أسمدة النيتروجين، وقطاع الميثانول وقطاع صناعة الصلب الذي يسعى إلى «إزالة الكربون» من إنتاج الصلب الذي ينبعث منه الكثير من ثاني أكسيد الكربون، باستخدام الهيدروجين بدلاً من الفحم لإزالة أكسدة خام الحديد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©