الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النحاس...ترمومتر اقتصادات العالم

أنواع النحاس تختلف وفقاً لمصدره وجودته (أرشيفية)
13 ابريل 2022 02:24

حسونة الطيب (أبوظبي)

بلونه الأحمر الذهبي، يُعد النحاس، من أكثر المعادن وفرة في الطبيعة، وثاني المعادن من حيث الفائدة بعد الحديد، فضلاً عن أنه الأول استخداماً من قبل الإنسان لفترة دامت نحو 5 آلاف سنة. وعلى العكس من العديد من المعادن الأخرى، يتمتع النحاس، بمقدرة عالية على التوقعات الاقتصادية، نظراً لحساسيته المعلوماتية الكبيرة، حيث يُعتبر من أكثر المعادن التي تتأثر بالتغييرات التي تطال الاقتصاد العالمي.
اكتشف الإنسان النحاس في العام 8700 قبل الميلاد، حيث اقتصرت استخداماته في ذلك الوقت على، صناعة الأشرطة والمسامير المستخدمة في صناعة السفن وأنابيب نقل المياه، بجانب صناعة الأسلحة والأواني المنزلية وسك العملات المعدنية. ويعود موطنه الأصلي، للمنطقة المعروفة الآن، بالعراق وإيران وتركيا ومن ثم انتقل لشبه القارة الهندية.
يوجد النحاس بأشكال مختلفة في الطبيعة منها، النحاس الخام، وهو النوع الموجود بشكل منفرد من دون الاختلاط بمعادن أخرى. والنحاس البورفيري، وهو أكثر الأشكال انتشاراً حول العالم ويتوزع في الصخور في هيئة رواسب من الأكاسيد الناتجة عن تفاعله مع الكبريت. 
ويتوفر النحاس، في شكل رواسب ضخمة، تشترك في خصائصها مع النحاس البورفيري، بيد أنها تختلف في قلة انتشارها. ويوجد النحاس، مختلطاً مع معادن أخرى مثل، النيكل والرصاص، بنسبة تتراوح بين 4 إلى 12%، لكن يتم الفصل بينها للاستفادة من كل معدن على حدة. 

رواسب النحاس
يتركز 65% من إنتاج العالم من النحاس، في كل من، شيلي وأميركا، والمكسيك وأستراليا وبيرو. وتتضمن رواسب النحاس التي تم تحديدها، نحو 2.1 مليار طن متري من النحاس الإضافي، ما يجعل الكمية الإجمالية للنحاس المكتشف، 2.8 مليار طن متري. كما تشير التقديرات، إلى الموارد غير المكتشفة من النحاس، بنحو 3.5 مليار طن متري، ما يعني وجود نحو، 6.3 مليار طن متري في باطن الأرض.
يقدر الإنتاج العالمي من النحاس، بنحو 16.9 مليون طن متري في 2021، لتحل شيلي على رأس قائمة المنتجين بنحو، 5.8 مليون طن متري، تليها بيرو بنحو 2.2 مليون طن ثم الصين 1.8 مليون طن متري. 
ناهز الطلب العالمي للنحاس، 23.5 مليون طن متري في 2020، ليبدأ في الارتفاع في عام 2021، عند 24.4 مليون، وما سيقارب 25.1 مليون طن متوقعة في 2022. ويقدر استهلاك القطاعات العالمية للنحاس، بنحو 65% للكهرباء و25% للبناء والإنشاءات و7% للنقل والمواصلات و3% موزعة على قطاعات أخرى. 
وبينما حققت شيلي، أعلى معدل صادرات للنحاس عند 15.7 مليار دولار في 2020، مستحوذة على 10.5% من إجمالي الصادرات العالمية، تجاوزت واردات الصين من المعدن، 48.5 مليار دولار في 2019، تحل بعدها ألمانيا بنحو 10.6 مليار دولار. 
يتوفر النحاس في 3 أنواع تتضمن، عالي التوصيل الكهربائي، المستخدم في عمليات الربط الكهربائي عن طريق الأسلاك والكابلات، لما يتميز به من مرونة تجعله قابلاً، للطرق والثني والسحب، ليسهل تشكيله لأسلاك رفيعة. والنحاس المختزل، الذي يتم نزع الأوكسجين منه وإضافة نسبة من الفسفور المنصهر لإنتاج مادة صلبة قادرة على مقاومة التآكل لاستخدامه في تشييد المباني. أما سبائك النحاس، فهي عبارة عن خليط من الزنك، والقصدير، والألمنيوم، والنيكل.

 أسلاك الكهرباء
ومن بين استخدامات النحاس الواسعة الطيف، صناعة أسلاك الكهرباء لما يتميز به من خاصية جيدة لتوصيل الكهرباء. ويدخل كذلك في، أعمال البناء والتشييد مثل، صناعة القباب وتزيين الأبراج ومقابض الأبواب. ويعتبر النحاس، ضمن المكونات الأساسية لنظم المواصلات، نظراً لكفاءته العالية في التوصيل الحراري والكهربائي. وبالإضافة، لاستخدامه في صناعة الأواني المنزلية، يستخدم أيضاً في صناعة التحف الفنية والتماثيل والآلات الموسيقية. كما يستخدم، في صناعة السكك الحديدية والسفن والطائرات ووحدات التبريد والتكييف وغيرها الكثير.
حديثاً دخل استخدام النحاس في، تصنيع توربينات الرياح والخلايا الكهروضوئية والهواتف الذكية والسيارات الهجين، وغيرها من الأجهزة المرتبطة بتكنولوجيا الطاقة المتجددة. كما يستخدم في التصاميم الداخلية للمستشفيات، بسبب خاصيته في تثبيط نمو البكتريا والجراثيم، ما يقلل نسبة انتشار الأمراض.

عنصر غذائي
من مصادر حصول الإنسان على النحاس، اللحوم وصفار البيض والسمسم وكبد الحيوانات وبذور دوار الشمس واليقطين والجوز والفول السوداني واللوز ونخالة الحبوب وسمك التونا والقمح الكامل وجوز الهند والمشمش المجفف والحليب والفاصوليا والعدس وغيرها. ويتراوح متوسط استهلاك الفرد العادي من النحاس في الغذاء، ما بين 2 إلى 5 جرامات يومياً. 
ومن بعض خصائصه الغذائية، يوجد النحاس، ضمن تركيبة الكثير من الإنزيمات، ما يجعله يحافظ على نشاط وصحة القلب والعظام والأعصاب وكريات الدم الحمراء. كما أنه ينتج مواد شبيهة للهرمونات، التي تساعد على تنظيم ضغط الدم ونبضات القلب وسرعة التئام الجروح.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©