الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

متاحف الإمارات.. كيف تدعم السياحة؟

متاحف الإمارات.. كيف تدعم السياحة؟
18 ابريل 2022 02:02

رشا طبيله (أبوظبي)

لم تتوقف الإمارات عن إبهار العالم من خلال الاستمرار في تعزيز مكانتها السياحية والثقافية على الخريطة العالمية عبر إنشاء متاحف عالمية تنقش اسمها من خلال تصاميمها والمحتوى الثقافي لها في قلوب زوارها من داخل الدولة وخارجها.
المتاحف بحسب خبراء، لها دور كبير في تعريف السياح بالدولة التي يزورونها، فطالما ارتبطت أسماؤها بالبلدان أو المدن الموجودة فيها، وتعد الواجهات الأولى التي يحب زيارتها، عبر كونها مرآة للماضي والحاضر والمستقبل، ما يجعلها وجهات سياحية تستقطب سياحاً من فئات مختلفة تهتم بالثقافة والفن والتاريخ، ما يزيد من عدد السياح، ويرفع من معدل إقامة السائح وتعزز من الترويج السياحي للدولة.
المتاحف التي تبنيها الإمارات، ليست متاحف تقليدية مثل التي يعرفها الكثيرون، والتي تضم معروضات فقط، بل أصبحت وجهات بحد ذاتها تضم تصاميم متميزة وقاعات عرض متنوعة وتجارب تفاعلية للزوار، فهي الواجهة لأي دولة، تقدم لزوارها معلومات عن البلد الذي يزورونه، من تاريخه وحاضره ومستقبله وحضارته وإنجازاته.
يقول نويل مسعود، رئيس شركة «أوغست» للاستشارات الفندقية، «أبوظبي تعد وجهة ثقافية وسياحية، والمتاحف هي جزء من الثقافة فيوجد المتاحف التاريخية والفنية ما يستقطب شريحة أو فئة معينة من السياح ممن يحبون الثقافة والفنون».
ويضيف«متحف اللوفر أبوظبي على سبيل المثال يستقطب المهتمين بالفنون بشكل خاص».
ويقول مسعود: «دور المتاحف في دعم القطاع السياحي معروف وغني عن التعريق فالإمارات استثمرت في هذا القطاع الحيوي من خلال أيقونات ثقافية لا مثيل لها بتصاميمها وما تقدمه للزوار».
ويضيف: «المتاحف تسهم في زيادة عدد السياح الدوليين من شرائح جديدة، إضافة إلى تنشيط السياحة الداخلية في نفس الوقت»، مشيرا إلى أنها تعد الوجهة الأولى لكثير من السياح عند زيارة أي بلد، فهي الوجهة التعريفية ليتعرفوا عل ثقافة البلد قبل البدء برحلاتهم السياحية».
وفي نفس السياق، يقول محمد واكب مدير إدارة التسويق والمبيعات في فندق «فيرمونت باب البحر أبوظبي»، «أبوظبي وضعت نفسها كمدينة ثقافية منذ سنوات وتستمر في ذلك، حيث عززت من ثقافتها والتراث المحلي».
ويضيف: «تنوع الوجهات الثقافية في الإمارات مثل إقامة المتاحف وتميز كل منها لما تقدمه للزوار يجعلها جاذبة لفئات مختلفة من السياح والعائلات والأذواق الثقافية والفنية».ويؤكد واكب، «المتاحف والمعالم الثقافية تكمل الوجهة السياحية وتزيد من معدل إقامة السياح في الفنادق حيث مع إنشاء متاحف متميزة ومتنوعة في مختلف إمارات الدولة مثل أبوظبي ودبي يجعل السياح يتجولون في أكثر من إمارة، وبالتالي تزيد مدة إقامتهم في الدولة».ويقول واكب «زيادة عدد السياح ومعدل إقامتهم يدعم مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الوطني».
بدورها، تقول منى عوني مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسساتي في فنادق «أكور دبي»، «المتاحف الإماراتية هي المفاتيح لدخول الإمارات للتعرف على ماضيها وحاضرها ومستقبلها لمئات السنين».
وتضيف: «متحف المستقبل في دبي يجسد ذلك من خلال أنه تواصل بين الحاضر والمستقبل ويعد أجمل مبنى في العالم، حيث إن ذلك لوحده سيستقطب الكثير من السياح الراغبين للتعرف عليه».وتوضح عوني «عند زيارة أي بلد في العالم فإن شريحة كبيرة من السياح يرغبون في البداية بزيارة الأسواق القديمة والمتاحف والآثار».
وتضيف: «أصبحت المتاحف والمعالم الثقافية والأثرية وجهات سياحية بحد ذاتها ويتم وضعها من خلال صور أو مجسمات كتذكارات للسياح، لأنها تعكس الدول الموجودة فيها، لذلك فإن أهمية الاستثمار في إنشاء وتطوير المتاحف أمر في غاية الأهمية لجلب شريحة أوسع من السياح وجعلها أيقونات سياحية معروفة عالميا تعزز من مكانة الدول في الخارطة العالمية».
وتؤكد، أن «الإمارات تُبدع في الاستثمار وتطوير المتاحف العالمية لتصبح وجهات عالمية وأيقونات ثقافية معروفة تستقطب الكثير من السياح محلياً ودولياً».
وتقول: «المتاحف في الإمارات تعد وجهات سياحية تتيح لزوارها قضاء وقت ثري بين عبق التاريخ والماضي والأصالة والمستقبل، وفي نفس الوقت الاستمتاع بالمرافق المختلفة التي توفرها المتاحف من مطاعم وحدائق ونشاطات حيث تضم جميع الإمارات متاحف متميزة».
وتعد المتاحف في الإمارات منصات ثقافية وفنية تفاعلية ومرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي وشكلت قيمة مضافة في المشهد السياحي العام من خلال الدور الذي لعبته في استقطاب الزوار من الخارج والداخل وتنشيط حركة السياحة الداخلية بين مختلف مناطق الدولة. ووفقاً لإحصائيات عام 2019، وصل عدد المتاحف في الدولة إلى 34 متحفاً نجحت في استقطاب نحو 3 ملايين و807 آلاف زائر وذلك بفضل ما تحتويه من كنوز أثرية ومقتنيات فنية ومخطوطات قديمة تتيح لجميع زوارها فرصة حقيقية للتجول بين الأزمنة والتعرف على التراث الحضاري الإماراتي والعالمي الضارب في عمق التاريخ.


وتزخر الإمارات بمتحف عالمية متميزة بتصاميمها وبما تقدمه من معروضات ومعلومات غنية، فمتحف اللوفر أبوظبي الذي يقع في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات،، يعد أول متحف عالمي في العالم العربي يجسّد الانفتاح على الحضارات، وباعتباره إحدى المؤسسات الثقافية الواقعة في قلب المنطقة الثقافية في السعديات على جزيرة السعديات، سيجد عشّاق الفنّ ملاذهم بين الأعمال الفنية ذات الأهمية التاريخية والثقافية والاجتماعية القادمة منذ القِدَم حتى الوقت الحالي، وأبدع المهندس جان نوفيل بتصميم متحف اللوفر الذي يغطي مساحة 9200 متر مربع من صالات العرض الفنية بما فيها صالة العرض الدائمة وصالة المعارض المؤقتة التي تشتهر باستعارتها لأعمال فنية من العديد من المتاحف الفرنسية الشهيرة مثل متحف اللوفر، ومتحف أورسيه ومركز بومبيدو، واستوحيَ تصميم المتحف المذهل من فن العمارة العربية والتقاليد الإماراتية ومن موقع المتحف على جزيرة السعديات ومياه الخليج العربي الرقراقة، وما يميز تصميم المتحف بقبته الفضية الضخمة، والتي تبدو وكأنها تطفو فوق المتحف بأكملها، ومستوحاة من الهندسة المعمارية العربية بنيةً مُعقّدة مكونة من 7850 نجمة، مُكرّرة بمختلف الأحجام والزوايا في ثماني طبقات مختلفة. وعند مرور الشمس فوقها، تنساب أشعتها من خلال نجوم القبة لرسم تأثير مُلهم داخل المتحف يُعرف باسم «شعاع النور». وقد استوحي هذا التصميم من الطبيعة وأشجار النخيل في أبوظبي، حيث تلتقط أوراقها أشعة الشمس الساطعة من أعلى وتنساب بقعاً من الضوء على أرض المتحف.
أما متحف المستقبل، أجمل مبنى على وجه الأرض، يعد المعلم الأيقوني المعرفي الجديد في دبي، والذي يعد مركزاً علمياً وفكرياً من نوع جديد، وأكبر منصة في المنطقة لدراسة المستقبل واستشرافه وتصميمه، ضمن رؤية مُعمَّقة تسعى إلى حشد العقول والباحثين والعلماء والخبرات والطاقات الفكرية والإبداعية في المنطقة والعالم، وبناء شبكة من الشراكات مع أكبر المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية في العالم، والعمل على خلق نقاشات معمَّقة حول التغيرات والاتجاهات المستقبلية، في شتى القطاعات التنموية والاقتصادية والعلمية والمجتمعية والإنسانية.
ويعدّ متحف المستقبل معْلماً حضارياً استثنائياً، يشكل إضافة نوعيةً لأهم المعالم والأيقونات العالمية، كما يعتبر تحفة معمارية لا نظير لها بفضل تصميمه الهندسي ذي الطابع الريادي السابق عصره، ليصوغ من الآن مفهوم عمارة المستقبل ويصنع إرثها، وليليق تصميمه بما يمثله وما يجسده من قيمة علمية ومعرفية وفكرية، وبما يعكس دوره كمنصة تجمع أهم وأبرز العقول والخبرات ومستشرفي المستقبل للاستعداد لبيئة المستقبل، والمساهمة في رصد أهم التطورات والتحديات والمعضلات التي ستواجه البشرية في الخمسين سنة المقبلة، وإيجاد حلول غير تقليدية لها.
كما سيكون المتحف حاضنة للنوابغ والمواهب من العلماء والمفكرين والباحثين وأكبر مختبر من نوعه للأفكار والتصورات الجريئة، لتنطلق منه المبادرات والمشاريع العلمية والمعرفية للمساهمة في تسريع التطور العلمي في شتى المجالات، وحول تصميمه، يشكل المتحف أعجوبة هندسية، فهو المبنى الأكثر انسيابية في العالم، إذ لا توجد في هيكله الخارجي أية زوايا حادة، متجاوزاً كل حدود المألوف في العمارة، مبتكراً أدوات جديدة ومطوراً مقاربات تقنية خلاقة في التصميم والتنفيذ والبناء.

تاريخ عريق
متحف زايد الوطني، في جزيرة السعديات يوفر تجربة تعليمية جذّابة، تروي قصة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وجهود تأسيسه لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتاريخ أرضها العريق والعلاقات العالمية التي أسسها للدولة. ويأخذ المتحف زوّاره في رحلة عبر ست صالات عرض دائمة وحديقة خارجية تتصل ببعضها البعض من خلال معارض متنوعة وبحوث علمية معمّقة واختصاصية وبرنامج توعية واسع النطاق. ويحتفي متحف زايد الوطني بتراث وتاريخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، والقيم التي عمل على ترسيخها في حياته والتي تشمل إيمانه «طيب الله ثراه» بالتعليم واهتمامه بالحفاظ على البيئة وتوثيق التاريخ والتراث ودعم الثقافة، مدفوعاً بحب فطري للعمل الإنساني والخيري.

مشهد  ثقافي
متحف جوجنهايم أبوظبي في جزيرة السعديات، يتم مواصلة العمل فيه لاستكماله خلال عام 2025، حيث يشكل عند افتتاحه أحد المنجزات الرئيسة في المشهد الثقافي والفني والإبداعي في إمارة أبوظبي، والإضافة الأحدث ضمن مجموعة المتاحف الدولية التابعة لمؤسسة سولومون آر جوجنهايم، ويعتبر جوجنهايم أبوظبي المتحف الأبرز في المنطقة للأعمال والبرامج الفنية والثقافية العالمية الحديثة والمعاصرة الذي سيعمل على تعزيز التبادل والتعايش الثقافي بين مختلف شعوب العالم، واستكشاف تاريخ الفن من منظور أوسع، وسيسهم المتحف، بما يزخر به من أعمال فنية متعددة الثقافات تركز على منطقة غرب وجنوب آسيا وشمال إفريقيا، في تحقيق فهم أعمق لتفاعل الرؤى الفنية المختلفة ودورها في رسم ملامح الثقافات والتجارب التاريخية المترابطة في العصر الحالي، كما سيمثل المتحف منصة فريدة لإبداع الأعمال الفنية الجديدة والمبتكرة والوصول إلى جماهير جديدة، وذلك من خلال مشاركة نخبة من الفنانين والخبراء من دولة الإمارات والمنطقة لإثراء المجموعة المتنوعة من الأعمال والبرامج الفنية والثقافية التي يحتضنها.

مستقبل مستدام
لا تتوقف الإمارات عن بناء المتاحف والمعالم الثقافية المتميزة، فمؤخراً تم الإعلان عن مشروع إنشاء متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، الذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة. وسيأخذ المتحف زواره في رحلة عبر الزمن تمتد من قبل 13.8 مليار سنة وصولاً إلى منظور يحفز التفكير في ضمان مستقبل مستدام لكوكب الأرض. ويساهم المتحف الجديد، الذي يتم إنشاؤه حالياً في منطقة السعديات الثقافية ومن المقرر اكتماله عام 2025، في ترسيخ مكانة المنطقة كواحدة من أهم المراكز الثقافية الرائدة في العالم. ومن أبرز مقتنيات المتحف الجديد هيكل التيرانوصور الشهير «ستان» الذي يبلغ طوله 39 قدما، ويعتبر واحداً من أفضل الأحافير المحفوظة وأكثرها دراسة لهذا الكائن المفترس من أواخر العصر الطباشيري، حيث بذل العلماء سنوات من الدراسات العلمية ل«ستان»، الأمر الذي مكنهم من معرفة الكثير من المعلومات عن حياة هذا النوع من الديناصورات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©