عدد اليوم
يوسف العربي (أبوظبي)
ألقت أزمة نقص أشباه الموصلات بظلالها على سوق السيارات في الإمارات، حيث تراجع مستوى المخزون من بعض السيارات الجديدة، ما أدى بدوره إلى تراجع حماس وكلاء وموزعين معتمدين لطرح تخفيضات سعرية وعروض ترويجية قوية، بحسب خبراء ومسؤولين بالقطاع.
وأكد هؤلاء لـ «الاتحاد» أن سوق السيارات المحلية الذي اعتاد طرح أقوى العروض الترويجية على السيارات الجديدة خلال شهر رمضان الفضيل، يشهد هذا العام تبايناً واضحاً في طريقة تعامل وكلاء البيع والموزعين المعتمدين للسيارات اتجاه موسم التخفيضات الرمضانية لهذا العام.
وأوضحوا أنه في الوقت الذي قام فيه وكلاء بطرح عروض القيمة المضافة على السيارات الجديدة، مثل التسجيل والتأمين المجانيين، وتمديد الضمان، وعقود الصيانة، امتنع وكلاء آخرون عن طرح أي عروض أو تخفيضات نظراً لعدم توافر المخزون.
المخزون
قال أكسل دراير، مدير عام شركة كلداري للسيارات، لـ «الاتحاد»، إن الأزمة العالمية المتعلقة بنقص أشباه الموصلات قلصت حجم الإنتاج العالمي من السيارات الجديدة، الأمر الذي انعكس بدوره على السوق المحلية في شكل نقص في المخزون.
ونوه بأن الوكلاء المعتمدين باتت لديهم شكوك حول إمكانية تلبية طلبياتهم بالكامل خلال عام 2022، ما أثر بدوره على حجم وطبيعة العروض الترويجية التي يتم طرحها خلال العام، لاسيما في شهر رمضان الذي يُعد موسماً سنوياً لبيع السيارات في الإمارات.
وقال: إن شركته توصلت لمقاربة معقولة من شأنها تحقيق التوازن بين العرض والطلب، من خلال التركيز على عروض القيمة المضافة، من خلال طرح خدمة الصيانة لمدة 5 سنوات أو 100 ألف كيلومتر، مع تظليل مجاني للنوافذ.
تخفيضات
من جانبه، قال كمال الشخشير، مدير دائرة المبيعات والتسويق في شركة الرستماني التجارية: إن شركته لم تطرح عروضاً ترويجية خاصة لشهر رمضان المبارك لهذا العام؛ نظراً لعدم وجود فائض من مخزون السيارات الجديدة لديها. وأضاف أن أزمة أشباه الموصلات أدت إلى تراجع مستويات المخزون من بعض السيارات الجديدة، ما أدى بدوره إلى فتور حماس الوكلاء والموزعين المعتمدين في السوق المحلية لطرح تخفيضات سعرية وعروض ترويجية استثنائية خلال شهر رمضان المبارك.
وأشار إلى أن شريحة من وكلاء البيع، عادة ما يتبعون منهجية قائمة على الاحتفاظ بمخزون عالٍ من السيارات الجديدة وتصريفه عبر طرح عروض قوية ومتتاليه، فيما تلجأ شريحة أخرى من الوكلاء لطلب سيارات جديدة تلائم طبيعة الطلب الاعتيادي لديها لضمان تصريفها بأسعار وهوامش ربح جيدة.
ونوه بأنه خلال الفترة الماضية ومع ظهور تداعيات نقص أشباه الموصلات وتأثيرها على سوق السيارات، تراجع المخزون من السيارات الجديدة لدى غالبية الوكلاء والموزعين، ما قلص الحاجة إلى طرح عروض ترويجية قوية وتخفيضات سعرية ملموسة.
أشباه الموصلات
وقال بلال نصر الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة «نيو أوتو» للسيارات، في تصريح سابق لـ «الاتحاد»: إن أزمة نقص واردات الرقائق قائمة ونشهد ذروتها في الوقت الراهن، ومن المتوقع أن تتلاشى هذه الأزمة تدريجياً ابتداءً من النصف الثاني من العام الحالي، لافتاً إلى أن تأثير الأزمة يختلف من نوع سيارة إلى أخرى ومن مصنع إلى آخر.
وقال: إن السوق المحلي شأنه شأن باقي الأسواق العالمية، تأثر بأزمة النقص العالمي لرقائق أشباه الموصلات والتي كانت لها انعكاسات كبيرة على محدودية الاختيارات المتاحة أمام المستهلكين والتجار؛ لأن النقص أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السيارات وعدم تلبية احتياجات المستهلك.
عروض ترويجية
طرحت شركة «أبوظبي موتورز» العرض الترويجي على سيارات «ميني» والذي شمل تمويل السيارة بمعدل فائدة بلغ 1.85% من خلال بنك أبوظبي الأول، بالإضافة إلى فترة سماح تصل إلى 120 يوماً قبل البدء بسداد القسط الأول، بالإضافة إلى تسجيل مجاني للسيارة للعام الأول، وخدمة الصيانة لمدة ثلاث سنوات أو 60 ألف كيلومتر، وضمان يمتد إلى ثلاث سنوات أو 200 ألف كيلومتر مع تعقيم وتوصيل السيارة.
ومن ناحيتها، طرحت شركة المسعود للسيارات عرضها الترويجي على سيارات «نيسان باترول» خلال شهر رمضان والذي شمل ضمان 7 سنوات، وعقد صيانة حتى 40 ألف كيلومتر، مع تظليل النوافذ، ودفعات مؤجلة لمدة 6 أشهر.
تراجع عالمي
عالمياً، أعلنت شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة تباطؤ المبيعات المحلية خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث تضررت الصناعة بأكملها بسبب نقص الرقائق وتعطل سلاسل الإمدادات.
وتراجعت مبيعات السيارات الجديدة في اليابان للعام الثالث على التوالي في السنة المالية 2021، بانخفاض 9.5% عن العام السابق، حيث تباطأ الإنتاج بسبب نقص أشباه الموصلات والمكونات الأخرى وسط جائحة فيروس كورونا المستجدّ «كوفيد- 19»، حسبما ذكرت هيئات صناعة السيارات. وتسبب وباء «كوفيد» بازدياد طلب المستهلكين على الأجهزة الإلكترونية، وكان قطاع صناعة السيارات الأكثر تضرراً من نقص رقائق أشباه الموصلات التي تعد جزءاً أساسياً للعديد من الأنظمة في السيارات الحديثة، فيما أُجبر عدد كبير من مصنّعي السيارات على تعليق خطوط الإنتاج بشكل مؤقت.
