عدد اليوم
رشا طبيلة (أبوظبي)
مع التقدم الكبير الذي تشهده الإمارات في قطاع السياحة والطيران ورؤيتها المستقبلية في استمرارية نمو هذا القطاع الحيوي، وكونها وجهة عالمية رئيسية تجذب أفواجاً سياحية من مختلف دول العالم، فإنها تعد أرضاً خصبة للاستثمارات السياحية، فهي تشهد باستمرار استثمارات متنوعة في القطاع السياحي تُثري من تجارب زوارها، وتسهم في الانتعاش الاقتصادي المحلي.
أكد خبراء في القطاع وجود أكثر من 10 أسباب للاستثمار السياحي في الإمارات، تتمثل في الأمن والأمان، والنمو السياحي الكبير الذي تشهده الدولة، وقوة الاقتصاد الإماراتي، وتوفر بنية تحتية ذات مستوى عالمي، والتنوع التضاريسي الذي تضمه الإمارات من شواطئ وجبال وصحراء الذي ينوع المنتجات السياحية المقدمة من سياحة ثقافية وتراثية وترفيهية ورياضية ومغامراتية وسياحة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات، وتطور النقل الجوي من ناقلات عالمية تسير رجلات مباشرة إلى معظم دول ومناطق العالم ومطارات دولية، وسهولة التأشيرات السياحية، التقدم الرقمي والتكنولوجي الذي يسهل على المستثمرين، إضافة إلى الترويج والتسويق الناجح للإمارات حول العالم، فضلاً عن سرعة تعافي اقتصاد الإمارات من جائحة كورونا، حيث تعد الأسرع عالمياً في ذلك.
يقول نويل مسعود رئيس شركة «أوغست» للاستشارات الفندقية«: أهم عوامل اختيار الإمارات للاستثمار السياحي هو عنصر الأمن والأمان، والذي يحمي الاستثمارات السياحية ونجاح السياحة فيها وتطور البنية التحتية، إضافة إلى تنوع تضاريسها من بحر وصحراء وجبال وتراث وثقافة وتوفر مختلف أنواع السياحة من مغامرات ورياض وترفيه ومعارض وفعاليات».
وأضاف: «عدم توقف الإمارات والاستمرار دائماً في النمو والتطور ورؤيتها المستقبلية في الاستمرار في التقدم، لا سيما في القطاع السياحي، إضافة إلى قوة اقتصاد الإمارات ونجاح السياحة الداخلية وسهولة النقل والربط الجوي، من خلال ناقلاتها الوطنية العالمية وشركات الطيران العالمية التي تشغل رحلاتها في الإمارات، وخدماتها ومطاراتها الدولية، وسهولة التأشيرات السياحية.
وفي نفس السياق، يقول علاء العلي مدير»نيرفانا« للسفر والسياحة: »أساس جذب الاستثمار السياحي في الإمارات هو الأمن والأمان، إضافة إلى التسهيلات الحكومية المقدمة للمستثمرين«.وأضاف:» خلال الـ 50 عاماً الماضية استطاعت الإمارات أن تضع نفسها في مكانة هامة ورئيسية في القطاع السياحي، حيث أصبحت تستقطب أكثر من 20 مليون سائح سنوياً». ويقول: » ذلك يرفع من أداء الفنادق ومن معدلات إشغالها ومتوسط أسعار الغرف الفندقية ما يشجع على الاستثمار في هذا القطاع».
ويؤكد العلي: »التطور الكبير الذي تشهده الدولة في خدماتها الرقمية والبنية التحتية الرقمية والتكنولوجية التي تسهل على المستثمرين».
ويشير العلي إلى أن سرعة تعافي الإمارات من جائحة كورونا، والتي تعتبر الأسرع في العالم يعزز من الجذب الاستثماري السياحي»،
ويصيف: «الخطط الترويجية والتسويقية للإمارات في الخارج أسهمت بشكل كبير في جذب الاستثمارات السياحية إليها».
وتضم الإمارات نحو 180 ألف غرفة فندقية ما يؤكد أنها وجهة جاذبة للاستثمار الفندقي.
وتسهم السياحة الإماراتية في التنويع الاقتصادي والتعزيز من سمعة الدولة في العالم، فالإمارات أثبتت للعالم أنها وجهة مثالية ومحببة للسياح من مختلف بقاع الأرض، حيث استطاعت بناء هذه السمعة والحضور العالمي، من خلال أساسها المتين وبنيتها التحتية المتميزة التي نقلتها اليوم للعالمية، واستقطبت الإمارات أكثر من 27 مليون زائر، وفي وقت بلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي11.9% عام 2019، وتهدف الإمارات لرفعها حتى 15% خلال العقد القادم.
وتتميز الإمارات ببنيتها التحتية المتميزة من مطارات عالمية وناقلات وطنية سطرت لنفسها مكانة ريادية على خريطة الطيران، وشبكة طرق وفنادق ومراكز معارض وخدمات متميزة، ومشاريع استثمارية مستمرة بهدف تقديم منتجات سياحية متنوعة ترفيهية وثقافية، جعلتها الوجهة المفضلة للسياح من حول العالم.
وأثبتت الإمارات تعافي قطاع السياحة والطيران فيها، حيث سجل سوق الضيافة والفنادق في الإمارات أداءً قوياً خلال الربع الأول من العام الجاري بدعم من معرض إكسبو وعودة الزوار الدوليين إلى الإمارات بعد تخفيف القيود على حركة السفر الدولي، وفقاً لتقرير أصدرته شركة جيه إل إل، وأشار التقرير إلى أن الارتفاع الذي شهده الأداء العام للسوق كان مدفوعاً في الأساس بمشاريع التطوير الفاخرة والمطلة على الواجهة البحرية، والتي استفادت من الطلب القوي على العنصر الترفيهي، كما أشار التقرير أيضاً إلى ارتفاع متوسط السعر اليومي للغرفة في الفنادق الفاخرة والمتوسطة.
وعلى صعيد قطاع الطيران، وبحسب بيانات الهيئة العامة للطيران المدني، فإنها أعلنت عن تخطي أرقام المسافرين عبر مطارات الدولة حاجز الـ20 مليون مسافر خلال الربع الأول من العام الحالي، مسجلة 20.38 مليون مسافر، مقارنة بـ8.6 مليون مسافر المسجلة في الفترة ذاتها من العام 2021، محققة بذلك بنسبة ارتفاع بلغت 135%.
استثمارات سياحية
بحسب بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي، حلت في المرتبة الـ19 عالمياً في حجم الاستثمار في قطاع السفر والسياحة، حيث سجلت 27.5 مليار درهم خلال 2019، وحققت المرتبة 27 في نمو حجم الاستثمار العام 2019، مقارنة بعام 2018 بواقع 8.9%.
وبحسب المجلس، شهد حجم الاستثمار السياحي نمواً منذ سنوات، حيث بلغ في العام 2017 23.8 مليار درهم ليرتفع إلى 25.3 مليار درهم في 2018، ليصل إلى 27.5 مليار درهم في العام 2019، وبين المجلس بحسب توقعاته قبل الجائحة أن يصل حجم الاستثمار إلى 42.5 مليار درهم بحلول 2030.
