رؤساء شركات تطوير لـ"الاتحاد": القطاع العقاري بأبوظبي ينطلق لمرحلة جديدة من النمو

سيد الحجار (أبوظبي)

أكد رؤساء شركات تطوير عقاري بأبوظبي أن القطاع العقاري بأبوظبي يشهد نشاطاً ملحوظاً وسط ارتفاع في الطلب، لاسيما على المشاريع الجديدة من الفلل والتاون هاوس، ما يقود لمرحلة جديدة من النمو بالقطاع.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إن الأشهر الأولى من العام الحالي شهدت إطلاق عدد من المشاريع الجديدة، وسط إقبال ملحوظ على الشراء من شرائح متنوعة، مشيرين إلى وجود العديد من المؤشرات على تحسن النشاط بالسوق بداية من العام الماضي، بعد فترة من الهدوء بسبب تداعيات الجائحة عام 2020.
وأكدوا أن توالي الكشف عن العديد من المبادرات المحفزة للاستثمار خلال العامين الماضيين، أسهم في دعم الأعمال بمختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع العقاري، وسط توقعات بمواصلة النمو خلال العام الحالي.
وبلغت قيمة التداولات العقارية في أبوظبي العام الماضي، 71.5 مليار درهم، تم تحقيقها من خلال 14.958 معاملة، منها 7696 معاملة رهن عقاري بقيمة 53.3 مليار درهم، مقابل 7262 صفقة بيع وشراء لعقارات بما قيمته 18.2 مليار درهم.

إجراءات محفزة
وقال منير حيدر الرئيس التنفيذي لشركة الجبيل للاستثمار إن الفترة الأخيرة شهدت الكشف عن عدد من القرارات والإجراءات الهادفة لدعم قطاع الأعمال في مواجهة تحديات الجائحة، مثل منح الجنسية والإقامة الذهبية لمدة 10 سنوات للمستثمرين العقارين، ما يسهم في دعم النشاط بالسوق العقاري.
وفيما يتعلق بتأثير الجائحة على نشاط التطوير العقاري، أوضح حيدر أن القطاع العقاري بالإمارات تجاوز تحديات الجائحة، موضحاً أن «كورونا» فرضت متغيرات جديدة بالسوق العقاري، في ظل تفضيل كثير من المشترين للوحدات السكنية ذات المساحات الواسعة والمرنة، والتي توفر فرصاً للسكن وفي ذات الوقت مراعاة إمكانية الدراسة والعمل من المنزل.
وأشار حيدر إلى تقدم الأعمال الإنشائية بمشروع تطوير جزيرة الجبيل في أبوظبي، والذي يوفر أكثر من 1300 فيلا وتاون هاوس وشقة وقطعة أرض، بتكلفة استثمارية تقدر بـ10 مليارات درهم، حيث يتوقع تسليم الأراضي للمشترين نهاية العام الحالي، والفلل بداية 2024.
وأكد حيدر أن جزيرة الجبيل تعد وجهة سياحية وعقارية وبيئية واعدة، وتضم بجانب الوحدات السكنية، كافة الخدمات والمرافق من ملاعب وحدائق وأندية رياضية ونادٍ لليخوت والسوق المركزي، ومراكز تسوق، ومدارس، إضافة إلى مركز للأعمال وعيادات متخصصة مختلفة.

نمو القطاع
من جانبه، قال ماجد فؤاد عودة، الرئيس التنفيذي شركة «كيو القابضة»: إن القطاع العقاري بأبوظبي يشهد نشاطاً ملحوظاً وسط ارتفاع في الطلب، لاسيما على المشاريع الجديدة من الفلل والتاون هاوس، ما يقود لمرحلة جديدة من النمو بالقطاع.
وأكد أن توالي الكشف عن العديد من المبادرات المحفزة للاستثمار خلال العامين الماضيين، أسهم في دعم الأعمال بمختلف القطاعات، وفي مقدمتها القطاع العقاري، وسط توقعات بمواصلة النمو خلال العام الحالي.
وأطلقت شركة «كيو للعقارات» مؤخراً المرحلة الأولى من مشروعها السكني الفاخر«ريم هلز» في جزيرة الريم بأبوظبي، بتكلفة إجمالية 8 مليارات درهم، وذلك في إطار رؤيتها بمواكبة التطور الذي يشهده القطاع العقاري في الإمارة وتعزيز نموه.
ويوفر المشروع ككل نحو 2238 وحدة سكنية، منها نحو 800 فيلا، بجانب وحدات الشقق والتاون هاوس، حيث تضم المرحلة الأولى من المشروع نحو 200 فيلا سكنية.
وأوضح عودة أنه من المتوقع بدء الأعمال الإنشائية بالمرحلة الأولى من المشروع، والتي ستوفر نحو 200 فيلا، خلال العام الحالي، تمهيداً لإنجازها بعد 3 سنوات.
وأضاف أن الفترة الحالية تشهد طلباً مرتفعاً على الفلل السكنية، لاسيما في ظل ما فرضته الجائحة من متغيرات ملحوظة في متطلبات العملاء تتعلق بالمساحات الواسعة.
ومؤخراً وقع بنك أبوظبي الأول، اتفاقية شراكة مع «كيو للعقارات»، التابعة لشركة الاستثمارات «كيو القابضة»، وذلك لفتح وإدارة حسابات الضمان الخاصة بمشروع «ريم هلز».

ثقة المستثمرين
بدوره، أكد كارلوس واكيم، الرئيس التنفيذي لشركة بلووم القابضة أن تحسن الطلب بالسوق العقاري في أبوظبي، شجع الشركة مؤخراً على طرح مشروع بلووم ليفينج بأبوظبي، والذي تبلغ تكلفته الاستثمارية 9 مليارات درهم، ويقع قرب مدينة زايد، وشمال مدينة شخبوط، حيث تم طرح المرحلة الأولى «قرطبة»، والمقرر استكمالها بحلول الربع الأخير من عام 2024، وتضم 257 منزلاً وفيلا مستقلة، بأسعار تبدأ من 1.5 مليون درهم.
وأضاف أن بيع جميع وحدات المرحلة الأولى خلال أربع ساعات فقط من طرحها للبيع، يعكس ثقة المستثمرين في السوق العقاري بأبوظبي، وفي مشاريع «بلووم»، موضحاً أن الشركة تعتزم إطلاق المرحلة الثانية من المشروع قبل نهاية العام الحالي.
ويمتد «بلووم ليفينج» على مساحة 2.2 مليون متر مربع، ويضم أكثر من 4 آلاف وحدة سكنية متنوعة ما بين الفلل ومنازل تاون هاوس والشقق.
وأوضح واكيم أن القطاع العقاري في أبوظبي يشهد نشاطاً ملحوظاً، خلال الفترة الحالية، وسط مؤشرات نمو معتدلة بالقطاع، في ظل تعافي الاقتصاد الإماراتي من تبعات جائحة «كوفيد 19»، متوقعاً استمرار الطلب المرتفع على الوحدات السكنية بالمشاريع العقارية النوعية، والتي تلبي متطلبات العملاء بعد الجائحة.
وقال إن هناك طلباً مرتفعاً على شراء الوحدات بالمشاريع التي تتميز بالمساحات الخضراء المفتوحة، فضلاً عن الإقبال على الوحدات السكنية الواسعة، والتي تناسب الأشخاص الذين يواصلون العمل من المنازل.
وأضاف: أسعار العقارات بأبوظبي تواصل تحقيق معدلات نمو سنوية إيجابية، حيث شهد متوسط أسعار إيجارات الفلل ارتفاعاً ملحوظاً، لاسيما في المجمّعات السكنية التي توفر مجموعة واسعة من المرافق ووسائل الراحة والخدمات.

مبيعات قياسية
أكد طلال الذيابي الرئيس التنفيذي لمجموعة «الدار العقارية» أن تحسن النشاط بالسوق العقاري في أبوظبي انعكس في تحقيق «الدار» لنتائج مالية متميزة ومبيعات قياسية بالمشاريع التطويرية خلال العام 2021، متوقعاً مواصلة تحقيق زخم قوي في عام 2022.
وبلغت مبيعات «الدار العقارية» 7.2 مليار درهم خلال عام 2021، مقابل 3.63 مليار درهم خلال عام 2020، بنمو يصل لنحو %100.
وأوضح الذيابي أن ارتفاع الطلب شجع الشركة على مواصلة طرح المشاريع الجديدة والتي تلبي متطلبات شرائح متنوعة من العملاء.
ومؤخراً أطلقت «الدار» مشروع «فيْ الريمان»، والذي يمثل المرحلة الثانية من مشروع «الريمان 2» بمنطقة الشامخة في أبوظبي، ويوفر 554 فيلا، بأسعار تبدأ من 2.7 مليون درهم، ومن المتوقع أن يبدأ تسليم الوحدات خلال الربع الأخير من عام 2025. وكشفت «الدار» منذ مطلع العام الحالي عن 3 صفقات استحواذ جديدة بأبوظبي ورأس الخيمة، حيث أعلنت مؤخراً عن استحواذها على قطعة أرض بمساحة 6.2 مليون متر مربع بجزيرة السعديات، بقيمة 3.68 مليار درهم، ليتم تطوير مشروع سكني متكامل بتكلفة تطويرية إجمالية تقدر بحوالي 15 مليار درهم، وسيضم المشروع المقترح عند اكتماله 2700 وحدة سكنية فاخرة.
كما كشفت «الدار» مطلع أبريل الحالي عن استحواذها على فندق ريكسوس باب البحر في رأس الخيمة بمبلغ إجمالي قدره 770 مليون درهم، ما يرفع قيمة استثماراتها الإجمالية في رأس الخيمة إلى نحو 1.5 مليار درهم، بعد استحواذها يناير الماضي على «الحمرا مول» بقيمة 410 ملايين درهم.