الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بهار الأغنياء والفقراء.. الملح حضور دائم في موائد الغذاء

بهار الأغنياء والفقراء.. الملح حضور دائم في موائد الغذاء
5 ابريل 2022 01:29

حسونة الطيب (أبوظبي)

لا يستساغ بمفرده، لكن لا يحلو مذاق طعام بدون إضافته، شبيه بالسكر في لونه، لكن بينما يكتسب ذلك الحلاوة، يتسم هو بالمرارة، حضوره دائم في كافة أنواع موائد الغذاء، سواء للفقراء أو الأغنياء. الملح ضروري لحياة الإنسان عموماً، والملوحة هي واحدة من المذاق البشرية الأساسية، حيث يعتبر الملح واحداً من أقدم توابل الطعام وأكثرها انتشاراً.
وتعود بعض الدلالات الأولية لمعالجة الملح لنحو 6 آلاف سنة قبل الميلاد، عندما كان الناس الذين يعيشون في منطقة رومانيا الحالية، يستخلصون الملح من خلال غلي المياه. وبعد انتشاره بين الأمم القديمة، راجت تجارته، حيث كان يتم نقله بالقوارب عبر البحر الأبيض المتوسط ومن ثم عبر الصحراء الكبرى على ظهور الجمال. 
ويتكون الملح المعروف علمياً باسم كلوريد الصوديوم، من 40% صوديوم و60% كلوريد. ويستخلص الملح من مناجم الملح الصخرية بنسبة 25%، أو عن طريق تبخير مياه البحار بنحو 40%، التي يحتوي كل ليتر منها، على 35 جراماً من الصخور الملحية الصلبة، فضلاً عن الحصول عليه من المياه المالحة بنحو 35%. 
وتتعدد استخدامات الملح في الطعام وكمثبت وكعامل ربط وكمادة حفظ للطعام لعدم إمكانية تكاثر البكتريا في وجوده. وتستهلك 6% فقط من الملح في العالم، لأغراض الطعام و12% لعمليات تبريد المياه ونحو 8% لإذابة الثلوج في الطرقات السريعة، بينما تستهلك 6% في الزراعة وتذهب النسبة المتبقية لأغراض صناعية مختلفة. 
وبالإضافة لملح الطعام، توجد أنواع أخرى عديدة من الملح مثل، ملح الزبدة وملح الثوم وملح البصل والملح المُدخن وملح البحر وملح الهملايا بألوانه الأحمر، والأسود، والزهري، وغيرها. 
وتختلف أسعار الملح وفقاً لاستخداماته، حيث يحل الملح الذي يدخل في صناعة الأدوية، على رأس القائمة، ويليه ملح الطعام، نظراً لعمليات المعالجة والتعبئة الخاصة، ثم النوع المستخدم في الصناعات، بينما يعتبر الملح المستخدم في إذابة الثلوج الأقل سعراً. 
وبلغ الإنتاج العالمي من الملح في 2020، نحو 270 مليون طن، حيث استحوذت الصين على القدر الأكبر منه عند 60 مليون طن. وبينما تقدر قيمة سوق الملح، بنحو 28.5 مليار دولار في 2020، من المتوقع أن تحقق نمواً سنوياً لتبلغ 32 مليار دولار بحلول 2026.
وتراجع استهلاك الملح في 2020، نتيجة لانخفاض إنتاج المواد الغذائية وتعطل بعض الصناعات إبان فترة انتشار فيروس كوفيد19. لكن من المتوقع، ارتفاع الطلب في المدى المتوسط، مدفوعاً بزيادة عدد السكان وتحسن المستويات المعيشية، بجانب استخدامه في الطاقة البديلة، حيث يستخدم في بطاريات السيارات التي تعمل بكلوريد الصوديوم.
ومن أكبر الدول المصدرة للملح في العالم، هولندا بنحو 287 مليون دولار وألمانيا 268 مليون دولار والهند 237 مليون دولار. 
وتوجد المئات من مناجم الملح، في جميع أنحاء العالم، معظمها ملكية خاصة أو تديرها شركات كبيرة متعددة الجنسيات. وتحتل كل من الصين والولايات المتحدة والهند المرتبة الأولى في إنتاج الملح، كما أنها موطن لبعض أكبر مناجم الملح في العالم. 
ويعتبر منجم سيفتو، الذي يقع في منطقة جودريش بولاية أونتاريو الكندية، أكبر منجم للملح تحت الأرض في العالم. أما منجم كيورا فهو الأكبر لاستخراج الملح الصخري في آسيا، حيث يزيد إنتاجه عن 2 ألف طن من الملح الوردي يومياً، بطرق تقليدية لم تتغير منذ القرن الـ 19. كما يعتبر منجم فارونجفيل، الواقع في أقصى شرق البلاد بقوة عاملة تقدر بنحو 40 عاملاً، الأخير لإنتاج الملح في فرنسا، حيث ينتج يومياً 300 طن من الملح المذيب للثلوج. 
تُوصي منظمة الصحة العالمية، بخفض استهلاك الفرد من الملح، لأقل من 2 جرام يومياً، حيث اتفقت الدول الأعضاء في المنظمة، على تقليص الاستهلاك بنحو 30% بحلول 2025. وبتحقيق ذلك، يمكن حفظ أرواح نحو 2.5 مليون شخص من الموت، جراء أمراض ترتبط بالإفراط في تناول الملح كضغط الدم وأمراض القلب والرئة وغيرها. 
وتؤدي الزيادة في استهلاك الملح لمرض هشاشة العظام، حيث تعزز زيادة الصوديوم الغذائي، فقدان الكالسيوم في البول وبالتالي في العظام. كما قد ينتج عنه، توقف نبضات القلب والذبحة والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض. ويتطلب جسم الإنسان كمية قليلة من الصوديوم لعمل نبضات الأعصاب وارتخائها، بالإضافة للحفاظ على توازن المياه والمعادن في الجسم.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©