عدد اليوم
حسام عبدالنبي (دبي)
أكد خبراء اقتصاديون أن تعديلات اللوائح والقوانين الجديدة للإقامة الذهبية في دولة الإمارات ستشجع الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث تجعل الإقامة الذهبية أكثر فاعلية وتطلعاً للمستقبل، إلى جانب تشجيع رواد الأعمال العالميين بالانتقال إلى الإمارات. وقالوا: إن تلك التعديلات ستعزز مكانة دبي وتنافسيتها باعتبارها المقصد الأمثل للوافدين الباحثين عن فرص مهنية واستثمارية مجزية، مشيرين إلى أن استقطاب المواهب والاستثمار الأجنبي في ظل التسهيلات الممنوحة في نظم الإقامة سيلعبان دوراً حيوياً في تنويع الاقتصاد وتسجيل الاقتصاد نمواً مستداماً.
زيادة الاستثمارات
وتفصيلاً، يرى سكوت ليفرمور، المستشار الاقتصادي لمعهد المحاسبين القانونيين ICAEW، أن تعديلات اللوائح والقوانين الجديدة للإقامة الذهبية في دولة الإمارات ستشجع الاستثمار الأجنبي المباشر، في ظل التوقعات بزيادة استقطاب العمالة والاحتفاظ بها، مفسراً ذلك بأن تلك التعديلات تتضمن توسيع معايير الحصول على تصريح الإقامة لمدة 10 سنوات اعتباراً من سبتمبر 2022، وكذلك الإقامة الخضراء لمدة 5 سنوات، والتي تستهدف المواهب والكفاءات الاستثنائية، والعمالة الماهرة عالية المستوى، وأصحاب العمل الحر، والمستثمرين، ورواد الأعمال.
وقال ليفرمور، إن التعديلات التي أدخلتها الإمارات على لوائح التأشيرات والإقامة تأتي في وقت تبحث فيه قيادة الدولة عن كيفية مواصلة النمو وتنويع الاقتصاد، مع إدراك أن المواهب والاستثمار الأجنبي سيلعبان دوراً حيوياً في هذه الرحلة، مؤكداً أن مثل هذا الأمر يميز الإمارات عن العديد من البلدان حول العالم وداخل المنطقة، حيث ركزت الإصلاحات فقط على بيئة الأعمال من أجل جذب الاستثمار الأجنبي المباشر.
وأشار ليفرمور، إلى أن التعديلات من شأنها أن تمنح المستثمرين فوائد عديدة، لا سيما في القطاعات التي تعتمد على العمالة الماهرة، حيث كانت الإقامة الذهبية في السابق تُمنح وفق شروط محددة، وتبحث بشكل حصري عن أولئك الذين قاموا باستثمارات كبيرة أو ساهموا في الاقتصاد على مدى عدد من السنوات، أما التغييرات الأخيرة، فتجعل الإقامة الذهبية أكثر فاعلية وتطلعاً للمستقبل، لافتاً إلى أنه من خلال إتاحة الإقامة باستقرار وأمان لمجموعة واسعة من أصحاب المهارات والمواهب، سيشجع ذلك مجموعة أكبر من المواهب على القدوم إلى دولة الإمارات بعقلية الاستقرار فيها بشكل دائم، مما سيؤدي على الأرجح إلى زيادة الاستثمار في العقارات المحلية، ودعم القطاع المالي في الدولة.
تأسيس الشركات
ومن جهته قال دينيس تشان، رئيس المبيعات الدولية في شركة تشيسترتنس، إن الباقة المتنوعة من خيارات الإقامة في الإمارات، مثل الإقامة الذهبية وتأشيرة العمل الحر وتأشيرة المستثمر العقاري، توفر الفرصة للعيش والعمل والدراسة وتأسيس الشركات في دبي، إلى جانب اجتذاب المزيد من نخبة المواهب العالمية إلى الإمارة، مؤكداً أن كثيراً من المستثمرين بدؤوا ينظرون إلى سوق دبي من منظور طويل الأمد، بعدما كان يكتفون سابقاً بالمنظور قصير الأمد، وذلك نتيجة عوامل رئيسية عدة إضافية، بما فيها التركيبة السكانية المتنامية متعددة الثقافات والتي تتمتع بالمهارات وتستفيد من منشآت التعليم والرعاية الصحية عالمية المستوى والمجتمعات الطموحة والاقتصاد المتنامي.
وأشار تشان، إلى أن دبي ستواصل تعزيز مكانتها المتميزة في جميع أنحاء العالم لتضاهي نيويورك ولندن وسيدني، باعتبارها المقصد الأمثل للوافدين الباحثين عن فرص مهنية واستثمارية مجزية، إذ توفر لهم فرصة الاستفادة من المناخ الدافئ ونمط الحياة الداعم للطموح والآفاق المهنية طويلة الأمد والرواتب المعفاة من الضرائب، وسط مركز عالمي يتميز بموقع استراتيجي، لافتاً إلى أنه من المتوقع تسجيل الاقتصاد الإماراتي نمواً مستداماً في عام 2022، وستواصل دبي ترسيخ مكانتها بصفتها مركزاً للأعمال، حيث يشهد عدد الراغبين بشراء منازل ازدياداً كبيراً نتيجة المزايا الكبيرة التي يوفرها قطاع العقارات في الإمارة.
الانتقال إلى الإمارات
وبدوره قال مايكل لين، العضو المنتدب للشركة السويسرية الدولية للاستشارات القانونية المحدودة في الإمارات، إن الاهتمام بالانتقال إلى دولة الإمارات شهد ارتفاعاً ملحوظاً في عام 2021، ومن المتوقع أن يتزايد هذا التوجه نظراً لتطلع المتخصصين من جميع أنحاء العالم للاستفادة من أحدث مجموعة من خيارات التأشيرات المبتكرة لحكومة الإمارات، مؤكداً أن هذا التوجه كان ملحوظاً بشكل خاص بين رواد الأعمال العالميين، حيث سجل العديد منهم اهتمامهم بنظم ولوائح منح التأشيرات مثل: التأشيرة الخضراء وتأشيرة العمل عن بُعد، كما تزايد عدد الاستفسارات المتعلقة بالتأشيرة الذهبية وتأشيرة التقاعد، اللتين تم إطلاقهما مسبقاً.
