عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
قبل بدء «موسم قيادة السيارات في الصيف»، الذي ينطلق فيه الأميركيون بسياراتهم في «رحلات الطريق» ليروا أقاربهم ويستمتعوا بزيارة الولايات المختلفة، واصلت أسعار وقود السيارات في أميركا ارتفاعها، ليدفع السائقون في عدد أكبر من المناطق سعراً يتجاوز 6 دولارات للجالون، في ظاهرة غير متكررة كثيراً في تاريخ الولايات المتحدة.
ورغم انخفاض المتوسط الوطني لسعر الجالون من النوع العادي، أردئ أنواع الوقود في أميركا، 10 سنتات من سعر 4.33 دولار الذي كان أعلى متوسط في تاريخ الولايات المتحدة وتم تسجيله الأسبوع قبل الماضي، لاحظ راكبو السيارات في أميركا انعكاسات المواجهات في أوكرانيا، وما تسببت فيه من ارتفاعات ضخمة في أسعار كافة أنواع مصادر الطاقة، في محطات الوقود في بلادهم، التي تبعد عن أرض المعارك آلاف الأميال. ولم تعكس أسعار الوقود حتى الآن القفزة الأخيرة في أسعار النفط الخام، التي شهدت ارتفاع سعره بأكثر من عشرين بالمائة خلال الأسبوع الأخير.
وباعت بعض المحطات في ولاية كاليفورنيا، التي تظهر فيها عادة أعلى الأسعار، الجالون بسعر 7 دولارات، وسجل متوسط السعر فيها 5.88 دولار للجالون، هو الأعلى على مستوى الولايات الأميركية، بسبب ارتفاع الضرائب التي تفرضها الولاية، والمزيج الفريد المنتج من أنواع الزيت الموجودة بالساحل الغربي. وفي مثل هذا التوقيت من العام الماضي، سجل المتوسط الوطني لسعر الجالون 2.87 دولار، بينما كان المتوسط في كاليفورنيا 3.88 دولار.
وبينما تشهد ولايات وسط الغرب وولايات الجنوب أقل متوسط للأسعار بين الولايات الأميركية، خفضت بعض الولايات الضرائب التي تفرضها على وقود السيارات، وأعلنت ولاية كونيتيكت إيقاف تحصيل ضريبة الخمسة وعشرين سنتاً على الجالون لمدة ثلاثة أشهر اعتباراً من أول الشهر الحالي، وسبقتها ولايتا جورجيا وماريلاند اللتان علقتا فرض ضرائب على وقود السيارات في محطاتهما. وعلى نحو متصل، حول مجلس النواب طلباً تقدم به مجموعة من نواب الحزب الديمقراطي بإيقاف تطبيق الضريبة الفيدرالية مؤقتاً، والمقدرة بـ 18.4 سنتاً للجالون، إلى لجنة خاصة للنظر فيه.
ومع استبعاده ارتفاع المتوسط الوطني لسعر الجالون إلى 5 دولارات، انتقد باتريك ديهان، مدير أبحاث النفط لدى موقع جاس بودي المعني بتحليل أسواق الطاقة، الارتفاعات الأخيرة في سعر وقود السيارات، وقال «لم تشهد الولايات المتحدة قط ارتفاع أسعار الوقود بهذا القدر بهذه السرعة، وهو ما يزيد من تأزم الأمور، حيث تسببت العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا في إعاقة تدفق نفطهم، وهو ما تسبب في القفزة الكبيرة في أسعار كافة أنواع الوقود».
وعلى الرغم من محاولات الرئيس الأميركي تشجيع الشركات الأميركية على زيادة إنتاجها في الفترة الحالية، مازالت طاقة المصافي في أميركا الشمالية أقل بنحو 1.2 مليون برميل يومي مقارنة بما كانت عليه عشية ظهور وانتشار وباء كوفيد خلال الربع الأول من عام 2020.
