الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحديات تعوق إنتاج حقول النفط الأميركية

تحديات تعوق إنتاج حقول النفط الأميركية
2 مايو 2022 02:34

حسونة الطيب (أبوظبي)

تعاني حقول النفط الأميركية الأغزر إنتاجاً، شحاً في السيولة النقدية والأيدي العاملة والمعدات والمواد الخام، المطلوبة لتنفيذ عمليات الإنتاج. كما تواجه شركات الحفر في حوض بيرميان، المنطقة الغنية بالنفط الواقعة في غربي ولاية تكساس وجنوب شرقي نيو مكسيكو، حالات تأجيل طويلة ومنافسة شرسة للحصول على، مضخات التفتيت والحديد الصلب والعمال.
وهذه المنطقة، هي الوحيدة في الولايات المتحدة الأميركية، التي من المتوقع أن تحقق النمو خلال العام الجاري، حيث تعول عليها الإدارة الأميركية، في خفض أسعار الوقود في محطات تزويد السيارات. وعلى العكس من الفترة الماضية، عندما بلغ سعر النفط 100 دولار للبرميل، يدخل قطاع خدمات النفط من، مزودي الصلب ومشغلي حفر الآبار وشركات التفتيت، الذي يعمل على تطوير حقول النفط الصخري، هذه الحلقة من الأسعار، غير قادر على المنافسة. 
وعطلت شركات الخدمات، أساطيل كبيرة من المعدات، أثناء فترة وباء كوفيد19، في حين أنتاب المستثمرين شعور بالقلق تجاه القطاع، ما جعل الشركات، تعاني نقصاً في رؤوس الأموال، وبالتالي تحجم عن الاستثمار في مشاريع جديدة للحفر والتفتيت. 
ومن المتوقع، زيادة معدل الإنتاج المحلي في أميركا، بنسبة تصل لنحو 8%، من متوسط انتاج العام الماضي عند 12.6 مليون برميل يومياً حتى شهر ديسمبر، الارتفاع الذي يتركز معظمه في حوض بيرميان. وبالمقارنة، كان العام 2014، هو أخر سنة بلغ فيها سعر برميل النفط 100 دولار، حيث ناهز الإنتاج، 1.6 مليون برميل يومياً، ما يقارب زيادة قدرها 20%، بحسب ذا إيكونيميست.

تجتمع العديد من العوامل التي تعوق زيادة معدل الإنتاج، بما فيها قرار إرجاع المنتجين، المزيد من الأموال للمستثمرين والحد من الإنفاق على النمو، فضلاً عن النضوب السريع لبعض أفضل حقول النفط الصخري، ما يعني صعوبة تحقيق النمو بالنسبة للكثير من الشركات العاملة في القطاع. 
وأرغمت هذه المعوقات، بعض الشركات العاملة في مجال النفط الصخري، على وقف نشاطاتها لبعض الوقت، الذي امتد لأسابيع وشهور، في انتظار الصلب، الذي يعاني من شح كبير، لإجراء عمليات التغليف، أو لإحلال العاملين، الذين لم يعد العديد منهم لمرافق عملهم، منذ اندلاع فيروس كوفيد19. وفي بعض الحالات، غادرت طواقم عمل كاملة، مقرات أعمالهم قبل الانتهاء من المشاريع، بحثاً عن أجور أفضل. 
وتخطط بعض الشركات مثل، أليمنت بتروليوم، لحفر بين 10 إلى 12 بئر خلال العام الجاري، لكن ورغم ارتفاع أسعار النفط، من الصعب على الشركة، الحصول على موارد تمكنها من زيادة العدد إلى 15 أو 18 بئر. 
وأكد ستيف بيرلسون، مدير شركة بيرلسون بتروليوم، أنه يترتب عليهم الانتظار لمدة 9 أشهر على الأقل، للحصول على كيبل كهربائي، بعد أن أغلق المصنع الذي يقوم بتصنيع هذا النوع من المعدات أبوابه. وبدلاً من ذلك، ليس أمام الشركة، خيار غير إضافة 35 آلف دولار شهرياً لميزانيتها، مقابل استئجار مولد يستهلك 500 جالون من الديزل يومياً. 
تراجع إنفاق قطاع خدمات حقول النفط لرأس المال، بنسبة كبيرة قدرها 70% خلال فترة الثلاث سنوات الماضية، بالمقارنة مع الفترة بين 2017 إلى 2019. ويعني الخفض الكبير في الميزانيات خلال فترة الوباء، إنفاق الشركات للأموال، على صيانة المعدات القائمة، بدلاً من بناء أدوات جديدة، ما أسفر عن نقص في معدات الحفر والتفتيت في حوض بيرميان. وأشار بعض المدراء، لارتفاع التكلفة اليومية لحفر الآبار، لنحو 30 ألف دولار، ما يساوي ضعف تكلفة السنة الماضية. 
وعانت دايموند باك إنيرجي، واحدة من أكبر شركات إنتاج النفط في حوض بيرميان، من ارتفاع كبير في أسعار الصلب المستخدم للتغليف، في وقت زادت فيه أسعار الصلب في الولايات المتحدة الأميركية، بنسبة قاربت 40% منذ نهاية سنة 2020. 
ونشرت شركات النفط الصخري الأميركية، 250 أسطولاً للتفتيت الصخري، في مختلف حقول النفط في البلاد، يتوفر منها ما بين 15 إلى 25 على الهامش. وحتى تتمكن الشركات من توفير المزيد من معدات التفتيت، ربما يحقق القطاع نمواً في الإنتاج، يصل لأقل من مليون برميل يومياً في السنة.
ويرجح بعض خبراء القطاع، استمرار هذا النقص في المعدات، حتى حلول العام 2023، إذا استمرت شركات خدمات حقول النفط، في خفض استثمارات رأس المال وتركيز الإنفاق على عمليات الصيانة، بدلاً من بناء معدات جديدة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©