السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إكسبو 2020.. بوابة الفرص المستدامة

نوال الحوسني
24 ابريل 2022 02:36

د. نوال الحوسني * 

أثبت إكسبو 2020 أن دولة الإمارات هي ملتقى العالم، ومنصة لأبرز الحوارات الدولية الملحّة، وتواصل العقول وصنع المستقبل، رغم اجتماع تحديات وباء عالمي، واضطرابات على الساحة العالمية، ومشهد جيوسياسي مختلف.
ومع ذلك، وكما هي دولة الإمارات دائماً، رسخت بهذا الحدث العالمي مكانتها الريادية منارة للأمل في مشهد عالمي متغير. وفي الوقت الذي تسعى فيه المجتمعات والاقتصادات إلى التكيف مع معطيات الاقتصاد الجديد، جمع إكسبو 2020 الوفود والشخصيات والأفكار من كافة أنحاء العالم، لرسم مسار يصنع المستقبل في خضم الظروف المتقلبة، ويوجد الحلول المبتكرة في إطار من المرونة والتعاون.
وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، في اليوم الأخير من الفعالية الدولية التي استمرت لستة أشهر: «خلال رحلة إكسبو 2020 أظهرت الإمارات للعالم صورة مختلفة للإبداع لامست عقول وقلوب جميع فئات المجتمع، وأثبت أبناء الإمارات قدرتهم على مواجهة الصعاب والتحديات».
وفيما توافد رؤساء الدول والقادة الحكوميون، وخبراء الصناعة، وقادة الفكر والزوار من كل البلاد إلى دولة الإمارات بالملايين، قدموا من منصات إكسبو حلولاً لتحديات التنمية المستدامة الأكثر إلحاحًا اليوم - من التحول في الطاقة، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي، إلى تمكين المرأة في العلوم والتكنولوجيا والقيادة.
ومن الأمثلة البارزة، لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا، في إكسبو لتوقيع الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم التي ستشهد توفير دولة الإمارات وفرنسا المزيد من الدعم للعديد من دول العالمي لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، وزيادة دعمهما للوكالة الدولية للطاقة المتجددة والتحالف الدولي للطاقة الشمسية.
وهذه ليست نهاية لدور إكسبو 2020 وأثره، فلا وجود لخط نهاية في سباق التميّز بدولة الإمارات، وبوابة الفرص العملاقة لإكسبو ستظل مفتوحة هنا دائماً، فهذه بداية حقبة جديدة من الإبداع للدولة والعالم.
فمع تجذر التنمية المستدامة في جدول أعمال إكسبو 2020، قدمت البيئة المبنية للمعرض العالمي على أرض الإمارات لمحة عن مدن المستقبل منخفضة الكربون من خلال أشجار الطاقة وعرض أجنحة الدول المبتكرة لأحدث التقنيات الخضراء.
لقد بدأ إكسبو حتى يستمر. ففي أسبوعه الافتتاحي، الذي ركز على المناخ والتنوع البيولوجي، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن مبادرتها الاستراتيجية الوطنية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، لتصبح أول دولة في المنطقة تضع مساراً واضحاً متكاملاً نحو اقتصاد الحياد المناخي بحلول منتصف القرن.
وقد نشأ من إكسبو 2020 دبي إجماع على أننا بحاجة إلى تسريع انتقالنا من الجهود الفردية والعمليات المنعزلة إلى نهج تعاوني يعالج العلاقة بين أهداف التنمية المستدامة كمنظومة مرنة ومتطورة باستمرار.
فقد أظهر لنا إكسبو 2020 دبي أن الابتكار لا ينشأ من الفراغ، فعندما يتعاون الناس معاً، تصبح الابتكارات ممكنة، وبهذا المعنى، عزز إكسبو روح الابتكار التعاوني، والذي سيكون ضروريًا لمواجهة تحديات عالم الغد.
وحتى مع إغلاق بوابات الدخول العملاقة لمعرض إكسبو 2020، فإن إرث الحاضرة العالمية الذي تم بناؤه على مبادئ الأمل والمساواة والتنوع والتسامح سيستمر بفضل الالتزامات التي تم التعهد بها والشراكات التي أقيمت والإجراءات التي سنتخذها من أجل مستقبل أفضل للجميع.

* المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©